ها هي المعاناة تقترب. لا يمكن أن تكون "معاناة" في صيف يجرّ معه شمساً وبحراً وقصوراً من رمل. لكن هكذا تلقّب أم سامي العطلة الصيفية. تقول مازحة إن طفليها يستيقظان باكراً في جميع الأيام، حتى لو تأخراً قليلاً في النوم في اليوم السابق. يعني أن العطلة لن تكافئهما بساعات نوم إضافية. في مفكّرتها إذاً شهران إلى ثلاثة، عليها تعبئتهما بالنشاطات لطفليها، من دون أن تكون موجودة معهما في أوقات كثيرة. هي تعمل، وإلا لما كانت هناك مشكلة.
كانت تنوي تسجيلهما في أحد المخيمات الصيفية، إلا أنها قلقة، وخصوصاً بعد وفاة طفل العام الماضي في أحد المخيمات الذي يحظى بسمعة جيّدة. تخشى أيضاً عدم اهتمام المسؤولين في هذه المخيمات بتفاصيل تعنيها كثيراً، وقد لا تكترث أمهات أخريات لها. منها على سبيل المثال، دهن الكريم الواقي من الشمس مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم، إذا ما أخذ الأطفال إلى البحر. برأيها، قد تفلت بعض الأمور المهمة من المسؤولين عن الأطفال في المخيمات. تعترف بأن الأمر يخيفها. ما هي الخيارات إذاً؟ لا تنوي تركهما في البيت مع العاملة الأجنبية، وخصوصاً أن البقاء لثماني أو تسع ساعات يومياً من دونها قد يكون مملاً لهما. تنوي التأني في البحث عن مخيّم صيفي مناسب، لأن الحوادث تقع في النهاية.
من جهتها، لا تمانع نسرين ترك أطفالها الثلاثة مع العاملة الأجنبية، على أن تنظم لهم بعض النشاطات الترفيهية في فترة ما بعد الظهر، أي بعد انتهاء دوام عملها. برأيها، فإن الحرص الزائد على تأمين كل شيء للأطفال قد يكون مضراً لهم، وربما أن كل شيء يمكن أن يكون متاحاً لهم إذا ما رغبوا فيه. تتذكر فترة طفولتها وأشقائها. والدتها لم تكن تعمل، وكانت قادرة على الاعتناء بهم طوال فترة العطلة الصيفية. مع ذلك، كانت رحلاتهم أو نزهاتهم محدودة جداً، وقد تقتصر على أيام الآحاد. تقول: " كنا نلعب ونتسلى طيلة النهار". تذكر أنها وشقيقاتها كن يستعرن ملاقط الغسيل من والدتهما، ويبنين بيتاً لـ "الباربي". وهذه التفاصيل مفيدة لتنمية خيال الطفل، وتعليمه ابتكار الوسائل للتسلية.
وتلفت نسرين إلى أن غياب الأمان والشفافية في لبنان يجعلها تُسقط خيار المخيّمات الصيفية، وخصوصاً أننا "لا نسمع عن التحقيق في الحوادث التي تقع، أو تغلق القضية فجأة". تتّبع هذه السياسة منذ سنوات. أحياناً، تستأجر وزوجها بيتاً في الجبل. برأيها، الطبيعة أكثر ما يحتاجه الأطفال للتسلية في الصيف.
في الوقت الحالي، لا يفضّل كثير من الأهالي خيار الجدّة في العطلة الصيفية. ماذا يمكن أن يفعل الأطفال في بيتها طوال النهار؟ من جهة أخرى، يبدي بعضهن حرصاً مبالغاً على مقتنيات المنزل، تلك التي حافظوا عليها على مدى سنوات طويلة. وربما يكون من المستحيل أن يفكّر صبي في لعب الكرة في منزلها.
اقــرأ أيضاً
في هذا السياق، تقول ندى إن طفليها يقضيان العطلة الصيفيّة في منزل جدّتهما معظم الوقت، وتحديداً في فترة وجودها في العمل. هذا المكان الوحيد التي يشعرها بالأمان. تعرف أن جدتهما ستهتم بجميع التفاصيل كما كانت ستفعل هي، على أن تقتصر المشاريع على عطلة نهاية الأسبوع. وغالباً ما يكون الخيار هو البحر، الأحب إلى قلب طفليها. وعلى الرغم من شعورها بالأمان، يضايقها أن طفليها يقضيان معظم الوقت في مشاهدة أفلام الكرتون، أو الألعاب الإلكترونية. وإن حاولت تحديد الوقت لهذه الألعاب، تخبرها والدتهما أنهما يشعران بالملل، فتنصاع لإرادتهما.
ليس خيار المخيّمات الصيفية سهلاً دائماً. عدا عن الثقة، هناك الكلفة المادية المرتفعة. لذلك، لا يلغي كثيرون خيار إبقاء الأطفال في المنزل. لكن في زمننا الحالي، يبدو أن الأهل باتوا أكثر اضطراراً لتعبئة أوقات فراغ أطفالهم. سيسمعون عبارات مثل: "صديقي أو صديقتي تفعل".
كذلك، لم يعد اللعب في باحة المبنى، إن وجدت، أو في الأحياء المغلقة، خياراً. لا أمان في البلاد أو لا وقت لدى الناس، والمغريات في الخارج كثيرة. وقلة من الناس الذين ينسجون علاقات مع الجيران في المبنى الذي يقطنون فيه. من جهة أخرى، تساهم النشاطات المختلفة والرحلات الترفيهية والتثقيفية في زيادة وعي الأطفال وتنمية ثقتهم في أنفسهم. لذلك، يرفض بعض الأهل الابتعاد عن متطلبات العصر الجديدة. ربما يقارنون أطفالهم بأطفال المخيمات الصيفية، وقد يجدون فرقاً، إذا ما كانوا عاجزين عن قضاء وقت قيم معهم. والحقيقة أنهم يعملون.
