مُذْ صرتُ ليلَ نفسي، صارت أحلامي فجرَ نفسِها.
■
آهِ لو فقط أستطيعُ أن أدجِّنَ غيمة؛ لَكُنتُ صنعتُ منها غيمة.
■
كنتُ دائماً في جسدي، ولكن ما ذنبي إذا كان جسدي دائماً في حُلُمه؟
■
امتلكتُ كلَّ أجنحتي إلَّا جناحاً واحداً، هوَ ما أفقدُ الآنَ كلَّ أجنحتي لكي أصِلَ إليه.
■
كلُّ شرنقةٍ ترتجفُ تلدُني. أنا أثرُ هذه الفراشةِ، وظلُّ تلكَ، وغبارُ الأخرى.
■
الغيمةُ التي أحملُها دائماً في رأسي، لم تُعْفِني من أيِّ صيفٍ، وفي الوقتِ نفسِهِ أوْرَثتْني كلَّ الشِّتاءات.
■
ورقةُ القيقب تنبضُ في يدي، وقلبي ينبضُ في ورقةِ القيقب.
■
وراءَ كلِّ قصيدةٍ ثمَّةَ هُوَّة؛ القصيدةُ تكتملُ فقط عندما تنفتحُ الهُوَّة وتبتلعُ الشَّاعر.
■
لا أجدُ عزائيَ في الشِّعر، ولا أجدُ عزاءً على ذلك غيرَ الشِّعر.
■
كم هو مُحزنٌ أن أكتبَ عن الخريف، بدلاً من أن أصفرَّ وأسقط.
■
بين هاويةٍ صنَعَتْني، وسماءٍ أحلمُ بأن أصنعَها، لم أصنعْ شيئاً.
■
كُلَّما نُودِيتُ باسمي، وَجَدْتُني أتلفَّتُ بحثاً عن المُنادَى لا المُنادِي.
■
أبَيْتُ أن أنتميَ إلى شيءٍ، فانتمَتْ إليَّ كلُّ الأشياء.
■
أغرَقُ في عزلتي، أغرَقُ، أغرَق... ولأنَّه لا قاعَ لها، أُوهِمُكم بأنَّني أطير.
■
أعملُ كالخريف. بالمحوِ أكتب، بالسُّكون أعنِّف، بالعُري أكسو.
■
لستُ الموجةَ، أمُرُّ وأزول؛ بل النُّسخة الأصليَّة للبحر.
■
أمدُّ يدي إلى الجهة الأخرى من ذاتي، وأسقي السَّراخسَ التي نبتَتْ هناك.
■
لم أجترئ يوماً على قطفِ وردة، أنا الذي لا يمضي يومٌ دون أن أقطفَ صاعقة.
■
غفوتُ مرَّةً إلى جذعِ صنوبرة. منذ ذلك الحين وأنا إذا أدمعتُ أُدمعُ صُمغاً، وهي إذا أصمَغَتْ تُصمِغُ دمعاً.
■
أقفُ أمامَ كينونتي، كزهرةٍ تقفُ على تضادّ مع خطمِ بهيمةٍ جائعة.
■
أنينُ حيتانٍ يجيءُ من عُزلاتٍ ليليَّةٍ بعيدة؛ تُرجِّعُ صداهُ عزلتي.
■
في سقوط الطَّلع الأحمر الحارق على جليد البحيرة أحلُّ وأتحرَّك.
*شاعر سوري، والشذرات من كتابٍ قادمٍ يحمل العنوان نفسه