وأضاف ترامب، متحدثاً في حفل تخرج بأكاديمية خفر السواحل الأميركي في نيولندن، أنه سيستغل زيارته المقبلة للسعودية لحث زعماء الدول الإسلامية على "مكافحة الكراهية والتطرف، في الوقت الذي يسعون فيه إلى مستقبل سلمي لدينهم"، لافتاً إلى أنه سيلتمس شركاء جدداً في المنطقة "لأن علينا وقف الإرهاب الإسلامي الأصولي".
وتابع "استطعت خفض نسبة المتسللين للولايات المتحدة بصورة غير شرعية بنحو 70 في المائة، وبدأنا في تحضيرات فعلية لبناء الجدار الحدودي مع المكسيك".
ولم يشر ترامب الى الأزمة السياسية الداخلية التي فجرتها مذكرة مدير "اف بي اي"، جيمس كومي، خلال الخطاب، ولم ينف أو يؤكد إن كان حقاً قد طلب من كومي إغلاق ملف التحقيقات مع مستشاره السابق للأمن القومي، الجنرال مايكل فلين.
وحمّل ترامب كعادته وسائل الإعلام مسؤولية الحملات التي تتعرض لها إدارته، وقال إن الإساءات التي تعرضت لها رئاسته لم يتعرض لها أي رئيس سابق في التاريخ الأميركي.
ويواجه البيت الأبيض أزمة سياسية داخلية لم يشهد مثيلاً لها تاريخ الرئاسات الأميركية سببها نشر صحيفة "نيويورك تايمز"، يوم الثلاثاء، تفاصيل ما تضمّنته مذكرة كومي وطلب الرئيس من مدير مكتب التحقيقات الفدرالي وقف التحقيق مع فلين، ما يعني عملياً إغلاق ملف التحقيقات في التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية.
وفي تعليق على ما تضمّنته مذكرة كومي قال السيناتور الجمهوري، جون ماكين، إن أزمة إدارة ترامب بلغت مستوى "ووتر غيت"، في إشارة الى فضيحة التنصّت التي أطاحت الرئيس الأميركي السابق، ريتشارد نيكسون، عام 1973.
وبانتظار تبلور موقف جمهوري واضح في الكونغرس بعد مداولات وجهت لجنة الاستخبارات والعدل في مجلس الشيوخ طلباً رسمياً لتزويدها بنسخة عن مذكرات كومي وكل المذكرات التي كتبها بعد محادثاته مع الرئيس ترامب. كذلك طالبت اللجنة البيت الأبيض بتزويدها بأي تسجيلات لاجتماعات ترامب ومحادثاته مع كومي.
وتعتبر مذكرات ضباط "اف بي اي" والملاحظات الخاصة التي يسجلونها خلال المقابلات الشخصية، والتي يجرونها في مهماتهم بمثابة وثائق وقرائن لها مصداقية قانونية.
وكان أعضاء في الكونغرس قد طالبوا يوم أمس بتزويدهم بنسخة عن تسجيلات المحادثات التي عقدها الرئيس الأميركي مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، وكشف خلالها ترامب عن معلومات سرية حصلت عليها الاستخبارات الأميركية من الموساد الإسرائيلي عن خطط "داعش" لتفجير طائرات من خلال استخدام حواسيب وأجهزة إلكترونية مفخخة. وهو ما اعتبر تهديداً لحياة جاسوس إسرائيلي زرعه الموساد في مناطق نفوذ "داعش" في سورية.
وقد فسّرت وسائل إعلام أميركية الاتصال الذي أجراه ترامب الليلة الماضية مع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في إطار محاولة التخفيف من حدة ردة الفعل الإسرائيلية جراء الضرر الذي لحق بعملها الاستخباراتي في سورية، خصوصاً إذا نقل الروس المعلومات التي حصلوا عليها من الرئيس الأميركي إلى إيران و"حزب الله" ونظام بشار الأسد. لكن البيت الأبيض رفض التعليق على ذلك، وقال إنها تتعلق بترتيبات اللقاء الذي سيعقده الرجلان الأسبوع المقبل خلال زيارة الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط.