وحسب مصادر مقربة من حكومة الإنقاذ، فإن مسلحيها سيطروا على عدد من مواقع جهاز الأمن المركزي التابع لحكومة الوفاق وسط بوسليم، وفي حي الأكواخ ومنطقة الهضبة البدري.
ولا تزال تسمع أصوات الاشتباكات بشكل عنيف وسط هذه الأحياء، في محاولة من قوات الإنقاذ السيطرة على أكبر عدد من المواقع.
من جانبه، أعلن جهاز الأمن المركزي التابع للوفاق، على صفحته الرسمية، مقتل خمسة من مقاتليه، موضحاً أن القتال الدائر حالياً كان بسبب "هجوم من العصابات المتمركزة في المشروع الزراعي وخلة الفرجان وطريق المطار"، في إشارة إلى قوات الإنقاذ.
ونفى جهاز الأمن السيطرة على أي من مواقعه، مؤكداً أنه كبّد قوات الإنقاذ خسائر في الأرواح والعتاد.
وحسب مصادر مقربة من حكومة الإنقاذ، فإن قواتها تهدف إلى إعادة السيطرة على مقارها السابقة وسط طرابلس، معتبرة نفسها أنها الحكومة الشرعية.
وقبل يومين أعلن المجلس العسكري لمصراته "سحب اعترافه بالمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق"، واعترافه بحكومة الإنقاذ والمؤتمر "سلطة شرعية في البلاد".
وأكد شهود عيان أن منطقة صلاح الدين وقصر بن غشير وجنوب طرابلس تشهد تعزيزات عسكرية كبيرة لقوات حكومة الإنقاذ من أجل مواصلة قتالها.
وبحسب مشاهدات "العربي الجديد"، فإن أحياء الهضبة البدري وحي بن غشير، حيث يقع المقر السابق لحكومة الإنقاذ، بالإضافة إلى طريق المطار، سمعت فيها أصوات مدفعية وأسلحة ثقيلة لعدة ساعات، قبل أن تنقطع بشكل مفاجئ ظهر الجمعة.
وتصاعدت أعمدة دخان، بشكل كثيف، من مقر بجار، مقر حكومة الإنقاذ السابق، بالإضافة إلى مقر شركة ايني للغاز، كذلك أصابت القذائف العشوائية عدداً من المنازل وسيارات المواطنين بحي الهضبة البدري، الموقع الذي شهد أعنف عمليات القتال.
من جانبها، دعت حكومة الوفاق قواتها إلى الاستعداد لـ"طرد العابثين بأمن العاصمة"، مؤكدة، في بيان، أنها "لن تقف مكتوفة الأيدي حيال ما يجري لزعزعة استقرار العاصمة".
ووجهت وزارة صحة الوفاق نداء لكافة العناصر الطبية والطبية المساعدة في منطقة طرابلس للالتحاق فوراً بمستشفياتهم.
وبحسب شهود عيان، فإن الاشتباكات بدأت مع الساعات الأولى لصباح الجمعة، بعد تحشيدات عسكرية تابعة لحكومة الإنقاذ بمنطقة صلاح الدين وطريق المطار، لتنطلق في محورين باتجاه مناطق بوسليم والهضبة البدري، ليدور القتال بشكل عنيف لعدة ساعات، باستخدام الأسلحة الثقيلة، فيما قامت قوات حكومة الوفاق، الممثلة في قوة الأمن المركزي بأبي سليم، بنشر دباباتها وأسلحتها وعدد كبير من مقاتليها في محيط المناطق السابقة للرد على الهجوم.
وكان المجلس العسكري لمدينة مصراته قد أعلن، أول من أمس، عن "سحب اعترافه بالمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق"، واعترافه بحكومة الإنقاذ والمؤتمر كسلطة شرعية في البلاد.
وتتداول أنباء، في الأونة الأخيرة، عن نية حكومة الإنقاذ العودة إلى مقراتها السابقة في طرابلس، بواسطة عملية عسكرية، بعد أن طردتها قوات حكومة الوفاق منها في مارس/ آذار الماضي.