وقالت مصادر محلية من مدينة السويداء، لـ"العربي الجديد"، "عقب حادثة إطلاق النار على مبنى محافظة السويداء قبل أيام، من قبل مجموعة مسلحة محلية، على خلفية توتر ناتج عن اعتصام أهالي المخطوفين من قبل تنظيم داعش الإرهابي لنحو أسبوع دون أن يحدث أي تطور بملف المخطوفين، أو أن تتم مقابلتهم من قبل ممثلي النظام، ما تم اعتباره إهانة لأهالي المحافظة والمخطوفين، تم تصعيد الوضع الأمني، حيث تم إخلاء مبنى المحافظة لمدة 24 ساعة، أعقبه استقدام مصفحات ومؤازرة عسكرية، إضافة إلى تحصين بناء المحافظة وقيادة الشرطة".
وأضافت أن "هناك أنباء عن استعداد القوات النظامية لنشر حواجز أمنية بحجة حماية مؤسسات الدولة، في حين يمكن استغلالها لاعتقال الشباب بحجة أنهم مطلوبون أمنيا، ما يثير القلق بين أفراد المجتمع".
من جهته، قال سمير (24 عاما)، مطلوب للخدمة العسكرية، لـ "العربي الجديد"، "أشعر بالقلق من تحركات القوات النظامية، وأعتقد أن هدفها إجبارنا على الالتحاق بالخدمة العسكرية، دون معالجة أسباب رفضنا لها، وعلى رأسها الشعور العام لدى أفراد المجتمع أن هذه الحرب ليسوا طرفا فيها".
وأعرب عن اعتقاده بأن "النظام يحاول تقطيع أوصال المحافظة ومنع تواصل الأهالي بين مدنها وقراها، عبر وضع حواجز مدعومة بالمصفحات، ما يسمح له بفرض هيمنته على المحافظة بعد سنوات من غياب حواجز النظام من داخلها، في الوقت الذي استمرت به المؤسسات العامة بالعمل".
من جهته، قال أبو يحيى، والد 4 شبان مطلوبين للخدمة العسكرية الإجبارية والاحتياطية، لـ"العربي الجديد"، "يزداد قلقي يوما بعد آخر على أبنائي، فنحن لا نريد أن يتم زجّهم بهذه المعركة، التي يتبين أنها عبارة عن مسرحية تسليم واستلام، وأبناؤنا هم وقودها الذي يحرق بالمجان، فمن كانوا يصفونهم بالإرهابيين أمس، أصبحوا اليوم شركاء في الفيلق الخامس ومقدمين عمن كان مع النظام".
وتابع "بالمقابل لا نريد أن نتصادم مع النظام، ونحن من رفض العسكرة ورفع السلاح في وجه أي أحد من السوريين أو النظام، لأننا ندرك أن أول من سيموت بالسلاح هم أبناء البلد".
ولفت إلى أن "هناك عقلاء يتدخلون ويحاولون إبعاد أي صدام، وقد طلب من النظام الحد من مظاهر الاستفزاز التي تقوم بها جهات أو عناصر القوات النظامية، فتفجير الوضع في المحافظة اليوم لن يصب في مصلحته أو مصلحة الأهالي، بل سيستغل من دول ذات مصالح خاصة في سورية، لا تخدم السوريين".