تترقب جماهير الساحرة المستديرة في القارة الأوروبية العجوز بشغف انطلاق النسخة الخامسة عشرة من بطولة أمم أوروبا لكرة القدم "يورو 2016" التي تستضيفها ملاعب كرة القدم الفرنسية، خلال الفترة ما بين العاشر من شهر يونيو/حزيران الجاري وحتى العاشر من شهر يوليو/تموز المقبل، ومع بدء العد التنازلي لساعة الصفر إيذاناً بانطلاق البطولة؛ يُواصل موقع "العربي الجديد" تسليط الضوء على تاريخ البطولة القارية التي ربما تفوق في قوتها بطولات كأس العالم.
بطولة أمم أوروبا تُقام لأول مرة في دولتين
ونستعرض معكم في حلقة هذا اليوم ذكريات ما حدث في النسخة الحادية عشرة من بطولة أمم أوروبا لكرة القدم التي استضافتها بلجيكا وهولندا في عام 2000، لتكون هذه هي المرة الأولى التي تقام فيها نهائيات البطولة الأوروبية في دولتين منفصلتين، حيث شهدت ثمانية ملاعب في تلك البطولة تنافس ستة عشر منتخباً على نيل لقب البطولة الأوروبية، نصف هذه الملاعب كانت في هولندا وهي: (أمستردام أرينا في أمستردام، وفيينورد ستاديوم في روتردام، وفيليبس ستاديوم في إيندهوفن، وغيلريدوم في أرنهم)، بينما احتضنت بلجيكا، التي سبق لها وأن استضافت بطولة أمم أوروبا بمفردها في عام 1972، النصف الآخر من مباريات تلك البطولة على ملاعب: (الملك بويدون في بروكسل، ويان بريدل ستاديوم في بروج، و ماوريس دوفرانس في لياج، و دو باس دي تشارلروي في تشارلروي).
التصفيات
بعد صعود كلّ من بلجيكا وهولندا للنهائيات بشكل تلقائي كونهما المستضيفتين لتلك البطولة؛ كان يتعيّن على سائر المنتخبات الأوروبية الـ 49 المشاركة في التصفيات والتنافس فيما بينهم على 14 بطاقة تأهل للنهائيات، إذ تم تقسيم المنتخبات الـ49 المشاركة في التصفيات التي لُعبت بين عامي 1998 و1999 إلى 9 مجموعات، على أن يصعد أول كل مجموعة للنهائيات مباشرة إلى جانب أفضل منتخب احتل المركز الثاني، فيما خاضت المنتخبات الثمانية الأخرى 4 مباريات فاصلة بنظام مباريات الذهاب والعودة ونجحت 4 منتخبات برفقة أفضل منتخب احتل المركز الثاني في الانضمام إلى التسعة منتخبات، أصحاب المراكز الأولى بالإضافة إلى هولندا وبلجيكا ليُصبح عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات 16 منتخباً هي : إيطاليا، والنرويج، وألمانيا، وفرنسا، والسويد، وإسبانيا، ورومانيا، ويوغسلافيا، وجمهورية التشيك، والبرتغال، والدنمارك، وسلوفينيا، وتركيا، وإنجلترا، وبلجيكا، وهولندا.
سقوط الكبار
أوقعت قرعة دور المجموعات المنتخب الألماني، حامل اللقب، في مجموعة الموت الحديدية التي ضمت إلى جانبه: المنتخب الإنجليزي، والروماني، والبرتغالي، الذي أدهش عُشاق الساحرة المستديرة، في ذلك الوقت، من خلال تربعه على عرش المجموعة، بعدما حصد العلامة الكاملة من خلال فوزه في جميع المباريات التي خاضها في الدور الأول، فعلى الرغم من تأخره بنتيجة هدفين أمام المنتخب الإنجليزي، في مستهل مبارياته؛ نجح المنتخب الذي كان يقوده في ذلك الوقت نخبة كبيرة من الأسماء اللامعة على غرار: لويس فيغو وروي كوستا وسرجيو كونسيساو، في قلب تأخره بهدفين إلى فوز بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين، قبل أن يهزم نظيره الروماني، بنتيجة هدف دون مقابل، ومن ثم يكتسح نظيره الألماني بثلاثية نظيفة حملت إمضاء كونسيساو، فيما سجّل المنتخب الروماني ثاني مفاجآت البطولة بعدما تأهل هو الآخر للدور ربع النهائي حين احتل المركز الثاني في مجموعة الموت خلف البرتغال 9 نقاط وأمام إنجلترا 3 وألمانيا نقطة واحدة.
