طالبت الجمعيات المدنية الأمم المتحدة بمحاسبة ولوم التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن، الذي تقوده السعودية، إزاء ما يقترفه من خرق سافر لحقوق الأطفال في اليمن، وذلك وفق ما أظهرته الأبحاث التي كشفت عن مقتل وتشوه أكثر من 120 طفلاً بسبب الغارات الجوية التي شنتها قوات التحالف العام الماضي.
كما كشف تقرير أعدته كل من منظمة إنقاذ الطفولة وقائمة حماية الطفولة والصراع المسلح، أن التحالف قام بانتهاكات صارخة ضد الأطفال في سلسلة من 23 هجوما سنة 2016، موضحا أن كل هجوم للتحالف كان يستهدف تفجير المستشفيات أو المدارس أو قتل وإصابة الأطفال، بحسب ما جاء في موقع صحيفة "الغارديان" البريطانية اليوم الخميس.
وشددت الجمعيات المدنية على الأمم المتحدة لإدراج انتهاكات التحالف في تقريرها السنوي، حول "انتهاكات حقوق الطفل في مناطق النزاع"، الذي من المتوقع أن يصدر الشهر المقبل.
وسيتضمن التقرير قائمة سوداء للدول والجماعات التي ارتكبت انتهاكات، مثل قتل الأطفال أو تشويههم أو تجنيد الأطفال أو الاختطاف أو العنف الجنسي أو الاعتداء على المدارس أو المستشفيات.
وكان تقرير الأمم المتحدة قد ذكر أن التحالف كان مسؤولا عن 60 في المائة من وفيات الأطفال وإصاباتهم في اليمن في عام 2015، وهو تقدير أشارت المملكة العربية السعودية إلى أنه "مبالغ فيه بشكل كبير".
كما حذرت منظمة إنقاذ الطفولة من أن الأمم المتحدة ستشكل سابقة خطيرة إذا فشلت في ضم التحالف، الذي تقوده السعودية، إلى القائمة السوداء هذا العام.
وقالت كارولين آنينغ، كبيرة المستشارين بمنظمة إنقاذ الطفولة "إذا لم تكن هناك مساءلة، إذا كانت الجماعات التي تقاتل تعتقد أنها يمكن أن تستخدم نفوذها السياسي - وإذا كانت قوية بما فيه الكفاية وغنية بما فيه الكفاية، ثم يمكن أن تفلت من قتل وجرح الأطفال، أو قصف المدارس والمستشفيات - فإنها تضع سابقة خطيرة حقا ليس فقط لليمن ولكن للصراعات في جميع أنحاء العالم ".
وأدت الغارات الجوية إلى انهيار النظام الصحي، وهناك أعداد هائلة من الأطفال الذين لا يستطيعون الحصول على أي رعاية صحية.
وكان من بين أعنف الهجمات التي قادها التحالف على الأطفال العام الماضي غارة جوية في فبراير/شباط الماضي على سوق في منطقة المصطبة، أسفرت عن مقتل 25 طفلا وإصابة أربعة آخرين بجروح. وفي آب / أغسطس، أدى هجوم على مدرسة في محافظة صعدة إلى مقتل 10 أطفال.
وبحسب الغارديان، فإن حجم بعض الضربات الجوية جعل من المستحيل تحديد عدد الأطفال بين القتلى. وفي أكتوبر/ تشرين الأول، أدى القصف على جنازة في صنعاء إلى مقتل 100 شخص وإصابة 500 آخرين بجراح، حيث قتل عدد من الأطفال.
وكان زهير، وهو صبي يبلغ من العمر 13 عاما، من بين المصابين. أصيب بحروق شديدة في الهجوم ولا يزال يستيقظ في الليل، وهو يصرخ.
وقال زهير لموظفي منظمة إنقاذ الطفولة "رأيت الناس متناثرة على الأرض. لقد ماتوا. رأيت نصف جثث فقط. أُحرقت ملابسي، يداي، ساقاي، وجهي. لقد أُحرِقْتُ تماما ".
واضطرت أسرة زهير لفقرها إلى استخدام الكريمات ومعجون الطماطم لمعالجته من حروقه،
بدلا من التماس الرعاية الطبية. وقالت والدته: " ما زال يصرخ أثناء النوم ويقول الأشياء التي من شأنها أن تخيف، صاروخ، قتل..لقد تغير كثيرا".
والأسبوع الماضي، خسر نشطاء دعوى قضائية لدى المحكمة العليا يطلبون بموجبها من بريطانيا وقف بيع الأسلحة للسعودية لدواعٍ إنسانية.
من جهتها، قالت الجمعيات إنّ إدراج السعودية ضمن اللائحة السوداء لدى الأمم المتحدة من شأنه أن يحول دون استمرار كل من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا في تزويد السعودية بالأسلحة وفي حصولها على الدعم الدبلوماسي.
وقال جورج غراهام مدير الشؤون الإنسانية وسياسة الصراع في منظمة إنقاذ الطفولة: "ربما تكون الحكومة قد حققت انتصارا قانونيا، لكن القضية الأخلاقية واضحة: التحالف الذي تقوده السعودية يقتل الأطفال".