استعادت تركيا تألقها السياحي العام الفائت، عقب كبوة عام 2016 التي تلت الانقلاب الفاشل والتفجيرات التي ضربت أنقرة وقيصري وإسطنبول مراراً.
فبعد أن استقطبت أكثر من 32 مليون سائح عام 2017 بعائدات فاقت 26 مليار دولار، استمرت مؤشرات التعافي مطلع العام الجاري، لترتفع نسبة قدوم السياح الأجانب خلال ديسمبر/كانون الأول بنسبة 38% عمّا كانت عليه العام الماضي، ويصل عدد سياح الشهر الأول من العام الجاري، إلى نحو مليون ونصف المليون سائح، وتتعاظم التوقعات بوصول عام 2018 سياحياً، إلى أكثر مما كان عليه عام 2014، والذي لم يزل حتى اليوم، العام القياسي سياحياً في تركيا.
وقال وزير السياحة والثقافة نعمان كورتولموش إن وزارته تهدف إلى استقطاب 38 مليون سائح خلال العام الجاري، متمنياً أن يحقق هذا الرقم عائدات بقيمة 30 مليار دولار.
كورتولموش أضاف في تصريحات للصحافيين بمدينة بودروم أخيراً، أن قطاع السياحة تراجع عام 2016، ولكن تم تدارك التراجع العام الماضي، وبدأ القطاع يتحسن عام 2017 الذي تجاوز خلاله عدد السياح 32 مليوناً، معرباً عن أمله بأن يحطم رقم السياح هذا العام، الرقم القياسي الذي حققه في عام 2014 عندما زار تركيا زهاء 42 مليون سائح.
وقال مدير شركة جاغوار السياحية في إسطنبول، أنور أوغلو، إن جميع مؤشرات العام الحالي، تدل على موسم سياحي قد يصل إلى مصاف عام 2014، لأن تركيا التي حلت سادسةً على مستوى العالم العام الماضي، من المؤمل أن تقترب من إيطاليا صاحبة المركز الخامس، والتي استقطبت أكثر من 57 مليون سائح.
ويضيف مدير الشركة السياحية لـ"العربي الجديد" ربما من الصعب تحديد عدد السياح، لأنه مرهون بعوامل كثيرة، ربما الأمني أهمها، إلا أن تركيا، وبعد عودة السياح الروس وبأكثر من 5 ملايين العام الماضي، وكذلك عودة الألمان وعموم أوروبا الغربية، بعد تحسن العلاقات، وكذلك المتوقع من الصين والدول الأفريقية، بعد الاتفاقات الاقتصادية والزيارات التي قام بها الرئيس رجب طيب أردوغان، من المتوقع أن يتعدى عدد السياح 40 مليوناً.
اقــرأ أيضاً
ولفت أنور أوغلو إلى زيادة نسبة السياح العرب والإيرانيين كثيراً، حتى خارج الموسم السياحي. إذ ارتفع في العام الماضي فاق عدد السياح العرب 3.5 ملايين، والإيرانيين فوق 2.5 مليون، فيما تذهب التوقعات هذا العام إلى ارتفاع العدد، نظراً إلى تحسن العلاقات التركية مع دول الجوار، خاصة العراق ودول المغرب العربي.
وتشير بيانات وزارة السياحة التركية إلى أن زيادة أعداد السياح خلال العام الجاري، رفعت عائدات الغرف الفندقية 10% ونسبة الإشغال 28%، ليبلغ في ديسمبر/كانون الأول 60.6%، كما زاد الدخل 10%، بعد وصول متوسط سعر الليلة إلى 60.1 يورو.
كما زاد الطلب على قطاع الأغذية والمطاعم، وهو القطاع الفرعي السياحي، 15% خلال يناير/ كانون الثاني، الذي استقطب أكثر من 1.5 مليون سائح، وتصدرت إسطنبول عدد السياح بنحو 831 ألف سائح.
ويقول الاقتصادي التركي خليل أوزون، إنه كان لتحسن العلاقات مع روسيا والدول الأوروبية، السبب الأهم في زيادة السياح العام الماضي، فيما تشير حجوزات صيف هذا العام، إلى زيادة قدوم السياح الألمان لينافسوا ربما عدد الروس، إضافة إلى قدوم أكثر من 2.5 مليون بريطاني، ما يعني تخطي عدد السياح خطة وزارة السياحة التي تستهدف استقطاب 32 مليون أجنبي هذا العام.
ويضيف أوزون لـ"العربي الجديد": "إذا أضفنا هذه الأرقام إلى أرقام السياح العرب والإيرانيين ودول آسيا، فهذا يعني أننا أمام أهم موسم سياحي في تاريخ تركيا، والأرجح أن يزيد على أرقام 2014".
اقــرأ أيضاً
وحول أسباب زيادة السياح هذا العام، يقول الاقتصادي التركي: "تتنوع السياحة في تركيا لتناسب كل الشرائح، ففيها سياحة دينية مهمة ورائدة، سواء للمسلمين أو المسيحيين، وفيها طبيعة جميلة قلما تتوفر في دولة أخرى، وربما الأهم الأمان والاستقرار بعد موجات التفجير الإرهابية التي ضربت البلاد قبل عامين".
ويشير أوزون إلى أن تراجع سعر صرف الليرة التركية أمام العملات الرئيسية، سبب مهم وأساس في زيادة أعداد السياح، فتكاليف الرحلة لمدة 12 يوماً إلى تركيا، تساوي نصف التكاليف للدول الأوروبية، فضلاً عن أن الأتراك مضيافون ووديعون مع السياح، فضلاً عن أن الإنتاج التركي ورخص سعره ومنافسته، عامل جذب إضافي.
