وفي مداخلة للرئيس الأميركي على راديو "إل بي سي" الذي استضاف فاراج أيضاً، أمس الخميس، وجه ترامب انتقاداته لزعيم حزب العمال جيريمي كوربن، قائلاً إنه "سيئ جيد لبلدكم" نافياً نية الشركات الأميركية الهيمنة على الخدمات الصحية الوطنية البريطانية.
وجاء تدخل الرئيس الأميركي في السباق الانتخابي البريطاني بشكل مفاجئ، وبصورة تضر بمساعي جونسون. فلم يكتف ترامب بدعوة جونسون للتحالف مع فاراج، وهو الذي حاول النأي بنفسه عن حزب "بريكست" مراراً وتكراراً، بل انتقد صفقة "بريكست" التي توصل إليها جونسون مع الاتحاد الأوروبي، ويرى فيها رئيس الوزراء البريطاني الحل الأمثل للخروج من أزمة "بريكست".
وقال ترامب إن الولايات المتحدة "لا تستطيع الدخول في اتفاق تجاري مع بريطانيا" وفقاً لعدد من أوجه اتفاق "بريكست" الأخير، وذلك رغم إصرار جونسون على أن اتفاقه يمنح بريطانيا حرية صياغة سياستها التجارية المستقلة عن الاتحاد الأوروبي.
وقال ترامب إنه ليس مهتماً بشراء الخدمات الصحية الوطنية، نافياً بذلك الاتهامات الموجهة لـ"بريكست" جونسون بأنه يفتح الباب أمام الأميركيين للاستحواذ على الخدمات الصحية البريطانية.
كما هاجم ترامب في مداخلته زعيم العمال، كوربن، بالقول "سيكون سيئاً جداً. سيأخذكم باتجاه سيئ جداً. وسيقودكم إلى أماكن شديدة السوء".
وأكد ترامب وجود تحفظات لديه على صفقة جونسون، خلال حديثه مع فاراج على أثير "إل بي سي"، لأنها ستعيق التجارة بين البلدين، واتهم كوربن بفبركة المزاعم بنية الحكومة البريطانية خصخصة الخدمات الصحية وفتحها أمام الشركات الأميركية.
وقال "لا أدري من أين بدأت هذه (الأخبار) حول استيلائنا على نظامكم الصحي. أعني أنها ادعاء سخيف جداً. أعتقد أن كوربن اختلقها ولكننا لم نناقشها أبداً. لم أسمع بها حتى قمت بزيارة الملكة"، في إشارة إلى زيارته الرسمية إلى بريطانيا الصيف الماضي.
وكان رد كوربن بالتغريد على "تويتر" أن ترامب "يحاول التدخل في الانتخابات البريطانية لإعادة انتخاب صديقه بوريس جونسون. لقد كان ترامب نفسه من قال إن الخدمات الصحية الوطنية مطروحة على الطاولة. ويعلم أنه إن انتصر العمال فإن الشركات الأميركية لن تتمكن من الاستيلاء عليها. خدماتنا الصحية ليس للبيع".
Twitter Post
|
وتابع ترامب بالقول "نريد التجارة مع بريطانيا، ولكن لأكون صادقاً معكم، هذه الصفقة، في بعض من أوجهها، لا نستطيع القيام بها. لا تستطيعون التجارة. لا نستطيع إبرام اتفاق تجارة مع بريطانيا. أعتقد أننا نستطيع مضاعفة الأرقام التي بيننا الآن مرات عدة، وبالتأكيد أضعافاً أكثر بكثير من التي تحصلون عليها من التجارة مع الاتحاد الأوروبي. بوريس يريد أن يكون حذراً بها".
ومن جانبها ناقضت رئاسة الوزراء البريطانية مزاعم ترامب حول الصفقة التجارية بين بريطانيا والولايات المتحدة بالقول "لقد تفاوض رئيس الوزراء على صفقة جديدة تسمح لنا باستعادة السيطرة على قوانيننا، وتجارتنا وحدودنا وأموالنا. تلك صفقة قال الجميع بأنه لن يتمكن من التفاوض عليها. وفقاً للصفقة الجديدة، تغادر بريطانيا كاملة الاتحاد الجمركي الخاص بالاتحاد الأوروبي، والذي يعني أننا نستطيع إبرام صفقاتنا التجارية الحرة الخاصة."
كما امتدح ترامب جونسون بالقول إنه "رجل رائع والشخص المثالي للوقت الحالي" مضيفاً أنه في حال تحالف مع فاراج فسيشكلان "قوة لا تقهر". وقال أيضاً إن جونسون "يكن الاحترام الشديد" لفاراج وهو "معجب به".
وأضاف مخاطباً فاراج "يحترمك (جونسون) كثيراً، أستطيع تأكيد ذلك ... لا أدري إن كنت تعلم ذلك". ودعاه إلى العمل مع رئيس الوزراء "أتمنى أن تعملا سوية، وأعتقد أنكما ستنجزان أمراً عظيماً".
ومن جانبه اتفق فاراج مع انتقادات ترامب لصفقة جونسون، مشيراً إلى أنها "بريكست بالاسم فقط". وتعهد بأن ينافس حزب "بريكست" المحافظين في صناديق الاقتراع.