قررت محكمة جنايات القاهرة المصرية برئاسة المستشار حسن فريد، اليوم الثلاثاء، تجديد حبس 10 معتقلين مدة 45 يوماً، في القضية رقم 900 لسنة 2017 حصر أمن دولة، بذريعة انضمامهم إلى "رابطة أسر المختفين قسرياً"، وترويجهم أخباراً عن انتشار ظاهرة الإخفاء القسري في مصر، التي تمارسها سلطات الأمن بحق معارضي الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وادعت النيابة المصرية شروع المتهمين في الانضمام وتأسيس وقيادة جماعة أُسّست على خلاف أحكام القانون (الإخوان المسلمون)، تدعو إلى تعطيل الدستور، ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، والتواصل مع منظمات أجنبية بغرض الإضرار بالأمن القومي المصري، ونشر أخبار كاذبة، وترويج شائعات من شأنها الإضرار بالمركز السياسي للدولة المصرية.
وفي 9 أغسطس/آب الماضي، دعت حملة "أوقفوا الاختفاء القسري" إلى التدوين عن المختفين قسرياً في مصر، تزامناً مع اليوم العالمي لضحايا الإخفاء القسري، وتسليط الضوء على معاناة أهاليهم على مدار خمسة أعوام، خصوصاً الضحايا الذين تعرضوا للإخفاء بواسطة أجهزة الأمن في الفترة التالية لانقلاب الثالث من يوليو/تموز عام 2013.
وألقى الأمن المصري، قبل 14 شهراً، القبض على إبراهيم متولي، الذي يبحث عن ابنه المختفي عن طريق مجموعات عُرفت بـ"رابطة أسر المختفين قسرياً"، وهو تجمع لأهالي المختفين للبحث عن ذويهم في أماكن مختلفة من أجل الحصول على معلومات عنهم، خلال إنهاء إجراءات سفره إلى مدينة جنيف السويسرية، للمشاركة في الاجتماع السنوي لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
وسبق لمتولي أن أعد ملفاً كاملاً عن قضية "الإخفاء القسري" في مصر، لعرضه على مجموعة عمل دولية تناقش القضية، غير أنه اقتيد من المطار إلى مقر جهاز الأمن الوطني، وحُرم من الاتصال بذويه أو محاميه، كما جُرد من جميع ملابسه، وصعق بالكهرباء في أماكن متفرقة في الجسد (مفاصل اليد والصدر والخصيتان)، فضلاً عن سكب مياه باردة على جسده، وصعقه مجدداً، وتصويره من دون ملابس، حسب رواية أسرته.
كما يشار إلى دخول عضو الرابطة، المعتقلة حنان بدر الدين، في إضراب جزئي عن الطعام في 11 يوليو/تموز الماضي، من جراء الإهمال الطبي الذي تتعرض له داخل سجن القناطر في شمال القاهرة، وعدم الاستجابة لمطالبها المتكررة بتوفير الرعاية الصحية اللازمة، بالرغم من معاناتها من مرض مزمن هو حمَّى البحر المتوسط، الذي يسبب لها ارتفاعاً في درجة الحرارة، وآلاماً في البطن والصدر، فضلاً عن التهاب مفاصل يديها.
وبدر الدين محبوسة احتياطاً منذ أكثر من عام على ذمة القضية، التي يصفها مراقبون بـ"الملفقة". ويتجدد حبسها منذ إلقاء القبض عليها في 6 مايو/أيار 2017 داخل سجن القناطر، أثناء زيارتها أحد المسجونين، بغرض تقصي معلومات حول زوجها خالد عز الدين، المختفي قسرياً منذ أكثر من أربع سنوات.