خروج البلد المستضيف
أما المجموعة الثانية التي ضمت كلاً من: بلجيكا والسويد وتركيا وإيطاليا، فقد كانت أكثر توازناً من المجموعة الأولى، وذلك نظراً لتقارب مستوى المنتخبات فيها مع استثناء المنتخب الإيطالي المرشح الأبرز للتتويج بتلك البطولة، وبالفعل كان منتخب الأتزوري عند حسن ظن جماهيره، بعدما تصدر المجموعة برصيد 9 نقاط جمعها إثر فوزه في جميع المباريات التي خاضها في الدور الأول، فيما فاجأ المنتخب التركي الجماهير بعدما خطف بطاقة التأهل للدور ربع النهائي بعدما احتل المركز الثاني مُتفوقاً على المنتخب البلجيكي، مستضيف البطولة، والذي حلّ في المركز الثالث، والمنتخب السويدي، الذي جاء رابعاً.
المنطق يفرض نفسه
وفرض المنطق نفسه على المجموعة الثالثة بعد تأهل منتخبيّ إسبانيا ويوغسلافيا على حساب النرويج وسلوفينيا، اللتين كانتا تُشاركان في البطولة آنذاك للمرة الأولى، حيث دفع المنتخبان النرويجي والسلوفيني ثمن قلة خبرتهما على الساحة القارية، إذ خرج الأول من البطولة رغم فوزه في المباراة الافتتاحية على حساب نظيره الإسباني بنتيجة هدف دون مقابل، فيما ودّع الثاني البطولة بعدما فرّط في فوز تاريخي على حساب منتخب يوغسلافيا بعدما تعادل معه بنتيجة ثلاثة أهداف لكل منتخب، علماً أنه كان متقدماً في النتيجة بثلاثة أهداف دون مقابل حتى مطلع الدقيقة الـ 67.
ويدين المنتخب الإسباني في تأهله للدور ربع النهائي إلى مهاجم نادي ريال بيتيس الأسبق، ألفونسو بيريز، الذي أخرج منتخب لا فوريا روخا، من عنق الزجاجة عندما سجل له هدف الفوز في الوقت بدل الضائع ليقوده الى فوز مثير على يوغوسلافيا بنتيجة 4-3 في الجولة الثالثة من النهائيات، حيث كان المنتخب الإسباني في ذلك الوقت بحاجة إلى الفوز لضمان بلوغ ربع النهائي بغض النظر عن نتيجة المباراة الثانية بين سلوفينيا والنرويج، في الوقت الذي كانت تحتاج فيه يوغسلافيا إلى التعادل أو الخسارة شريطة تعادل النرويج مع سلوفينيا، وهو ما حدث بالفعل، ليخطف المنتخب الإسباني صدارة المجموعة برصيد 6 نقاط، ويُرافق معه للدور ربع النهائي منتخب يوغسلافيا الذي حصد 4 نقاط وهو نفس الرصيد الذي كانت تملكه النرويج، غير أن اليوغوسلاف ضمنوا بلوغهم دور الثمانية لفوزهم على النرويج 1-صفر، في الجولة الثانية، حيث كانت قوانين البطولة تمنح الأفضلية في حال تعادل المنتخبين في النقاط إلى نتائج اللقاءات المباشرة لا على فارق الأهداف.
صراع الأبطال
أما المجموعة الرابعة فقد كانت أكثر المجموعات شراسة بين سائر المجموعات الأخرى، لا سيّما وأنها كانت تضم كلاً من: المنتخب الهولندي صاحب الأرض والجمهور وبطل نسخة عام 1988، ومنتخب جمهورية التشيك وصيف حامل لقب نسخة 1996، ومنتخب فرنسا، حامل لقب نسخة 1984 وبطل كأس العالم 1998، ومنتخب الدنمارك بطل أوروبا 1992، حيث استهل المنتخب الهولندي المجموعة بفوز باهت على حساب منتخب التشيك بهدف من ركلة جزاء قبل نهاية المباراة بدقيقتين، قبل أن يكتسح نظيره الدنماركي بنتيجة ثلاثة أهداف دون مقابل، ومن ثم يهزم نظيره الفرنسي بثلاثة أهداف مقابل هدفين، وهي الهزيمة التي لم تُؤثر كثيراً على منتخب الديوك، الذي كان قد ضمن التأهل في الجولة الثانية بعدما حقّق فوزين متتاليين على حساب منتخبي الدنمارك بنتيجة ثلاثة أهداف دون مقابل، وجمهورية التشيك بهدفين مقابل هدف، فيما غادر المنتخبان التشيكي والدنماركي البطولة مُبكراً بعد حصول الأول على 3 نقاط وخروج الثاني خالي الوفاض وبلا أي رصيد من النقاط.
