بين ترامب السامري وأصحاب الغار
خرج السامري، وهو الذي ادّعى أنه أخذ من أثر فرس الملائكة تراباً واحتفظ بها ليوم معلوم، فاستغل خلوة موسى عليه السلام مع ربه، فنثر شيئاً منها على عجل ليتحول إلى ذهب وما كان ذاك إلا أن فتنهم رب العزة وأضلهم السامري.
هكذا إذن، أخذ الثلاثة متزعمين كوكبة، سالت رضابهم بعد الإغراءات. وأخذوا على عاتقهم تنفيذ أوامر السامري، سمع العرب قاطبة خفق نعالهم مقبلين بعجيجهم، مهللين بمخططات السامري، كوسيلة تهدف إلى تأمين انسحاب مذل من سورية والعراق. ويحسبون أنّ صريف لسانهم يستطيع أن يحدث فرقاً.. عبثاً يحاولون.
اضطلعت قطر كدولة عصرية باستثمار استراتيجي في قناة الجزيرة، وهي الأقوى على هذا الأمر، وأوفت به على أساس أنها وسيلة إعلامية للتأثير. ولا أحد استطاع أن يطأ موطئها، وتكوين رأي عام حول ملفات محدّدة إلا شبكة الجزيرة، مسنودة بسياسات عامة استثمرت هوامش الاستقلالية، لتكريس أنماط سياسية وإنسانية عمّت أفضالها على المنطقة العربية.
شكلت الآلة الإعلامية إياها ميكانيزم حيوي في ترسيخ لبنات الوعي السياسي لدى فئات عريضة من الشعوب العربية فاقتحمت الجزيرة مجالات عدّت في ظلّ أنظمة الانبطاح والذل، تابوهات يمنع بثها على قنوات الإعلام "الوطنية".
وجعلت المنابر الإعلامية مفتوحة، لمن منعوا عقوداً من الكلام وحتى الكتابة، فالهدف كان تكوين لبنات ومنظومات فكرية عربية يسهل توجيهها استناداً إلى عنصري الأمانة العلمية والمصداقية. وفي الأيام القليلة الماضية حصدت أرباح الاستثمار بتقارير استطاعت بحنكة كوادرها في امتصاص الموجة/ الصدمة الأولى وتستطيع أن تقدّم أكثر على أساس أنه لا مساس أبدا بالقرار السيادي. وهو ما يريده أصحاب الغار من ورائهم السامري في كل الأحوال.
اختيار قطر خصما للمواجهة المعلنة من التابعين للسامري، ليس مصادفةً إنما جاء بعد إصرار وترصد، ويظهر ذلك من التناغم بين الخطوات التصعيدية، التي لوّحت بها كلّ من المملكة السعودية ومصر والإمارات. فالأوراق التي لعبتها هذه الدول مجتمعة، والبيانات والتصريحات المرافقة لها، تعطي انطباعاً أقرب إلى اليقين من الشك، قد أعدّوا ما استطاعوا من تكتيكات ومناورات لإضعاف الخصم واتهامه، بما هو مؤشر على أنه مسار أو خطة لتعويم تفاصيل الانسحاب أو خطة خروج مضللة من الأزمة السورية والعراقية.
ينثر السامري ترابه فيخرج رزنامة من القرارات، أساسها الابتزاز وهدفها الشيطنة ثم الإضعاف. وفي الأخير الخضوع والرضوخ لرغبات رب العجل الذهب، وما ذاك أقصر الطرق لإعداد العدة للخروج من مسرح عمليات، يمتد على كامل بلاد الشام، فقد كانت تركيا بالون اختبار للخروج من الأزمة السورية، فتحولت إلى تهديد الأردن وطناً بديلاً للفلسطينيين. وما كان إلا قطر شماعة تعلّق عليها خطايا دعم الإرهاب الذي ألصق بالإسلام، الدين الواحد الموحد. إنّها خطة ماكرة للخروج من الأزمة السورية، وهكذا لمّحت زاخاروفا الروسية، حينما صرحت، لأول مرة، أن كل مخططات التحالف في سورية فشلت، ويحتضر، حسب قولها.
على العموم، يبدو أن المعركة لن تنتهي إلا بصيغة المنتصر والمنهزم، فحجم الورطة التي تورّط فيها هواة السياسة من الخليج ومصر، أكبر بكثير مما رسموه لأنفسهم. وقطر ستنتصر بالاعتماد على المقدرات التي تمتلكها من دون المساس بقرارها السيادي ومغازلته في السياسة ليست حراما.
