غادرت أول سفينة صينية، الأحد، ميناء "غوادار" الاستراتيجي الباكستاني باتجاه بحر العرب، معلنة عن تدشين الممر الاقتصادي الصيني - الباكستاني (CPEC)، الذي تبلغ إجمالي استثماراته نحو 46 مليار دولار.
وحضر مراسم تدشين الممر، كل من رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، ورئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الباكستانية رحيل شريف، إضافة إلى حضور وزراء وسفراء من 15 بلداً.
ووصلت أول قافلة تجارية صينية إلى ميناء "غوادار" المطل على المياه العميقة، الأحد، بعد أن قطعت مسافة 3 آلاف كلم، قادمة من محافظة "شينجيانغ"، شمال غربي الصين، ولم يعلن عن الوجهة النهائية للسفينة.
ويقع ميناء غوادار جنوب غربي باكستان ويطل على بحر العرب قرب مضيق هرمز؛ حيث تمر ثلث التجارة النفطية البحرية العالمية.
ويعد هذا الميناء أقرب من شينغيانغ من الموانئ الرئيسية في شرق الصين، ومن هنا تكمن أهميته كممر بحري استراتيجي.
ويربط غربي الصين ببحر العرب، الذي يعتبر نقطة عبور استراتيجية تسمح للصادرات الصينية بالوصول بسرعة أكبر إلى أسواق الشرق الأوسط الكبيرة.
وقال نواز شريف، في تصريح صحافي، إن تدشين الممر يعتبر بداية الازدهار التجاري المشترك بين البلدين، واصفاً مشروع (CPEC) بأنه "أداة لتغيير قواعد اللعبة" بالنسبة للمنطقة بأسرها. وأضاف أن "بلاده سخرت هذا الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمنافع الاقتصادية".
بدوره، رأى السفير الصيني لدى إسلام أباد صن ويدونغ أن "دخول المشروع حيز التنفيذ يشكل حجر الأساس للتعاون المستقبلي المثمر والمنافع المتبادلة بين الشريكين الاستراتيجيين".
وفي 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، تم إبرام اتفاقية بين البلدين تمنح الصين عقد إيجار لـ40 عاماً، يشمل مئات الهكتارات لإنشاء منطقة حرة حول مرفأ "غوادار" في المياه العميقة.
وأبرمت الدولتان، خلال زيارة أجراها الرئيس الصيني شي جين بينغ في باكستان العام الماضي، ما مجموعه 51 اتفاقية تحت مظلة مشروع "CPEC"، بغية زيادة التعاون على قضايا الطاقة والأمن والبنية التحتية.
(الأناضول)
