كشفت صحيفة "بوليتكو"، أنّ رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، أخبرت كبار الديمقراطيين بأنّها ترغب في رؤية الرئيس دونالد ترامب "في السجن"، وذلك خلال اجتماع مع رئيس اللجنة التشريعية في المجلس جيري نادلر، الثلاثاء، حول إمكانية بدء إجراءات عزل الرئيس.
ونقلت الصحيفة الأميركية، في تقرير، عن عدة مصادر، أنّ بيلوسي اجتمعت مع نادلر والعديد من كبار الديمقراطيين الذين يسعون إلى متابعة التحقيقات ضد الرئيس، في ملف التدخل الروسي بالانتخابات الرئاسية 2016.
وذكرت الصحيفة أنّ نادلر ضغط على بيلوسي، من أجل السماح للجنته بإطلاق تحقيق بهدف محاكمة ترامب، وهو ثاني طلب يقدّمه خلال الأسابيع الأخيرة، بينما تم رفضه من الديمقراطيين في كاليفورنيا وقادة آخرين.
غير أنّ بيلوسي أكدت بحزم أنّها ليست منفتحة على فكرة عزل ترامب في هذا الوقت، بحسب الصحيفة.
وأوضحت بيلوسي موقفها هذا بالقول، وفقاً لمصادر مطلعة على الاجتماع: "لا أريد أن أراه متهماً، أريد أن أراه في السجن".
وبدلاً من الإقالة، لا تزال بيلوسي تفضل رؤية ترامب يهزم في صندوق الاقتراع، ثم تتم محاكمته بسبب جرائمه المزعومة، وفقاً للمصادر.
وقالت المصادر إنّ بيلوسي تعبّر عن تضامنها مع الديمقراطيين المؤيدين لفكرة عزل ترامب، ويريدون مساءلة الرئيس، لكنّها تشكك في الوقت عينه بفكرة أنّ الوقت قد حان لاتخاذ هذه الخطوة.
Twitter Post
|
وجادلت بيلوسي منذ فترة طويلة بأنّه يجب استيفاء شروط معينة، قبل أن يبدأ الديمقراطيون في إجراءات عزل ترامب، فضلاً عن توفير دعم شعبي وتأييد قوي من الحزبين؛ الديمقراطي والجمهوري، وهي أمور لم يتحقق أي منها حتى الآن.
وقال ديمقراطيون آخرون للصحيفة، إنّ تصريحات بيلوسي لم تكن مفاجئة، بالنظر إلى انتقاداتها السابقة للرئيس، بما في ذلك قولها إنّ ترامب "متورط في تغطية" جريمة، وإنّ تصرفات الرئيس "مضرة لدستور الولايات المتحدة".
وخلص المحقق الخاص روبرت مولر الذي قاد التحقيق في التدخل الروسي، في تقريره النهائي، إلى أنّ روسيا تدخلت بشكل متكرر في انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2016، وأنّ حملة ترامب أجرت اتصالات متعددة مع مسؤولين روس، لكنه لم يتوصل إلى وجود أي مؤامرة إجرامية مع موسكو للفوز بالرئاسة.
وأحجم تقرير مولر عن الخروج بحكم قاطع فيما يتعلق بإعاقة ترامب للعدالة، لكنّه أوضح مواقف حاول فيها ترامب إقالة مولر أو اعتراض سبيل التحقيق.
ويخوض الديمقراطيون الذين يسيطرون على مجلس النواب، صراع قوة مع ترامب بشأن مدى قدرتهم على التحقيق معه، في الوقت الذي يماطل فيه الرئيس في المثول للتحقيق أمام لجان بالكونغرس في عدد من القضايا.
وقالت آشلي إتيان المتحدثة باسم بيلوسي، إنّ رئيس مجلس النواب ورؤساء اللجان "عقدوا اجتماعاً مثمراً حول كيفية التعامل مع تقرير مولر، واتفقوا على إبقاء جميع الخيارات مطروحة على الطاولة ومواصلة المضي قدماً في جلسة استماع واعتماد استراتيجية تشريعية، في أقرب وقت الأسبوع المقبل، لبحث كيفية مقاربة فساد الرئيس وانتهاكات السلطة التي كشف عنها تقرير مولر".
وقالت بيلوسي سابقاً إنّها لا تعتقد أنّ محاولة عزل ترامب "تستحق كل هذا العناء"، مجادلة بأنّه من دون وجود دعم من النواب الجمهوريين، فإنّ أفضل طريقة للتغلّب على الرئيس هي إقناع الناخبين بطرده من منصبه في انتخابات 2020.
وعبّرت بيلوسي، وعدد من النواب الديمقراطيين البارزين، عن قلقهم من أنّ السعي لمساءلة ترامب، سيغرق أجندتهم التشريعية ويعزز قاعدة الجمهوريين، وربما يكلّفهم خسارة الأغلبية في مجلس النواب العام المقبل، ويضمن بالتالي إعادة انتخاب ترامب.
ومع ذلك، قالت بيلوسي، للصحافيين، أمس الأربعاء، تعليقاً على هذا الملف "لا أشعر بأي ضغوط".