في وقتٍ تواجه فيه زيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، المرتقبة إلى لندن منتصف الشهر المقبل اعتراضات محلية واسعة، أشارت القناة الرابعة البريطانية إلى استعدادات لتنظيم زيارة ثانية لترامب مباشرة بعد خروج بريطانياً من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، العام المقبل، وذلك بدعوة رسمية من الملكة إليزابيث الثانية.
وكشفت القناة الرابعة في برنامج وثائقي حول افتتاح مبنى السفارة الأميركية الجديد، عن محادثة جرت بين مستشاري الأمن القومي البريطاني والأميركي يناقشان فيها الاستعدادات لزيارة ترامب العام المقبل.
ويعبر مارك سيدويل، المستشار البريطاني، في المحادثة، عن ارتياحه لزيارة ترامب بالتزامن مع ذكرى الحرب العالمية الثانية في مايو/أيار من العام المقبل، وذلك بعد شهر من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ويقول "دعنا نرتب سلسلة من الزيارات في فترة حكمه الأولى"، مضيفًا "الأمر الأهم هو أن نأتي به إلى هنا".
كما تنقل القناة عن السفير الأميركي في لندن، وودي جونسون، حثه لمستشار الأمن القومي أن لا يستسلم للمخاوف من الاعتراضات ضد الزيارة. ويطالب بريطانيا أن تستلهم القوة من سياسات ترامب، وألا تكون متشائمة حيال "بريكست"، مضيفًا أن "رؤية هذا الموقف الانهزامي تجاه بريكست مؤسف بالنسبة لي".
وتأتي هذه الأنباء في وقت يتعرض فيه ترامب لأشد الانتقادات بسبب سياسته المتعلقة بفصل أبناء المهاجرين غير القانونيين عن ذويهم على الحدود الأميركية.
وفي السياق، وجه فنس كابل، زعيم حزب "الديمقراطيين الأحرار"، الانتقادات لقرار الحكومة البريطاينة استقبال الرئيس الأميركي رغم سياساته التجارية التي تلحق الضرر بالاقتصاد البريطاني، قائلًا "إنه من السخافة أن تتصرف الحكومة البريطانية بمثل هذه الطريقة تجاه رجل يريد أن يلحق الضرر بنظام تجاري تعتمد عليه المملكة المتحدة".
وكانت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، قد رفضت يوم الأربعاء، الدعوات المطالبة بإلغاء زيارة ترامب المرتقبة منتصف يوليو/ تموز المقبل بسبب سياساته المتعلقة بالهجرة.
وفي سياق الاعتراضات على الزيارة، ينظم التحالف البريطاني المعارض لترامب، تظاهرة يوم 13 يوليو/تموز أمام مقر رئاسة الوزراء. ويتوقع أن تكون من أكبر التظاهرات التي تشهدها بريطانيا، إذ سجلت صفحة "فيسبوك" الخاصة بها، حتى الآن، استعداد أكثر من 200 ألف شخص للمشاركة بها.
ويدين لوك كوبر، أحد مؤسسي التحالف المناهض لزيارة ترامب، والمحاضر الجامعي في السياسة الدولية في جامعة أنجليا روسكن في كامبردج، سياسات ترامب تجاه أبناء المهاجرين، ويقول في تصريحٍ لـ"العربي الجديد" "إن فصل أطفال المهاجرين عن عائلاتهم هو أحد آخر فصول الرعب القادمة من نظام ترامب. حتى إن تنازله الأخير قد يعني احتجاز الأطفال إلى ما لا نهاية في معسكرات الاعتقال".
ويتابع كوبر، في معرض تعليقه على الزيارة المزمعة، بأن "صعود القومية الاستبدادية في جميع أرجاء العالم يمثل خطراً كبيراً على ديمقراطيتنا وقيمنا الأساسية. في لندن في 13 يوليو سيجتمع الآلاف من الأفراد ليقولوا بوضوح إنهم ضد هذا الخطر الجسيم تجاه حياتنا والأجيال المستقبلية".
وينتظر أن يتجنب ترامب الشهر المقبل زيارة "10 داوننغ ستريت"، على أن يلتقي ماي في قصر تشيكرز عوضاً عن ذلك، في حال قرر تجنب التظاهرات الضخمة التي ستكون في انتظاره.