تراجع نجم "بيغيدا".. المعادية للإسلام وللسياسة الألمانية

31 يناير 2015
تشدد الحركة وتعاطيها الإعلامي أفقدها الكثير (الأناضول)
+ الخط -

تراجع الصعود اللافت لحركة "بيغيدا" (وطنيون أوروبيون لوقف أسلمة الغرب)، بحسب معطيات كثيرة إلى حالة من التفتت اللافت أيضاً، عقب دعوة التظاهرة التي كانت مقررة يوم الإثنين الثاني من فبراير/شباط، والتي كان من المنتظر أن تقدم استعراضاً آخر لقوة "بيغيدا" في درسدن الألمانية، كأحد أكبر تظاهرات الحركة اليمينة المتشدّدة.

لكن يوم الثلاثاء الماضي، انسحب عقب اجتماع طارئ لقيادييها، 4 من مسؤوليها وفي مقدمتهم، مؤسس الحركة، لوتز باكمان. ما أسفر بالتالي إلى انتهاء تظاهرة درسدن.

وعلى الرغم من هذه الانقسامات فإن شخصيات مؤثرة في "بيغيدا"، منهم رينيه يان؛ يصرون على استمرار تحركاتهم ولو من دون غطاء حركتهم الأم، كذلك يسعون لإقامة تظاهرة يوم الإثنين.

وبالعودة إلى كواليس ما جرى في "بيغيدا"، فإن شخصيات بعينها لم تكن راضية عن استمرار التعرض لمعسكرات طالبي اللجوء تحديداً، وخصوصاً بعدما أطلق عليهم لوتز باخمان "حيوانات وخنازير" عبر موقع "فيسبوك"، ودعوة آخرين لاستثناء طالبي اللجوء من شعاراتها العنصرية، والتركيز على قضايا داخلية تتعلق بالمجتمع الألماني.

في هذا السياق، أكّد يان ومعه عضو آخر، أن حركتهم الجديدة ستكون أقل حدّة في مواقفها من الحركة الأم "بيغيدا"، وأنهما "بحثا عن نفوذ سياسي أكبر، بدل الاكتفاء بشعارات شعبوية بلا رصيد يصرف في السياسة والقرارات".

من هنا، فإن التشدد الذي صبغ سياسة الحركة وتعاطيها الإعلامي أفقدها الكثير، ووسع دائرة العداء الحزبي لها، سواء من اليمين أو يمين الوسط، ووضعها في دائرة المواجهة حتى مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وكبار ساسة البلاد، الذين أقلقهم أن تتحول صورة ألمانيا إلى الفاشية في شعارات "بيغيدا" التي وجدت شعبية في بدايات تأسيسها، بل وتوسعها شمالاً وشرقاً؛ مما وضع ألمانيا في موقف حرج مع جيرانها نتيجة تنسيق هؤلاء المتشددين واقتحامهم ساحات مدن اسكندنافية على سبيل المثال.

وتعد الضربة الكبيرة التي تلقتها "بيغيدا" بإعلان بعض أعضائها الانسحاب، مما قد يفتح الباب أيضاً لخروج شخصيا منها آخرها المتحدثة باسم الحركة، كاثرين اويرتل، التي يمكن أن يجر انسحابها نصف أعضاء المناصب العليا في الحركة.

وعلى الرغم من الأزمة العميقة التي أصابت الحركة، يحذر مراقبون من اندفاع البعض نحو المزيد من التشدد، وتشكيل بنى أكثر تطرفاً بعداء أعمق للمسلمين والمهاجرين في الغرب.

ويعلل المراقبون مخاوفهم من تمسك البعض بتنظيم متظاهرة يوم الإثنين، على الرغم من إلغائها في درسدن، لتشمل عددا من الدول الاسكندنافية. لكن ذلك لا يمنع ملاحظة القوة التي باتت تشعر بها الحركات المناهضة للعنصرية وكراهية المهاجرين، في تظاهرات تواجه تظاهرات اليمين المتشدد، فكلما جرت دعوة لـ"بيغيدا" في مدينة ما، يندفع النشطاء المعارضون لها نحو مسيرات تطوق المتظاهرين وتجعلهم يبدون أقلية في المجتمعات المحلية.

المواقف المعارضة لـ"بيغيدا" وقوة التنظيم لدى معارضيها، بات يفقدها الكثير من البريق الذي اعتمدت عليه في اندفاعاتها الأولى في أكتوبر/تشرين الأول 2014، بشكل شعبوي، صدم حتى يمين الوسط الذي بات يخشى على نفسه من شعاراتها المتطرفة.

المساهمون