اقــرأ أيضاً
الدور ربع النهائي
وفرض المنطق نفسه أيضاً على مباريات الدور ربع النهائي، ففي المباراة الأولى واصل المنتخب البرتغالي سلسلة انتصاراته في هذه البطولة، بعدما نجح في تحقيق الفوز على حساب المنتخب التركي بنتيجة هدفين دون مقابل، أحرزهما نونو غوميش، وبالنتيجة ذاتها حافظ أيضاً المنتخب الإيطالي على سجله الخالي من أي هزائم بعد أن فاز على حساب نظيره الروماني بهدفي فرانشيسكو توتي، وفيليبو إنزاغي، وحذا المنتخب الهولندي حذوهما بعدما اكتسح نظيره منتخب يوغسلافيا بنتيجة ستة أهداف مقابل هدف، في مباراة شهدت تألق مهاجم نادي برشلونة الإسباني السابق، باتريك كلويفرت، الذي أحرز بمفرده ثلاثة أهداف "هاتريك" ليقود منتخب بلاده لتحقيق أكبر فوز في تاريخ بطولة أمم أوروبا، فيما أكمل المنتخب الفرنسي عقد المنتخبات المتأهلة للمربع الذهبي، بعدما نجح في الفوز على حساب المنتخب الإسباني بنتيجة هدفين مقابل هدف.
الدور نصف النهائي
في الدور نصف النهائي، أقصى المنتخب الإيطالي نظيره الهولندي من البطولة بعد أن تغلب عليه بنتيجة 3-1 بركلات الجزاء الترجيحية، في اللقاء الذي جمع بين المنتخبين على ملعب أمستردام أرينا في العاصمة الهولندية أمستردام تحت أنظار 50 ألف متفرج، حيث يدين الأتزوري بهذا الفوز إلى حارس مرماه السابق، فرانشيسكو تولدو، الذي تصدى في تلك المباراة لركلتي جزاء، ليقود منتخب بلاده للصعود للمباراة النهائية.
من جانبه، فقد تأهل المنتخب الفرنسي هو الآخر للمباراة النهائية بعدما تمكن من الفوز على حساب نظيره البرتغالي بنتيجة هدفين مقابل هدف، في المباراة التي أقيمت على ملعب الملك بوديون بالعاصمة البلجيكية بروكسل، إذ استفاد منتخب الديوك من ركلة جزاء احتسبها الحكم النمساوي، غنتر بينكو، إثر لمسة يد على آبيل خافيير، وسط احتجاجات لاعبي المنتخب البرتغال على قرار الحكم الصائب، ليُسدد بعد ذلك صانع ألعاب المنتخب الفرنسي، زين الدين زيدان، الركلة، مُسجلاً هدفاً ذهبياً لصالح منتخب الديوك في الدقيقة 117.
الهدف الذهبي يحسم المباراة النهائية للمرة الثانية
في الثاني من شهر يوليو عام 2000، استفادت فرنسا مرة أخرى من تطبيق قاعدة الهدف الذهبي، فبعد أن تأهل رفاق النجم، زين الدين زيدان، للمباراة النهائية بفضل الهدف الذهبي الذي أحرزه زيدان في شباك البرتغال؛ عاد منتخب الديوك مرة أخرى ليستفيد من هذه القاعدة بعدما نجح في الفوز على حساب نظيره الإيطالي بنتيجة هدفين مقابل هدف، في المباراة المثيرة التي جمعت بين المنتخبين على ملعب فينورد.
وكان الأتزوري قاب قوسين أو أدنى من التتويج بالبطولة بعدما تقدم له ماركو دل فيكيو في الدقيقة 55 من زمن المباراة، فبينما كان الإيطاليون يستعدون للتتويج باللقب أحرز مهاجم منتخب الديوك، سيلفان ويلتورد، هدف التعادل لمنتخب بلاده في الدقيقة الأخيرة من زمن المباراة، ليحتكما المنتخبان للشوطين الإضافيين الذي أنهاه المنتخب الفرنسي لصالحه بهدف ذهبي أحرزه مهاجمه، ديفيد تريزيغيه، في الدقيقة 103 من زمن شوط المباراة الإضافي الأول، لتكون هذه هي المرة الثانية التي تُحسم فيها البطولة من خلال الهدف الذهبي، بعد البطولة السابقة التي سجل فيها نجم كرة القدم الألمانية السابق، أوليفير بيرهوف، أول هدف ذهبي في تاريخ نهائيات بطولة أمم أوروبا.
