نقلت وكالات أنباء روسية عن ديمتري بيسكوف، المتحدّث باسم الكرملين، قوله، اليوم السبت، إنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأميركي دونالد ترامب، وافقا على بيان مشترك بشأن سورية، بعد حديث مقتضب بينهما خلال قمة "أبيك" في فيتنام.
وقال بيسكوف، بحسب "رويترز"، إنّ "البيان أُعدّ خصيصاً لاجتماع الرئيسين في مدينة دانانغ الفيتنامية على هامش القمة"، وشدد البيان على أنه "لا حلّ عسكرياً للصراع في سورية".
وذكرت وكالة "تاس" الروسية، أنّ بوتين وترامب اتفقا في البيان بشأن سورية، على مواصلة الجهود المشتركة بهدف هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي، مشيرة إلى أنّ الطرفين أكّدا "الالتزام بسيادة سورية واستقلالها وسلامة أراضيها".
كما أفادت بأن الرئيسين الروسي والأميركي اتفقا أيضاً "على فتح قنوات اتصال لتفادي الحوادث الخطيرة في الشرق الأوسط".
بدورها، ذكرت وكالة "إنترفاكس" الروسية، أنّ بوتين وترامب "يحثّان كل أطراف الصراع السوري على المشاركة بفاعلية في عملية السلام بجنيف".
وقال الرئيس ترامب، اليوم، إن هذا الاتفاق سينقذ عددا هائلا من الأرواح.
وأضاف الرئيس الأميركي، للصحافيين على متن طائرة الرئاسة أثناء تحركها من مدينة دانانغ التي شهدت انعقاد القمة إلى هانوي عاصمة فيتنام: "توصلنا للاتفاق بسرعة بالغة... سينقذ هذا عددا هائلا من الأرواح".
من جهته، قال بوتين، في مؤتمر صحافي، إن البيان الروسي الأميركي يهدف إلى إطلاق عملية سياسية بعد القضاء على الإرهاب، مؤكدا وجوب تعزيز اتفاق مناطق خفض التوتر في سورية.
وكانت موسكو أعلنت عن لقاء بين الرجلين، وأكد ترامب نفسه أنّه سيجتمع مع بوتين للبحث في مسألة كوريا الشمالية. لكن البيت الأبيض قال، أمس الجمعة، مع بعض الالتباس إنّه ليس هناك أي اجتماع على انفراد بين الرئيسين.
أما وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والأميركي ريكس تيلرسون، فقد كان لقاؤهما يرتدي طابعاً رسمياً أكبر، اليوم السبت، لكن لدقائق فقط، على هامش قمة "أبيك".
وفي السياق، قال لافروف، في تصريحات لـ"رويترز"، على هامش قمة "أبيك"، إنّ موعد مؤتمر سوتشي بشأن سورية "لم يتحدد بعد".
وكان من المتوقع عقد المؤتمر في سوتشي جنوبي روسيا، يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، لكنّه تأجل.
وأمس الجمعة، اعتبر الخبير في العلاقات الدولية، فلاديمير فرولوف، أنّ موسكو تبحث عن دعم أميركي لمؤتمر سوتشي.
وقال فرولوف، لـ"العربي الجديد"، "تهدف المبادرة الروسية لعقد مؤتمر الحوار السوري إلى إضفاء الشرعية على نظام بشار الأسد في عيون المجتمع الدولي، مع إضافة بعض اللمسات ودمجه في الحكومة المستقبلية للوفاق الوطني المهيمن عليها من المعارضة الشكلية".
وأشار فرولوف إلى أنّ موسكو لم تعد تخاف على مصير الأسد، لعدم توفر آليات لإبعاده لدى الولايات المتحدة، لكنّها تتخوّف من خطط واشنطن تعزيز حضورها العسكري شمال شرق وجنوب سورية بعد إلحاق هزيمة بتنظيم "داعش".
وعقد بوتين وترامب أول لقاء بينهما على هامش قمة مجموعة "العشرين" في هامبورغ الألمانية، في يوليو/تموز الماضي.
(العربي الجديد)