تجمّع المئات من الفرنسيين والعرب، وبمبادرة من جمعية "أورو-فلسطين" بالقرب من ميترو سان- فيليب دو رول، قريباً من جادة الشانزليزيه في باريس، للتنديد بالمجزرة الإسرائيلية الجديدة التي أسفرت عن استشهاد 62 فلسطينيّاً كانوا من ضمن عشرات الآلاف في مسيرة العودة في غزة.
وهتف الحاضرون بشعارات تطالب بمقاطعة إسرائيل: "دولة إسرائيل دولة إجرامية/مُقاطعَة"، و"لا نريد الفواكه المسروقة"، و"لا نريد التمور الإسرائيلية"، و"قاطِع إسرائيل"، و"حرِّروا غزة/حرّروا فلسطين"، وحلّ واحد، مُقاطَعَة وعقوبات"، و"أوقفوا المجازر ضد الفلسطينيين".
وتناولت أوليفيا زيمور، المسؤولة في "أورو-فلسطين" الكلمة، مؤكدة أن "فلسطين ستعيش.. والفاشية لن تمرّ"، و"تحيا مقاومة الشعب الفلسطيني"، ووصفت الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو"، بـ"القَتَلة"، وطالبت بـ"الرفع الفوري لحصار غزة".
كما نددت الشعارات التي صدحت بها الحناجر بـ"الابتزاز الصهيوني" باستخدام سلاح معاداة السامية"، وصرخ المتظاهرون: "أوقفوا الابتزاز بمعاداة السامية".
وانتقدت أوليفيا زيمور دفاع بعض الدوائر في السلطة الفرنسية عن اليهود، فطالبت بـ"الفصل بين اليهود والدولة"، مشددة على أن "إسرائيل إرهابية، وفرنسا متواطئة"، قبل أن تخاطب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقولها: "نسيت أن الاستيطان جريمة ضد الإنسانية"، كما طالبته بفرض عقوبات، و"ألا يقتصر الأمر على خطابات فقط".
ونوّهت باستدعاء دولة جنوب إفريقيا لسفيرها في إسرائيل، "في حين أن فرنسا وأوروبا تقدّم كلّ الهدايا لمجرمي الحرب في إسرائيل، ومن بينها الإعفاء من الضرائب على الصادرات الإسرائيلية، والمشاركة في المسابقات الأوروبية، الفنية والرياضية، والسماح للفرنسيين بأداء الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي".
وتساءلت زيمور: "كيف يمكن أن توقف إسرائيل مجازرَها إذا كانت فرنسا وأوروبا تشجعها، بشكل دائم؟".
وتناول الكلمة نائب رئيسة الجمعية، نيكولا شهشهاني، الذي أكّد أن ترامب "مزّق الاتفاق الذي وقع قبل ثلاث سنوات مع إيران. وأطلق حصارا كاملا على هذا البلد وعلى سكانه الثمانين مليونا. وهو حصار ستخضع له قريبا دول موقّعة على الاتفاق مع إيران، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، رغم عدم اتفاقها مع القرار الأميركي".
وأضاف أن "أميركا التي تحاصر حلفاءها، أطلقت يدَ نظام الإبرتايد في إسرائيل يفعل ما يشاء". وتساءل: "لماذا أقدم ترامب على فعلته في نقل السفارة الأميركية؟"، قبل أن يجيب: "لأنه توجد، أولاً، استمرارية للسياسة الأميركية، من بوش إلى أوباما، وثانياً، لأن ترامب تم انتخابُهُ واختياره من قبل اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة الأميركية".
وأوضح: "يجب أن يعرف الجميع أن أول مانح لحملة الوغد ترامب الانتخابية هو وغدٌ آخَر، هو ملياردير الكازينو اليهودي الأميركي شيلدون إيلدسون، الممثل الرئيسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في الولايات المتحدة، ومقابل هذا البقشيش، الذي يصل إلى 30 مليون دولار، قدم ترامب الوعد بنقل السفارة إلى القدس".
وتطرق شهشهاني لمجازر إسرائيل الإثنين على حدود غزة، وقال: "عرف سكان قطاع غزة، الذين يعيشون في معسكرات اعتقال مغلقة، منذ 11 سنة، من قبل إسرائيل ومن قبل ديكتاتورية السيسي، أسوأَ مجزرة. 61 شهيدا قتلوا من طرف القناصة الإسرائيليين، والصحافة الغربية كانت مرغمة على الاعتراف، بفضل مبعوثين خاصين كانوا حاضرين، بأن معظم الضحايا كانوا على مسافة بعيدة جدا من الحاجز، الذي يغلق معسكر الاعتقال، وأنهم لم يكونوا يشكلون أي خطر على الجنود المدججين بالسلاح".
ولفت المتدخل النظر إلى أنه "لا يجب أن ننسى ما تتعرض له الضفة الغربية المحتلة من قمع الجيش الإسرائيلي، صباحاً ومساءً وليلاً، والذي يقوم بغارات ليلية، ويهاجم الأطفال ويوقفهم ثم يعذبهم ويرغمهم على اعترافات مكتوبة بلغة عبرية لا يعرفونها، مقابل وُعود التخفيف من فترة السجن، أي ستة أشهر، بدل 4 أو 5 سنوات، أو 15 سنة، وهو الثمن الجنائي الإسرائيلي لإلقاء الحجارة، أي الثمن الجنائي فقط للفلسطينيين، والذي لا يطبق على المستوطنين الذين يمارسون عنفا يوميا ضد الفلسطينيين".
وختم بقوله: "لسنا كثيرين اليوم، لكننا أتينا بصفة استعجالية، لتلبية نداء إخواننا وأخواتنا الفلسطينيين، لإبراز أنهم ليسوا وحدهم، وأننا جميعا معهم".
وستشهد باريس، الأربعاء 16، تجمّعا للتضامن مع غزة في ساحة تروكاديرو، باريس السادسة عشر، على الساعة السادسة والنصف مساءً.