اقــرأ أيضاً
بطولة أمم أوروبا تُقام لأول مرة في دولتين
ونستعرض معكم في حلقة هذا اليوم ذكريات ما حدث في النسخة الحادية عشرة من بطولة أمم أوروبا لكرة القدم التي استضافتها بلجيكا وهولندا في عام 2000، لتكون هذه هي المرة الأولى التي تقام فيها نهائيات البطولة الأوروبية في دولتين منفصلتين، حيث شهدت ثمانية ملاعب في تلك البطولة تنافس ستة عشر منتخباً على نيل لقب البطولة الأوروبية، نصف هذه الملاعب كانت في هولندا وهي: (أمستردام أرينا في أمستردام، وفيينورد ستاديوم في روتردام، وفيليبس ستاديوم في إيندهوفن، وغيلريدوم في أرنهم)، بينما احتضنت بلجيكا، التي سبق لها وأن استضافت بطولة أمم أوروبا بمفردها في عام 1972، النصف الآخر من مباريات تلك البطولة على ملاعب: (الملك بويدون في بروكسل، ويان بريدل ستاديوم في بروج، و ماوريس دوفرانس في لياج، و دو باس دي تشارلروي في تشارلروي).
التصفيات
بعد صعود كلّ من بلجيكا وهولندا للنهائيات بشكل تلقائي كونهما المستضيفتين لتلك البطولة؛ كان يتعيّن على سائر المنتخبات الأوروبية الـ 49 المشاركة في التصفيات والتنافس فيما بينهم على 14 بطاقة تأهل للنهائيات، إذ تم تقسيم المنتخبات الـ49 المشاركة في التصفيات التي لُعبت بين عامي 1998 و1999 إلى 9 مجموعات، على أن يصعد أول كل مجموعة للنهائيات مباشرة إلى جانب أفضل منتخب احتل المركز الثاني، فيما خاضت المنتخبات الثمانية الأخرى 4 مباريات فاصلة بنظام مباريات الذهاب والعودة ونجحت 4 منتخبات برفقة أفضل منتخب احتل المركز الثاني في الانضمام إلى التسعة منتخبات، أصحاب المراكز الأولى بالإضافة إلى هولندا وبلجيكا ليُصبح عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات 16 منتخباً هي : إيطاليا، والنرويج، وألمانيا، وفرنسا، والسويد، وإسبانيا، ورومانيا، ويوغسلافيا، وجمهورية التشيك، والبرتغال، والدنمارك، وسلوفينيا، وتركيا، وإنجلترا، وبلجيكا، وهولندا.
سقوط الكبار
أوقعت قرعة دور المجموعات المنتخب الألماني، حامل اللقب، في مجموعة الموت الحديدية التي ضمت إلى جانبه: المنتخب الإنجليزي، والروماني، والبرتغالي، الذي أدهش عُشاق الساحرة المستديرة، في ذلك الوقت، من خلال تربعه على عرش المجموعة، بعدما حصد العلامة الكاملة من خلال فوزه في جميع المباريات التي خاضها في الدور الأول، فعلى الرغم من تأخره بنتيجة هدفين أمام المنتخب الإنجليزي، في مستهل مبارياته؛ نجح المنتخب الذي كان يقوده في ذلك الوقت نخبة كبيرة من الأسماء اللامعة على غرار: لويس فيغو وروي كوستا وسرجيو كونسيساو، في قلب تأخره بهدفين إلى فوز بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين، قبل أن يهزم نظيره الروماني، بنتيجة هدف دون مقابل، ومن ثم يكتسح نظيره الألماني بثلاثية نظيفة حملت إمضاء كونسيساو، فيما سجّل المنتخب الروماني ثاني مفاجآت البطولة بعدما تأهل هو الآخر للدور ربع النهائي حين احتل المركز الثاني في مجموعة الموت خلف البرتغال 9 نقاط وأمام إنجلترا 3 وألمانيا نقطة واحدة.
