وفي الوقت الذي قلّلت فيه الحكومة العراقية المتمثّلة برئيسها حيدر العبادي، من تأثر العراق بنتائج الانتخابات الأميركية، وتغير الدعم الأميركي للعراق في حربه ضدّ الإرهاب، يرى آخرون عكس ذلك.
وقال النائب عن التحالف الوطني، سليم شوقي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المرشحيْن لتولي الرئاسة الأميركية (كلينتون وترامب) يسعيان للفوز في الانتخابات مهما كان الثمن، أما بالنسبة للعراق فهدف الولايات المتحدة واضح، وهي تسعى لتقسيم العراق على أسس طائفية وإقليمية، وفق مخطط أميركي يهدف للقضاء على السيادة العراقية".
وأضاف أنّ "نتائج الانتخابات الأميركية مهما كانت، سواء فاز ترامب بالرئاسة أم كلينتون، فإنّها لن تغير من سياسة واشنطن تجاه العراق، فقد سبق أن سحبت أميركا قواتها من العراق كوعد أطلقه أوباما في حال فوزه بانتخابات 2008، لكن إلى الآن هناك قواعد أميركية في العراق، لأجل إدارة مصالحها في البلاد وفي المنطقة".
وأشار النائب إلى أنّ "السياسة الأميركية واحدة ومصالحها واحدة، لا تتغير بتغير الأشخاص".
من جهته، رأى الخبير السياسي، عبد الرزاق أحمد، أنّ "الشارع العراقي يترقب بلهفة ما ستؤول إليه الانتخابات الأميركية، حيث يعلم العراقيون أنّ السياسة الأميركية في العراق مرهونة بنتائج هذه الانتخابات".
وقال أحمد، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ ترامب في أكثر من مناسبة شنّ هجوماً على العرب وعلى المسلمين، وأوضح سياسته إزاءهم من خلال هذه الهجمات، إذ إنّه يظهر العداء تجاههم بشكل واضح ومعلن، الأمر الذي يجعل من فوزه في الانتخابات أمرا سلبيا على مجريات الحياة السياسية، ومجريات المعارك في العراق، وخلق التوازن في البلاد.
وأوضح الخبير بأنّ "التدخل الإيراني في العراق واضح جدّا، لكنّه عندما يتعارض مع السياسة الأميركية، فإنّ واشنطن تتدخّل بشكل قوي لتغيّر من ذلك وفقا لمصلحتها، ووفقا لما تراه من حاجة للتوازن في البلاد، الأمر الذي ينعكس إيجابا على الواقع العراقي ويحدّ من التدخّل الإيراني، وأنّ هذه السياسة الأميركية مفقودة عند ترامب، الذي لا يعير أهمية لما سيحدث في العراق، وسيمنح إيران فرصة أكبر للتدخل".
وأشار إلى أنّ "كلينتون تفهّمت الوضع العراقي من خلال احتكاكها بالعراق وعملها كوزيرة للخارجية في حكومة أوباما، وأنّ سياستها أصبحت واضحة للجميع، وهي على سلبياتها (السياسة الحالية)، فهي أفضل من سياسة الجمهوريين التي جلبت البلاء للعراق".
ويرتبط العراق مع واشنطن باتفاقية الإطار الاستراتيجي التي وقعها البلدان عام 2008، والتي نصّت على تقديم واشنطن دعماً أمنياً وسياسياً واقتصادياً للعراق، وقد أبدت حكومة أوباما التزامها بالاتفاقية من خلال تشكيلها التحالف الدولي لضرب داعش في العراق.