تاريخ المنتخب الجزائري 10.."معاك يا الخضرة ديري حالة"

استقال سعدان، واستقال معوضه بن شيخة، ودخلت إدارة روراوة في دائرة البحث عن ربان جديد يملك القدرة على إخراج الكرة الجزائرية من النفق المظلم وإعادة البسمة للجماهير الجزائرية، فتعددت الاتصالات في كل الاتجاهات، على غرار الإيطالي مارشيلو ليبي، والهولندي لويس فان جال والفرنسي فيليب تروسيي قبل أنّ يقع اختياره الاتحاد الجزائري في نهاية المطاف على الفني البوسني وحيد خاليلوزيتش.

وكان المدرب البوسني قد أنهى تجربته مع نادي دينامو زغرب بطل كرواتيا حيث حقق معه نتائج إيجابية وتوّج معه بلقب الدوري، ووافق خاليلوزيتش على عرض الاتحاد الجزائري على الرغم من وجود عدّة عروض قيّمة في حوزته وخاصة من الدوري الفرنسي حيث أبدى كل من أولمبيك ليون ونادي نانت الفرنسيين رغبة ملحة في انتدابه، لكن خاليوزيتش فضل رفع التحدي مع الكرة الجزائرية على الرغم من اصطدام "الزيجة" بجبهة معارضة اعتبرت الصفقة فاشلة قبل بدايتها.

روراوة يشترط التأهل إلى كان 2013 ومونديال 2014

بدا رئيس الاتحاد الجزائري محمد روراوة واضحاً من البداية وتحدث في أوّل مؤتمر صحافي عن الأهداف المتفق عليها مع المدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش، وأكد روراوة أنّ التأهل إلى كأس أمم إفريقيا 2012، على الرغم من صعوبة المهمة وقتها والتأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2013 ومونديال البرازيل 2014، ويكون بالتالي البوسني أمام مهمة صعبة قد ترفع من أسهمه أو تخفضها.


العودة إلى المحافل الإفريقية

 تمكن المدرب البوسني من كسب الرهان وإعادة المنتخب الجزائري لمنافسات كأس أمم إفريقيا، بعد أن غاب عنها رفاق حليش في دورة 2012 التي نظمت في الغابون وغينيا الاستوائية، وتأهل الخضر كان بالعلامة الكاملة بعد العودة بالفوز من الدار البيضاء في لقاء الذهاب الذي جمعهم بالمنتخب الليبي بهدف من توقيع سوداني، ليضمن الخضر تأهلهم بثنائية في ملعب تشاكر.

مردود مقنع ونتائج متواضعة

عرفت مشاركة الخضر في كأس إفريقيا وعودتهم إلى المحفل القاري نتائج سلبية يمكن اعتبارها النقطة السوداء في مشوار خاليلوزيتش مع المنتخب الجزائري، حيث تكبد الخضر هزيمتين بطريقة غريبة أمام منتخبين سيطر عليهما رفاق فيغولي بالطول والعرض لكن الحظ أدار ظهره للخضر وأبى إلا أنّ يخرجهم من «الكان» خالي الوفاض. 

الوصول إلى الكان والعودة إلى المونديال

تمكن المدرب البوسني من إعادة الفريق الجزائري إلى دائرة الصواب بعد مشاركة دون المأمول، وظهور مخيب في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2013 بجنوب إفريقيا.

عاد محاربو الصحراء إلى التألق بعد الفوز على منتخب بنين بثلاثية في ملعب تشاكر،وكان سيناريو اللقاء يشبه إلى حدّ بعيد سيناريو لقاء تنزانيا الذي تعادل فيه رفاق قديورة وقتها وخرجوا أنفسهم من سباق التأهل، لكن هذه المرّة تغيرت الأمور بعد فوز ثمين أمام بنين الذي كان نقطة تحوّل ليتمكن الخضر بعدها من تحقيق فوزين خارج الديار فجعل تعادل مالي مع بنين ورواندا هدية تقديرية للمجهودات وضمان اللاعبين التأهل بصفة رسمية.

" معاك يا الخضرة ديري حالة "  

 بعد الفوز على منتخب بوركينافاسو بنتيجة هدف مقابل صفر بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة والذي سجله لاعب لخويا القطري مجيد بوقرة، قطع المنتخب الجزائري تأشيرة التأهل لمونديال البرازيل ليكون الممثل الوحيد للراية العربية في بلاد السامبا، وتأمل كل الجماهير العربية في مشاهدة إبداع غير مسبوق لزملاء فيغولي حتى نمرر رسالة إلى كل العالم مضمونها أن للعرب قدرة على التحدي، بينما هناك في الجزائر ترتفع الأيادي إلى السماء تدعو الله أن يوفق منتخب الخضر وهناك في المقاهي والمنازل يردد الجميع "معاك يا الخضرة ديري حالة " .