توقع الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، اليوم السبت، تحقيق تقدم بشأن السلام في شرقي أوكرانيا خلال الأيام المقبلة، بينما أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أن الوضع يتفاقم في أوكرانيا وأن المفوضية الأوروبية ستعمل على رفع مستوى العقوبات ضد روسيا، محذراً من أن يؤدي النزاع إلى خطر نشوب حرب حقيقية.
وفي مؤتمر صحافي في بروكسل قبل قمة للاتحاد الأوروبي، قال بوروشينكو "ننتظر خلال الأيام المقبلة اعتباراً من يوم الاثنين تحقيق تقدم حقيقي في مفاوضات السلام".
ودان بوروشينكو تدخل روسيا في بلاده، مشيراً إلى أن "هناك الآلاف من جنود القوات الأجنبية ومئات الدبابات في أوكرانيا".
من جهته، أعلن هولاند، اليوم السبت، أن العقوبات على روسيا "ستزداد بالتأكيد هذا المساء" خلال اجتماع المجلس الأوروبي في بروكسل. وأضاف هولاند، الذي كان يتحدث عن الوضع في أوكرانيا في ختام اجتماع في الإليزيه للقادة الاشتراكيين الديمقراطيين في أوروبا، أن "المفوضية الأوروبية ستعمل على رفع مستوى" هذه العقوبات، موضحاً أن "الوضع يتفاقم بالتأكيد في أوكرانيا وثمة معدات آتية من روسيا وعلى الأرجح أن جنوداً دخلوها، وفي أي حال، فإن الانفصاليين سلحتهم وساعدتهم روسيا".
وأكد أنه "حيال تفاقم التوتر، يجب اتخاذ قرارات جديدة، وعلى أوروبا التحرك"، مشيراً إلى أنه "لا يمكن تضييع الوقت"، محذراً من أن "يؤدي النزاع إلى خطر نشوب حرب حقيقية".
بدوره، حذر رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو، اليوم السبت، من الوصول إلى "نقطة اللاعودة" في النزاع الأوكراني، معرباً عن الأمل في أن يكون القادة "مستعدين لاتخاذ تدابير جديدة" ضد روسيا.
وقال باروزو بعد لقاء مع بوروشينكو "اننا في وضع مأسوي"، مضيفاً "يمكن أن نجد أنفسنا في وضع نصل فيه إلى نقطة اللاعودة إن استمر التصعيد".
وفي موسكو، قال نائب وزير الدفاع الروسي، اناتولي انتونوف، إن بلاده ترغب في تنظيم "جسر انساني" لايصال عدة شحنات من المساعدات إلى مناطق شرق أوكرانيا.
ونقلت وكالة "ريا نوفوستي" عن انتونوف قوله إن "السلطات الروسية ومنظمات غير حكومية ومؤسسات يفكرون في تنظيم عدة قوافل وليس فقط قافلة انسانية واحدة كما سبق وفعلنا".
وأضاف "بشكل عام نريد اقامة جسر انساني عادي" بين روسيا ومدينتي لوغانسك ودونيتسك اللتين يسيطر عليهما الانفصاليون وحيث علق الكثير من المدنيين وسط المعارك.
وكانت موسكو أرسلت قافلة مكونة من أكثر من 200 شاحنة نقلت أكثر من 1800 طن من المساعدات الى لوغانسك وعبرت القافلة الحدود الأسبوع الماضي من دون الموافقة النهائية لكييف ولا مراقبة الصليب الأحمر.
في هذه الأثناء، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، اليوم السبت، الإفراج عن موظفي السفارة الروسية اللذين تم توقيفهما في كييف، وعودتهما إلى روسيا، حسبما نقل موقع "روسيا اليوم".
وكانت السفارة الروسية في كييف أكدت اختفاء اثنين من موظفيها كانت السلطات الأوكرانية قد أقرت في وقت سابق باحتجازهما.
وكانت موسكو طالبت أيضاً أمس الجمعة بالإفراج الفوري عن موظفي سفارتها في كييف ودعت السلطات الأوكرانية إلى وقف ما أسمته الاستفزازات بحق البعثات الدبلوماسية الروسية في أوكرانيا وموظفيها الدبلوماسيين.
وفي التطورات الميدانية، أعلن الجيش الأوكراني، اليوم السبت، انسحاب قواته من مناطق إلى الشرق من مدينة لوجانسك الحدودية بسبب ضغوط من انفصاليين تدعمهم موسكو، وقال إن دبابات روسية "دمرت فعلياً كل منزل" في بلدة صغيرة.
وقال مجلس الدفاع والأمن الأوكراني في تغريدة على موقع "تويتر" إن "العدوان العسكري المباشر على شرق أوكرانيا مستمر".