اقــرأ أيضاً
كانت تنوي تسجيلهما في أحد المخيمات الصيفية، إلا أنها قلقة، وخصوصاً بعد وفاة طفل العام الماضي في أحد المخيمات الذي يحظى بسمعة جيّدة. تخشى أيضاً عدم اهتمام المسؤولين في هذه المخيمات بتفاصيل تعنيها كثيراً، وقد لا تكترث أمهات أخريات لها. منها على سبيل المثال، دهن الكريم الواقي من الشمس مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم، إذا ما أخذ الأطفال إلى البحر. برأيها، قد تفلت بعض الأمور المهمة من المسؤولين عن الأطفال في المخيمات. تعترف بأن الأمر يخيفها. ما هي الخيارات إذاً؟ لا تنوي تركهما في البيت مع العاملة الأجنبية، وخصوصاً أن البقاء لثماني أو تسع ساعات يومياً من دونها قد يكون مملاً لهما. تنوي التأني في البحث عن مخيّم صيفي مناسب، لأن الحوادث تقع في النهاية.
من جهتها، لا تمانع نسرين ترك أطفالها الثلاثة مع العاملة الأجنبية، على أن تنظم لهم بعض النشاطات الترفيهية في فترة ما بعد الظهر، أي بعد انتهاء دوام عملها. برأيها، فإن الحرص الزائد على تأمين كل شيء للأطفال قد يكون مضراً لهم، وربما أن كل شيء يمكن أن يكون متاحاً لهم إذا ما رغبوا فيه. تتذكر فترة طفولتها وأشقائها. والدتها لم تكن تعمل، وكانت قادرة على الاعتناء بهم طوال فترة العطلة الصيفية. مع ذلك، كانت رحلاتهم أو نزهاتهم محدودة جداً، وقد تقتصر على أيام الآحاد. تقول: " كنا نلعب ونتسلى طيلة النهار". تذكر أنها وشقيقاتها كن يستعرن ملاقط الغسيل من والدتهما، ويبنين بيتاً لـ "الباربي". وهذه التفاصيل مفيدة لتنمية خيال الطفل، وتعليمه ابتكار الوسائل للتسلية.
وتلفت نسرين إلى أن غياب الأمان والشفافية في لبنان يجعلها تُسقط خيار المخيّمات الصيفية، وخصوصاً أننا "لا نسمع عن التحقيق في الحوادث التي تقع، أو تغلق القضية فجأة". تتّبع هذه السياسة منذ سنوات. أحياناً، تستأجر وزوجها بيتاً في الجبل. برأيها، الطبيعة أكثر ما يحتاجه الأطفال للتسلية في الصيف.
في الوقت الحالي، لا يفضّل كثير من الأهالي خيار الجدّة في العطلة الصيفية. ماذا يمكن أن يفعل الأطفال في بيتها طوال النهار؟ من جهة أخرى، يبدي بعضهن حرصاً مبالغاً على مقتنيات المنزل، تلك التي حافظوا عليها على مدى سنوات طويلة. وربما يكون من المستحيل أن يفكّر صبي في لعب الكرة في منزلها.
في هذا السياق، تقول ندى إن طفليها يقضيان العطلة الصيفيّة في منزل جدّتهما معظم الوقت، وتحديداً في فترة وجودها في العمل. هذا المكان الوحيد التي يشعرها بالأمان. تعرف أن جدتهما ستهتم بجميع التفاصيل كما كانت ستفعل هي، على أن تقتصر المشاريع على عطلة نهاية الأسبوع. وغالباً ما يكون الخيار هو البحر، الأحب إلى قلب طفليها. وعلى الرغم من شعورها بالأمان، يضايقها أن طفليها يقضيان معظم الوقت في مشاهدة أفلام الكرتون، أو الألعاب الإلكترونية. وإن حاولت تحديد الوقت لهذه الألعاب، تخبرها والدتهما أنهما يشعران بالملل، فتنصاع لإرادتهما.
ليس خيار المخيّمات الصيفية سهلاً دائماً. عدا عن الثقة، هناك الكلفة المادية المرتفعة. لذلك، لا يلغي كثيرون خيار إبقاء الأطفال في المنزل. لكن في زمننا الحالي، يبدو أن الأهل باتوا أكثر اضطراراً لتعبئة أوقات فراغ أطفالهم. سيسمعون عبارات مثل: "صديقي أو صديقتي تفعل".
كذلك، لم يعد اللعب في باحة المبنى، إن وجدت، أو في الأحياء المغلقة، خياراً. لا أمان في البلاد أو لا وقت لدى الناس، والمغريات في الخارج كثيرة. وقلة من الناس الذين ينسجون علاقات مع الجيران في المبنى الذي يقطنون فيه. من جهة أخرى، تساهم النشاطات المختلفة والرحلات الترفيهية والتثقيفية في زيادة وعي الأطفال وتنمية ثقتهم في أنفسهم. لذلك، يرفض بعض الأهل الابتعاد عن متطلبات العصر الجديدة. ربما يقارنون أطفالهم بأطفال المخيمات الصيفية، وقد يجدون فرقاً، إذا ما كانوا عاجزين عن قضاء وقت قيم معهم. والحقيقة أنهم يعملون.