مرّ أقل من أسبوع على انفجار قنابل الصوت في محطات مترو الأنفاق في القاهرة، ليتبعه اليوم الاثنين، انفجار أكثر من عبوة ناسفة في محيط قصر الاتحادية. وبينما اكتفت وزارة الداخلية المصرية بإلصاق التهم بجماعة "الإخوان المسلمين"، شكّك عدد من الخبراء في هذا الأمر. وطرحوا علامات استفهام عدة على أداء جهاز الشرطة المصرية.
واعتبر مدير منتدى الحوار الاستراتيجي، عادل سليمان، تعليقاً على الأحداث الأخيرة، أن "جهاز الشرطة غير مهني وغير محترف، ورجال الشرطة الآن أغلبهم يرتدون زيّهم ويقفون في الشوارع ويضربون الناس". ولفت الى أن "الشرطة يجب أن يكون لها أسس علمية، وبرامج وتأهيل، وكل ذلك غير موجود عندنا".
وتساءل سليمان، في حديث لـ"العربي الجديد"، "كيف يكون لدينا ما يُسمى بخبير مفرقعات وتنفجر القنبلة فيه؟ وهل يعقل أن توضع مفرقعات في أكياس بجوار مقر رئاسة الدولة، وتنفجر كل ساعة بهذا الشكل؟". وأضاف "هذا دليل على أمر خطير، وهو أن جهاز الأمن في مصر في حالة من الارتباك الشديد، والتخبّط غير المسبوق، وهو فقد المهنية وروح الأداء الوظيفي".
وحذّر سليمان من استمرار جهاز الأمن في مصر على وضعه الحالي. واعتبر أن "هذه الحالة شديدة الخطورة على المجتمع، ففي كل مرة يلقون اللوم على الإرهاب ويلعنون "الإخوان""، قبل أن يضيف "لكن القضية الآن هي أن ضعف مهنية الأمن يشكّل خطورة على المجتمع، إذ كيف سيتعامل الأمن مع الحوادث العادية كالسرقة والخطف؟".
كذلك رأى "أن شعور المجتمع بضعف وعدم مهنية جهاز الأمن، من شأنه أن يزيد من حوادث الاختطاف والسرقة، لأن المجرمين الذين لا علاقة لهم بالدين أو السياسة سيقتنعون بأن جهاز الأمن فاشل". وأضاف "هناك جرس إنذار يدق، ولكن الشرطة لم تأخذ حذرها". ولفت إلى أنه "في البداية حدثت تفجيرات عند مديريات الأمن، وألصقوا الأمر بالإرهاب، وفي كل مرة يقولون ذلك، ولكن الحقيقة أن هذا الجهاز فاشل وغير محترف".
وعن البيان الذي تم تداوله لجماعة "أجناد مصر"، والذي حذّرت فيه المارّة من وقوع تفجيرات في جوار قصر الاتحادية، لفت سليمان الى أن "من الوارد أن تكون هذه جماعات متطرفة، لا علاقة لها بالدين أصلاً، وعصابات تسمي أنفسها بأسماء مختلفة، وتصدر بيانات، ولكن لا أحد يعلم عنها شيئاً، لتدني مستوى جهاز الأمن".
من جهته، رأى الخبير السياسي في جامعة دورهام البريطانية، أحمد التهامي، أنه "طالما الأزمة السياسية والصراع السياسي مستمربن، فمن المتوقع أن تقع أحداث عنف مختلفة"، معرباً عن اعتقاده بأن "ذلك سيستمر بسبب حالة الانسداد السياسي".
ولفت إلى "تزامن وقوع مثل هذه التفجيرات، مع الدعوات إلى تنظيم مسيرات كبرى، كما حدث قبيل 25 يناير/كانون الثاني، وأثناء التظاهرات الكبرى للطلاب في جامعة القاهرة"، مشيراً الى "غموض يلف هذا الأمر".