حينها سيستفيق أصحاب الغار وينضجون ومن ثم سيعرفون محنتهم، وما لهم من سبيل إلا الدعاء لخالقهم الحقيقي، عسى أن يزحزح الحجرة عن الغار حيث امتحنهم ربهم في شهر المغفرة.
هكذا إذن، أخذ الثلاثة متزعمين كوكبة، سالت رضابهم بعد الإغراءات. وأخذوا على عاتقهم تنفيذ أوامر السامري، سمع العرب قاطبة خفق نعالهم مقبلين بعجيجهم، مهللين بمخططات السامري، كوسيلة تهدف إلى تأمين انسحاب مذل من سورية والعراق. ويحسبون أنّ صريف لسانهم يستطيع أن يحدث فرقاً.. عبثاً يحاولون.
اضطلعت قطر كدولة عصرية باستثمار استراتيجي في قناة الجزيرة، وهي الأقوى على هذا الأمر، وأوفت به على أساس أنها وسيلة إعلامية للتأثير. ولا أحد استطاع أن يطأ موطئها، وتكوين رأي عام حول ملفات محدّدة إلا شبكة الجزيرة، مسنودة بسياسات عامة استثمرت هوامش الاستقلالية، لتكريس أنماط سياسية وإنسانية عمّت أفضالها على المنطقة العربية.
شكلت الآلة الإعلامية إياها ميكانيزم حيوي في ترسيخ لبنات الوعي السياسي لدى فئات عريضة من الشعوب العربية فاقتحمت الجزيرة مجالات عدّت في ظلّ أنظمة الانبطاح والذل، تابوهات يمنع بثها على قنوات الإعلام "الوطنية".
وجعلت المنابر الإعلامية مفتوحة، لمن منعوا عقوداً من الكلام وحتى الكتابة، فالهدف كان تكوين لبنات ومنظومات فكرية عربية يسهل توجيهها استناداً إلى عنصري الأمانة العلمية والمصداقية. وفي الأيام القليلة الماضية حصدت أرباح الاستثمار بتقارير استطاعت بحنكة كوادرها في امتصاص الموجة/ الصدمة الأولى وتستطيع أن تقدّم أكثر على أساس أنه لا مساس أبدا بالقرار السيادي. وهو ما يريده أصحاب الغار من ورائهم السامري في كل الأحوال.
اختيار قطر خصما للمواجهة المعلنة من التابعين للسامري، ليس مصادفةً إنما جاء بعد إصرار وترصد، ويظهر ذلك من التناغم بين الخطوات التصعيدية، التي لوّحت بها كلّ من المملكة السعودية ومصر والإمارات. فالأوراق التي لعبتها هذه الدول مجتمعة، والبيانات والتصريحات المرافقة لها، تعطي انطباعاً أقرب إلى اليقين من الشك، قد أعدّوا ما استطاعوا من تكتيكات ومناورات لإضعاف الخصم واتهامه، بما هو مؤشر على أنه مسار أو خطة لتعويم تفاصيل الانسحاب أو خطة خروج مضللة من الأزمة السورية والعراقية.
ينثر السامري ترابه فيخرج رزنامة من القرارات، أساسها الابتزاز وهدفها الشيطنة ثم الإضعاف. وفي الأخير الخضوع والرضوخ لرغبات رب العجل الذهب، وما ذاك أقصر الطرق لإعداد العدة للخروج من مسرح عمليات، يمتد على كامل بلاد الشام، فقد كانت تركيا بالون اختبار للخروج من الأزمة السورية، فتحولت إلى تهديد الأردن وطناً بديلاً للفلسطينيين. وما كان إلا قطر شماعة تعلّق عليها خطايا دعم الإرهاب الذي ألصق بالإسلام، الدين الواحد الموحد. إنّها خطة ماكرة للخروج من الأزمة السورية، وهكذا لمّحت زاخاروفا الروسية، حينما صرحت، لأول مرة، أن كل مخططات التحالف في سورية فشلت، ويحتضر، حسب قولها.
على العموم، يبدو أن المعركة لن تنتهي إلا بصيغة المنتصر والمنهزم، فحجم الورطة التي تورّط فيها هواة السياسة من الخليج ومصر، أكبر بكثير مما رسموه لأنفسهم. وقطر ستنتصر بالاعتماد على المقدرات التي تمتلكها من دون المساس بقرارها السيادي ومغازلته في السياسة ليست حراما.
حينها سيستفيق أصحاب الغار وينضجون ومن ثم سيعرفون محنتهم، وما لهم من سبيل إلا الدعاء لخالقهم الحقيقي، عسى أن يزحزح الحجرة عن الغار حيث امتحنهم ربهم في شهر المغفرة.
ويسي محمد الخرشي (المغرب)