وقال ترامب خلال كلمة له أمس الخميس في ولاية أوهايو، كانت مخصصة لقضايا داخلية؛ "إنهم هزموا داعش"، و"سوف تخرج القوات الأميركية من سورية قريباً"، داعياً من وصفهم بـ"الآخرين" ليأتوا ويهتمّوا بشأنها، مشيراً إلى أن بلاده صرفت سبعة تريليونات دولار في الشرق الأوسط خلال عشر سنوات.
وتدعم واشنطن تحالف "قوات سورية الديمقراطية" الذي تقوده مليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية، الجناح العسكري لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي".
وأشار عضو هيئة التفاوض السورية يحيى العريضي في حديث مع "العربي الجديد" إلى أن الولايات المتحدة دولة مؤسسات الأمن القومي، الخارجية، الدفاع، وهي من تتخذ القرارات، وليس الرئيس أو التصريحات.
ورأى العريضي أن "هذا التصريح من قبل ترامب قد يُخبئ وراءه أموراً كثيرة، وخاصة في ظل المشادات السياسية والتطورات الميدانية المستمرة".
ويمكن الاستدلال على رأي العريضي، في قول المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية هيذر نويرت، بعد ساعات قليلة في ردّها على سؤال حول تصريح ترامب: "لم أرَ تصريح الرئيس، ولا أعرف السياق الذي جاءت فيه ملاحظته".
واعترفت نويرت بأنها ليست على دراية بالأمر، "ولا بوجود أي توجه عازم على الانسحاب من سورية"، لتحيل في النهاية الاستفسار عن الموضوع إلى البيت الأبيض، بعد كثير من الإحراج.
من جهته، قال المقدم محمد الحمادين المتحدث باسم "الجيش الوطني" المنخرط في عملية "غصن الزيتون" ضد المليشيا الكردية، إن واشنطن ستتخلى عن "وحدات حماية الشعب الكردي" كما تخلت عنها روسيا في عفرين.
وأضاف أن تصريحات الرئيس الأميركي جاءت عقب جولات مفاوضة ما تزال مستمرة مع تركيا حول انسحاب قوّاتها من منبج وعين العرب وتل أبيض، حيث ستحل محلها قوات تركية.
ورأى أن "أميركا وروسيا يستخدمون هذه المليشيات فقط بهدف تحقيق غايات ومصالح، وبمجرد تحقيق غايتهم سيتخلّون عنهم"، مضيفاً أن "المفاوضات مازالت جارية مع روسيا للانسحاب من تل رفعت شمال حلب".
وبحسب المعلومات التي نُشرت عن القوات الأميركية في سورية، فهناك 13 قاعدة أو نقطة تواجد للقوات الأميركية، من بينها ثلاث قواعد مشتركة مع قوات أخرى.
وتتمركز القوات الأميركية في قواعد تل تمر وديريك وصباح الخير في محافظة الحسكة شمال شرق البلاد، وفي قواعد عين عيسى، تل سمن، الطبقة، الجلبية، حرب عشق، جبل مشتنور، سيرين، تل تمر في الرقة شمال سورية، ومنبج في ريف حلب، والتنف في ريف حمص شرق سورية.
وتتواجد القوات الأميركية إلى جانب قوات بريطانية في قاعدة التنف شرقي حمص وفي قاعدة تل تمر بريف الحسكة، كما تتواجد إلى جانب قوات فرنسية في قاعدة مشتنور بالقرب من بلدة عين العرب بريف الرقة الشمالي الغربي.