خروج البلد المستضيف
أما المجموعة الثانية التي ضمت كلاً من: بلجيكا والسويد وتركيا وإيطاليا، فقد كانت أكثر توازناً من المجموعة الأولى، وذلك نظراً لتقارب مستوى المنتخبات فيها مع استثناء المنتخب الإيطالي المرشح الأبرز للتتويج بتلك البطولة، وبالفعل كان منتخب الأتزوري عند حسن ظن جماهيره، بعدما تصدر المجموعة برصيد 9 نقاط جمعها إثر فوزه في جميع المباريات التي خاضها في الدور الأول، فيما فاجأ المنتخب التركي الجماهير بعدما خطف بطاقة التأهل للدور ربع النهائي بعدما احتل المركز الثاني مُتفوقاً على المنتخب البلجيكي، مستضيف البطولة، والذي حلّ في المركز الثالث، والمنتخب السويدي، الذي جاء رابعاً.
المنطق يفرض نفسه
وفرض المنطق نفسه على المجموعة الثالثة بعد تأهل منتخبيّ إسبانيا ويوغسلافيا على حساب النرويج وسلوفينيا، اللتين كانتا تُشاركان في البطولة آنذاك للمرة الأولى، حيث دفع المنتخبان النرويجي والسلوفيني ثمن قلة خبرتهما على الساحة القارية، إذ خرج الأول من البطولة رغم فوزه في المباراة الافتتاحية على حساب نظيره الإسباني بنتيجة هدف دون مقابل، فيما ودّع الثاني البطولة بعدما فرّط في فوز تاريخي على حساب منتخب يوغسلافيا بعدما تعادل معه بنتيجة ثلاثة أهداف لكل منتخب، علماً أنه كان متقدماً في النتيجة بثلاثة أهداف دون مقابل حتى مطلع الدقيقة الـ 67.
ويدين المنتخب الإسباني في تأهله للدور ربع النهائي إلى مهاجم نادي ريال بيتيس الأسبق، ألفونسو بيريز، الذي أخرج منتخب لا فوريا روخا، من عنق الزجاجة عندما سجل له هدف الفوز في الوقت بدل الضائع ليقوده الى فوز مثير على يوغوسلافيا بنتيجة 4-3 في الجولة الثالثة من النهائيات، حيث كان المنتخب الإسباني في ذلك الوقت بحاجة إلى الفوز لضمان بلوغ ربع النهائي بغض النظر عن نتيجة المباراة الثانية بين سلوفينيا والنرويج، في الوقت الذي كانت تحتاج فيه يوغسلافيا إلى التعادل أو الخسارة شريطة تعادل النرويج مع سلوفينيا، وهو ما حدث بالفعل، ليخطف المنتخب الإسباني صدارة المجموعة برصيد 6 نقاط، ويُرافق معه للدور ربع النهائي منتخب يوغسلافيا الذي حصد 4 نقاط وهو نفس الرصيد الذي كانت تملكه النرويج، غير أن اليوغوسلاف ضمنوا بلوغهم دور الثمانية لفوزهم على النرويج 1-صفر، في الجولة الثانية، حيث كانت قوانين البطولة تمنح الأفضلية في حال تعادل المنتخبين في النقاط إلى نتائج اللقاءات المباشرة لا على فارق الأهداف.
صراع الأبطال
أما المجموعة الرابعة فقد كانت أكثر المجموعات شراسة بين سائر المجموعات الأخرى، لا سيّما وأنها كانت تضم كلاً من: المنتخب الهولندي صاحب الأرض والجمهور وبطل نسخة عام 1988، ومنتخب جمهورية التشيك وصيف حامل لقب نسخة 1996، ومنتخب فرنسا، حامل لقب نسخة 1984 وبطل كأس العالم 1998، ومنتخب الدنمارك بطل أوروبا 1992، حيث استهل المنتخب الهولندي المجموعة بفوز باهت على حساب منتخب التشيك بهدف من ركلة جزاء قبل نهاية المباراة بدقيقتين، قبل أن يكتسح نظيره الدنماركي بنتيجة ثلاثة أهداف دون مقابل، ومن ثم يهزم نظيره الفرنسي بثلاثة أهداف مقابل هدفين، وهي الهزيمة التي لم تُؤثر كثيراً على منتخب الديوك، الذي كان قد ضمن التأهل في الجولة الثانية بعدما حقّق فوزين متتاليين على حساب منتخبي الدنمارك بنتيجة ثلاثة أهداف دون مقابل، وجمهورية التشيك بهدفين مقابل هدف، فيما غادر المنتخبان التشيكي والدنماركي البطولة مُبكراً بعد حصول الأول على 3 نقاط وخروج الثاني خالي الوفاض وبلا أي رصيد من النقاط.
