توالت ردود الفعل الدولية، اليوم الثلاثاء، المرحبة باللقاء التاريخي بين الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، والزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، في سنغافورة، فيما وصفته وسائل إعلام كورية جنوبية بأنه "محادثات القرن"، وأشاعت المصافحة بينهما أجواء فرح في سيول مع الأمل ببداية جديدة مع بيونغ يانغ.
وقال الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-ان "نأمل في أن تشكل القمة نجاحاً وتحمل إلينا نزعاً كاملاً للسلاح النووي والسلام وعصراً جديداً" في العلاقات بين الكوريتين والولايات المتحدة.
وأعلن مكتب مون أن الرئيس الكوري الجنوبي "أمضى ليلة بدون نوم"، بسبب ترقب القمة. ورحبت صحيفة "كوريا تايمز"، الناطقة باللغة الإنكليزية، باللقاء، باعتباره خطوة نحو إنهاء التوترات في شبه الجزيرة الكورية المقسومة منذ نحو 70 عاماً.
وكتبت الصحيفة "أن الزعيمين يتعرضان بالتأكيد لضغوط كبرى لجعل محادثات القرن تشكل نجاحاً". وأضافت "نأمل في أن تحقق القمة اختراقاً لفتح عصر جديد من السلام والازدهار".
وفي إشارة إلى بوادر الانفراج، أعلن الرئيس الأميركي في ختام القمة الثلاثاء أنه سيوقف "المناورات الحربية" في شبه الجزيرة الكورية.
بكين "ترحب وتؤيد"
من جهتها، اقترحت الصين أن ينظر مجلس الأمن الدولي في تعليق أو رفع العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية إذا امتثلت لقرارات الأمم المتحدة وأحرزت تقدماً في المفاوضات الدبلوماسية. وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، كونغ شوانغ، اليوم، أن بكين "ترحب وتؤيد" المحادثات للتوصل إلى توافق حول نزع الأسلحة النووية ووضع آلية للسلام.
وقال للصحافيين في بكين إنه يمكن تعليق عقوبات مجلس الأمن ضد كوريا الشمالية أو رفعها وفقاً لإجراءات كوريا الشمالية. وأضاف "العقوبات ليست غاية، نعتقد أنه يتعين على مجلس الأمن العمل لدعم الجهود الدبلوماسية في الوقت الحالي".
آبي: خطوة ضمن حل شامل
كذلك رحّب رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، بالبيان المشترك الذي وقعه الرئيس الأميركي والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، واصفاً إياه بأنه خطوة أولى نحو نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية.
وأضاف آبي في طوكيو "نرى في ذلك خطوة ضمن حل شامل". وتنشد اليابان موافقة كوريا الشمالية على نزع كامل وقابل للتحقق ولا رجعة فيه للسلاح النووي. وتعهد كيم في البيان المشترك "بالعمل على نزع السلاح النووي بالكامل من شبه الجزيرة الكورية". وأشار آبي إلى أنه "يود شكر الرئيس (ترامب) على طرح قضية المخطوفين"، في إشارة إلى مطالبة اليابان بيونغ يانغ بالإفراج عن كل من تبقّى من اليابانيين الذين خطفتهم لتدريب جواسيسها.
روسيا: "الشيطان يكمن في التفاصيل"
أما روسيا، فأبدت استعدادها للمساعدة، إذ نقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء اليوم عن سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية، قوله إن روسيا تنظر بإيجابية إلى القمة، لكن "الشيطان يكمن في التفاصيل". وقال ريابكوف إن روسيا مستعدة للمساعدة في تنفيذ ما اتفق عليه الجانبان من العمل على نزع السلاح النووي بالكامل من شبه الجزيرة الكورية، وتأمل أن تفتح تسوية الأزمة النووية الباب أمام التعاون الاقتصادي الطبيعي.
بدوره، أشاد الاتحاد الأوروبي بالقمة باعتبارها "خطوة مهمة وضرورية"، تتيح إمكانية تحقيق "النزع الكامل للأسلحة النووية" في شبه الجزيرة الكورية. وقالت مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، في بيان، إن "هذه القمة خطوة مهمة وضرورية لتشكل أساساً للتطورات الإيجابية التي تحققت في العلاقات الكورية-الكورية وعلى شبه الجزيرة حتى الآن".
إيران تحذر
إلى ذلك، حذّرت إيران كيم جونغ أون من الثقة بالرئيس الأميركي، الذي قالت إنه يمكن أن يلغي اتفاقهما على نزع السلاح النووي خلال ساعات. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا) عن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، محمد باقر نوبخت، قوله "لا نعلم مع من يتفاوض زعيم كوريا الشمالية. من الواضح أنه يمكن أن يلغي الاتفاق قبل أن يعود إلى بلاده".
وقرّر ترامب الشهر الماضي الانسحاب من الاتفاق النووي الموقع مع إيران في عام 2015، قائلاً إنه معيب للغاية، وقرر إعادة فرض العقوبات على إيران.
في السياق، رحب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو، بالبيان الصادر في ختام القمة. وقال أمانو "أرحّب ببيان الرئيس الأميركي ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم الذي صدر اليوم في قمة سنغافورة وتضمن التزام جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية بالنزع الكامل للأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية"، مشيراً إلى استعداد وكالته للقيام بأي أنشطة لازمة للتحقق من تطبيق ذلك.