تواصل جماعة الإخوان المسلمين تحركاتها السياسية، الدولية والإقليمية، لمواجهة قرار الحكومة البريطانية بالتحقيق مع تنظيم "الإخوان" في بريطانيا على خلفية حادثة مقتل 3 سياح أجانب في مصر عام 2011.
وحذّرت "الاخوان"، في هذا السياق، من أن التنظيم سينقل إلى المحكمة البريطانية، "أي محاولة غير مناسبة لتقييد أنشطتنا في المملكة المتحدة". وأوضحت الجماعة، في بيان صادر عن مكتبها القانوني في لندن، أن "الإخوان المسلمين، جماعة قانونية تدعم الديموقراطية والقانون في الدول التي توجد فيها، ولا تدعم العنف، ولا تلجأ إليه من أجل الوصول إلى أهدافها".
وقالت الجماعة في البيان، إنها ستتعاون مع السلطات البريطانية "بكل شفافية" في المراجعة التي طلب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إجرائها. وقال البيان، الذي صدر مساء يوم الأربعاء، إن الجماعة تشعر بالقلق لأن المراجعة سيقودها السفير البريطاني في السعودية، جون جينكنز.
وشدد البيان على أنه "من المهم ألا تنحني الحكومة البريطانية للضغوط من الحكومات الأجنبية التي يقلقها سعي شعوبها للديموقراطية". وفي السياق، طلبت الجماعة من بريطانيا أن تشمل المراجعة "الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان في مصر بحق الشعب المصري".
من جهته، قال القيادي في التنظيم الدولي للإخوان، المقيم في لندن، أنس التكريتي، إن الجماعة لها تحفظات على السفير البريطاني لدى الرياض، جون جينكنز، المكلف بإعداد التقرير للحكومة البريطانية حول "الاخوان وفلسفتهم ومدى ارتباطهم بالعنف".
وكان كاميرون قد برّر اختيار جينكنز، بالقول، يوم الثلاثاء، إن السبب يكمن في كون المراجعة "ستتركز على نشاط الجماعة في المنطقة وليس في مصر وحدها، وجينكنز له دراية عميقة بالشرق الاوسط".
وأكد التكريتي، وهو عراقي الجنسية، في تصريحات لـ"العربي الجديد" من لندن، أن التحقيق في حد ذاته أمر ايجابي، لافتاً إلى أنه إذا سار التحقيق بشكل حيادي، "فسيوضح الحجم الحقيقي لجماعة الإخوان المسلمين، وسلمية مناهجها وأفكارها، وكذلك ثقة المواطنين بالجماعة في البلدان التي تتواجد بها".
وأشار التكريتي إلى أن التحقيقات ستثبت أن "منهج الجماعة سلمي، خصوصاً أنها لطالما تعرضت لانتقادات عديدة من إسلاميين متشددين بسبب خطها السلمي في العمل المجتمعي، بدليل أن الجماعة في العراق كانت الأكثر عرضةً لهجمات تنظيم القاعدة، بسبب مواقفها التي كان يصفها المتشددون وقتها بالهزيلة".
في غضون ذلك، كشفت مصادر من "الإخوان" لـ "العربي الجديد"، عن اتصالات قام بها زعيم "حركة النهضة" التونسية، راشد الغنوشي، المنفي سابقاً في بريطانيا، لدى مسؤولين بريطانيين، "لتلطيف الأجواء" بين الجماعة ولندن.