الدور ربع النهائي
وفرض المنطق نفسه أيضاً على مباريات الدور ربع النهائي، ففي المباراة الأولى واصل المنتخب البرتغالي سلسلة انتصاراته في هذه البطولة، بعدما نجح في تحقيق الفوز على حساب المنتخب التركي بنتيجة هدفين دون مقابل، أحرزهما نونو غوميش، وبالنتيجة ذاتها حافظ أيضاً المنتخب الإيطالي على سجله الخالي من أي هزائم بعد أن فاز على حساب نظيره الروماني بهدفي فرانشيسكو توتي، وفيليبو إنزاغي، وحذا المنتخب الهولندي حذوهما بعدما اكتسح نظيره منتخب يوغسلافيا بنتيجة ستة أهداف مقابل هدف، في مباراة شهدت تألق مهاجم نادي برشلونة الإسباني السابق، باتريك كلويفرت، الذي أحرز بمفرده ثلاثة أهداف "هاتريك" ليقود منتخب بلاده لتحقيق أكبر فوز في تاريخ بطولة أمم أوروبا، فيما أكمل المنتخب الفرنسي عقد المنتخبات المتأهلة للمربع الذهبي، بعدما نجح في الفوز على حساب المنتخب الإسباني بنتيجة هدفين مقابل هدف.
الدور نصف النهائي
في الدور نصف النهائي، أقصى المنتخب الإيطالي نظيره الهولندي من البطولة بعد أن تغلب عليه بنتيجة 3-1 بركلات الجزاء الترجيحية، في اللقاء الذي جمع بين المنتخبين على ملعب أمستردام أرينا في العاصمة الهولندية أمستردام تحت أنظار 50 ألف متفرج، حيث يدين الأتزوري بهذا الفوز إلى حارس مرماه السابق، فرانشيسكو تولدو، الذي تصدى في تلك المباراة لركلتي جزاء، ليقود منتخب بلاده للصعود للمباراة النهائية.
من جانبه، فقد تأهل المنتخب الفرنسي هو الآخر للمباراة النهائية بعدما تمكن من الفوز على حساب نظيره البرتغالي بنتيجة هدفين مقابل هدف، في المباراة التي أقيمت على ملعب الملك بوديون بالعاصمة البلجيكية بروكسل، إذ استفاد منتخب الديوك من ركلة جزاء احتسبها الحكم النمساوي، غنتر بينكو، إثر لمسة يد على آبيل خافيير، وسط احتجاجات لاعبي المنتخب البرتغال على قرار الحكم الصائب، ليُسدد بعد ذلك صانع ألعاب المنتخب الفرنسي، زين الدين زيدان، الركلة، مُسجلاً هدفاً ذهبياً لصالح منتخب الديوك في الدقيقة 117.
الهدف الذهبي يحسم المباراة النهائية للمرة الثانية
في الثاني من شهر يوليو عام 2000، استفادت فرنسا مرة أخرى من تطبيق قاعدة الهدف الذهبي، فبعد أن تأهل رفاق النجم، زين الدين زيدان، للمباراة النهائية بفضل الهدف الذهبي الذي أحرزه زيدان في شباك البرتغال؛ عاد منتخب الديوك مرة أخرى ليستفيد من هذه القاعدة بعدما نجح في الفوز على حساب نظيره الإيطالي بنتيجة هدفين مقابل هدف، في المباراة المثيرة التي جمعت بين المنتخبين على ملعب فينورد.
وكان الأتزوري قاب قوسين أو أدنى من التتويج بالبطولة بعدما تقدم له ماركو دل فيكيو في الدقيقة 55 من زمن المباراة، فبينما كان الإيطاليون يستعدون للتتويج باللقب أحرز مهاجم منتخب الديوك، سيلفان ويلتورد، هدف التعادل لمنتخب بلاده في الدقيقة الأخيرة من زمن المباراة، ليحتكما المنتخبان للشوطين الإضافيين الذي أنهاه المنتخب الفرنسي لصالحه بهدف ذهبي أحرزه مهاجمه، ديفيد تريزيغيه، في الدقيقة 103 من زمن شوط المباراة الإضافي الأول، لتكون هذه هي المرة الثانية التي تُحسم فيها البطولة من خلال الهدف الذهبي، بعد البطولة السابقة التي سجل فيها نجم كرة القدم الألمانية السابق، أوليفير بيرهوف، أول هدف ذهبي في تاريخ نهائيات بطولة أمم أوروبا.