أكد الرئيس التركي عبد الله غول، اليوم الثلاثاء، أن اسقاط الطائرة السورية التي اخترقت الأجواء التركية جرى وفق قواعد الاشتباك، في حين عبّر كل من الولايات المتحدة وألمانيا والأمين العام للأمم المتحدة عن دعمهم للموقف التركي تجاه حادثة الطائرة والموقف التركي من الأزمة السورية.
وقال غول في تصريحات صحفية، خلال مشاركته في قمة الامن النووي في لاهاي، إن "قواتنا المسلحة على أهبة الاستعداد في البر والجو والبحر حيال التداعيات الخطرة لما يجري في سوريا، وإن قواتنا المكلفة بحماية الحدود قامت بواجبها".
وأوضح أن "هذه المسائل تدخل في إطار مواضيع الأمن القومي لتركيا"، مشيراً إلى أن "القوات التركية اضطرت للرد على الانتهاكات المتكررة للحدود".
وتابع الرئيس التركي شرح ما جرى، قائلاً إنه "تم توجيه تحذيرات إلى طائرتين حربيتين سوريتين بعد خرقهما المجال الجوي التركي فانصاعت إحداهما للتحذيرات وعادت أدراجها، أما الثانية فتجاهلت ذلك، فقامت طائرات سلاح الجو التركي بواجبها في حماية الحدود، وأكد "سبق وأعلنا أننا سنطبق قواعد الاشتباك، وتم اسقاط الطائرة وفق هذه القواعد".
بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إنه "يتفهم المبررات التي دفعت تركيا للقيام بتلك الخطوة، بعدما استمع لتفاصيل الحادث من وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في مكالمة هاتفية"، معرباً عن قلقه من أن يتجه الموقف للتصعيد.
وأعرب بان كي مون، بعد لقاء جمعه بالرئيس التركي في لاهاي، عن تقدير الأمم المتحدة، لسياسة تركيا تجاه سوريا، ولاستقبالها عدداً كبيراً من اللاجئين السوريين، مبدياً ارتياحه حيال الدور الذي قامت به تركيا، لبدء مفاوضات مباشرة بين الزعيمين القبرصيين.
من جانبها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ماري هارف "نحن ملتزمون بسيادة تركيا واستقلال أراضيها، كما نود التنويه بأن الحكومة التركية كانت شديدة الشفافية بخصوص قوانين الاشتباك التي باتت تستخدمها منذ اسقاط الحكومة السورية طائرة تركية عام 2012".
وأضافت هارف في مؤتمر صحفي، في مقر وزارة الخارجية بنيويورك، الاثنين، أن وزارتها كانت على اتصال وثيق بنظيرتها التركية فيما يتعلق بحادث إسقاط الطيران التركي للطائرة السورية التي خرقت الأجواء التركية.
وأشارت الى أن الحكومة التركية أوضحت أن قواتها لم تطلق النار إلا بعدما خرقت الطائرة العسكرية الاجواء التركية، وبعد العديد من التحذيرات المتكررة الصادرة عن السلطات التركية.
ورفضت هارف التعليق على ما إذا كانت تتوقع أن يخلِّف الحادث تصعيداً للتوتر بين البلدين باعتبار أن الأمر لا يزال في بدايته، وبالتالي يصعب التنبؤ بالعواقب، قائلة "لا أعتقد أن تركيا قد طلبت أي شيء على صعيد الناتو (حلف الشمال الأطلسي) فلا يزال الوقت مبكراً لوضع أطرٍ لما يمكن أن يحدث".
في السياق نفسه، أشادت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون در ليان، بالموقف التركي، تجاه الأزمة السورية، والخطوات التي اتخذتها لاستقبال اللاجئين السوريين، ووقوفها إلى جانبهم في محنتهم.
وخلال زيارتها للجنود الألمان، الذين يعملون في منظومة الدفاع الصاروخية "باتريوت"، في مدينة قهرمان مرعش التركية القريبة من الحدود السورية، اعتبرت الوزيرة الألمانية أن العلاقات بين البلدين قوية ووطيدة، والتعاون بينهما على أعلى المستويات.
وشددت على أن صواريخ الباتريوت الألمانية والهولندية والأميركية "جاءت إلى تركيا لتقديم الدعم إلى الحليف التركي في حال وقوع أي هجوم من الجانب السوري".
في غضون ذلك، وصل صباح اليوم، الثلاثاء، 19 جريحاً سورياً إلى بلدة يايلاداغي، التابعة لولاية هاطاي التركية، إثر إصابتهم في الاشتباكات الدائرة منذ أيام بين قوات النظام السوري ومسلحي المعارضة، في بلدة كسب ومنطقة جبل التركمان بريف اللاذقية.
وتتواصل الاشتباكات العنيفة التي بدأت منذ خمسة أيام في المنطقة بين قوات النظام والمعارضة، وأسفرت عن سيطرة قوات المعارضة على بلدة كسب ومعبر كسب الحدودي مع تركيا، حيث تحاول قوات النظام استعادة السيطرة على المناطق التي فقدتها.
وشنت قوات النظام هجمات برية وجوية مجدداً على كسب، وعلى محيط جبل التركمان، منذ ساعات الصباح، حيث شوهدت أعمدة الدخان المتصاعد في كسب من يايلاداغي التركية، التي تبعد نحو 3 كيلومترات عنها.