وجاء هجوم أوباما في كلمة ألقاها بجامعة إلينوي الأميركية عرض خلالها تقييمه للحياة السياسية في عهد ترامب، حسبما نقلت وكالة "أسوشييتد برس" اليوم السبت.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن أوباما اتهم ترامب، أحيانا بالاسم، وأحيانا أخرى بطريقة غير مباشرة، بأنّه يتملّق روسيا، ويقوّي حضور المتطرفين البيض المؤمنين بتفوقهم، وكذا يدخل البلاد في حالة استقطاب شديدة.
وقال أوباما أمام طلبة جامعة الينوي: "لا يمتّ هذا بأي صلة للمحافظين". وأضاف: "أنا لا أريد أن أدعي أني أنقل عن أبراهام لينكولن، لكن لا أعتقد أبدا أن هذا ما جال بباله حينما ساهم في تشكيل الحزب الجمهوري. إنه ليس الحسّ المحافظ. بالتأكيد الأمر ليس عاديا. إنه راديكالي. إنها رؤية تقول إن حماية سلطاتنا وهؤلاء الذين يدعموننا هي ما يهم في الأساس حتى ولو كان ذلك يتسبب في أذى للبلاد".
وتابع أوباما: "هذا الأمر لم يبدأ مع دونالد ترامب. إنه مجرد عارض، وليس هو السبب. إنه يقوم فقط بتوظيف السخط الذي كان الساسة يذكون نيرانه لأعوام طويلة، إنه خوف وغضب متجذر في ماضينا، ولكنه أيضا وليد التحديات الكبرى التي حدثت خلال مشوار حياتكم القصير".
وقال أوباما إن انتقاده ترامب ربما يخرج عن التقاليد المعتادة، مضيفا: "لكن اللحظة السياسية الراهنة تتطلب التراجع عن النهج الحالي".
وأضاف: "إنه (ترامب) يثير الخوف ويحرض جماعات المجتمع على بعضها، ويقول للناس إن النظام والأمن لن يتحققا إلا مع الذين هم مثلنا .. وهذه حيلة قديمة". وتابع: "مثل هذه الأمور لا تنجح في ظل ديمقراطية سليمة".
وقال: "عندما يكون هناك فراغ في الديمقراطية، تكون هناك أصوات أخرى تملأ ذلك الفراغ .. وحينئذ تترسخ سياسات الخوف والاستياء".
من جانبه، علّق ترامب على خطاب أوباما، قائلا: "أنا آسف، لقد شاهدته، وشعرت بالنعاس". وأضاف خلال ظهوره في تجمع انتخابي بولاية نورث كارولينا: "إنني أراه (أوباما) مصدرا جيدا للغاية للمساعدة على النوم".
وأضاف أن "أوباما يحاول الاستفادة من الأمور التي لا تصدق التي تشهدها بلادنا حاليا".
انتقادات أوباما تأتي قبل نحو شهرين على انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، التي يسعى فيها الديمقراطيون إلى استعادة الأغلبية التي فقدوها أمام الجمهوريين في الانتخابات الأخيرة.
وسبق أن أعلن أوباما الأسبوع الماضي أنه يستعد لدعم الحزب الديمقراطي في تلك الانتخابات.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن خطاب أوباما جاء لإعطاء الانطلاقة لحملة تدوم شهرين لمساعدة نواب حزبه الديمقراطيين للحصول على الأغلبية داخل الكونغرس في انتخابات نوفمبر.
ويشارك أوباما في أول حدث عمومي هذا الأسبوع بمنطقة اورانج كاونتي، المعروفة بولائها للمحافظين بولاية كاليفورنيا، إذ يأمل الديمقراطيون أن يحصلوا على أغلبية المقاعد. كما ينتظر أن يشارك الخميس القادم بكليفلاند في حملة لفائدة ريتشارد كوردراي، الخبير البنكي السابق بإدارته، الذي عينه الحزب الديمقراطي للتنافس على منصب حاكم ولاية أوهايو.