واعتبر المحلل أن ثمة ميزات تفردت خلالها تركيا خلال الأعوام الأخيرة، منها السياحة العلاجية، ففي حين زار تركيا عام 2017 نحو 450 ألف مريض، تشير التوقعات هذا العام لنحو مليون سائح بغرض العلاج، مشيراً إلى أن إنفاق السائح بقصد العلاج خلال رحلته يصل لنحو 2500 دولار، في حين لا يزيد إنفاق السائح عن 600 دولار، ما يعني الاقتراب من أرقام مئوية الدولة بوصول عدد السياح بقصد العلاج لتركيا عام 2023 إلى نحو مليوني سائح ينفقون نحو 20 مليار دولار.
كما لفت إلى أن للسياح الأتراك المقيمين خارج تركيا دورا مهما في زيادة عدد السياح والإنفاق السنوي، وهو ما أشار إليه اتحاد أصحاب الفنادق في منطقة البحر الأسود أخيراً، من أن تركيا استقبلت عام 2017 نحو 6.5 ملايين تركي مغترب، أنفقوا نحو 5.9 مليارات دولار.
فبعد أن استقطبت أكثر من 32 مليون سائح عام 2017 بعائدات فاقت 26 مليار دولار، استمرت مؤشرات التعافي مطلع العام الجاري، لترتفع نسبة قدوم السياح الأجانب خلال ديسمبر/كانون الأول بنسبة 38% عمّا كانت عليه العام الماضي، ويصل عدد سياح الشهر الأول من العام الجاري، إلى نحو مليون ونصف المليون سائح، وتتعاظم التوقعات بوصول عام 2018 سياحياً، إلى أكثر مما كان عليه عام 2014، والذي لم يزل حتى اليوم، العام القياسي سياحياً في تركيا.
وقال وزير السياحة والثقافة نعمان كورتولموش إن وزارته تهدف إلى استقطاب 38 مليون سائح خلال العام الجاري، متمنياً أن يحقق هذا الرقم عائدات بقيمة 30 مليار دولار.
كورتولموش أضاف في تصريحات للصحافيين بمدينة بودروم أخيراً، أن قطاع السياحة تراجع عام 2016، ولكن تم تدارك التراجع العام الماضي، وبدأ القطاع يتحسن عام 2017 الذي تجاوز خلاله عدد السياح 32 مليوناً، معرباً عن أمله بأن يحطم رقم السياح هذا العام، الرقم القياسي الذي حققه في عام 2014 عندما زار تركيا زهاء 42 مليون سائح.
وقال مدير شركة جاغوار السياحية في إسطنبول، أنور أوغلو، إن جميع مؤشرات العام الحالي، تدل على موسم سياحي قد يصل إلى مصاف عام 2014، لأن تركيا التي حلت سادسةً على مستوى العالم العام الماضي، من المؤمل أن تقترب من إيطاليا صاحبة المركز الخامس، والتي استقطبت أكثر من 57 مليون سائح.
ويضيف مدير الشركة السياحية لـ"العربي الجديد" ربما من الصعب تحديد عدد السياح، لأنه مرهون بعوامل كثيرة، ربما الأمني أهمها، إلا أن تركيا، وبعد عودة السياح الروس وبأكثر من 5 ملايين العام الماضي، وكذلك عودة الألمان وعموم أوروبا الغربية، بعد تحسن العلاقات، وكذلك المتوقع من الصين والدول الأفريقية، بعد الاتفاقات الاقتصادية والزيارات التي قام بها الرئيس رجب طيب أردوغان، من المتوقع أن يتعدى عدد السياح 40 مليوناً.
ولفت أنور أوغلو إلى زيادة نسبة السياح العرب والإيرانيين كثيراً، حتى خارج الموسم السياحي. إذ ارتفع في العام الماضي فاق عدد السياح العرب 3.5 ملايين، والإيرانيين فوق 2.5 مليون، فيما تذهب التوقعات هذا العام إلى ارتفاع العدد، نظراً إلى تحسن العلاقات التركية مع دول الجوار، خاصة العراق ودول المغرب العربي.
وتشير بيانات وزارة السياحة التركية إلى أن زيادة أعداد السياح خلال العام الجاري، رفعت عائدات الغرف الفندقية 10% ونسبة الإشغال 28%، ليبلغ في ديسمبر/كانون الأول 60.6%، كما زاد الدخل 10%، بعد وصول متوسط سعر الليلة إلى 60.1 يورو.
كما زاد الطلب على قطاع الأغذية والمطاعم، وهو القطاع الفرعي السياحي، 15% خلال يناير/ كانون الثاني، الذي استقطب أكثر من 1.5 مليون سائح، وتصدرت إسطنبول عدد السياح بنحو 831 ألف سائح.
ويقول الاقتصادي التركي خليل أوزون، إنه كان لتحسن العلاقات مع روسيا والدول الأوروبية، السبب الأهم في زيادة السياح العام الماضي، فيما تشير حجوزات صيف هذا العام، إلى زيادة قدوم السياح الألمان لينافسوا ربما عدد الروس، إضافة إلى قدوم أكثر من 2.5 مليون بريطاني، ما يعني تخطي عدد السياح خطة وزارة السياحة التي تستهدف استقطاب 32 مليون أجنبي هذا العام.
ويضيف أوزون لـ"العربي الجديد": "إذا أضفنا هذه الأرقام إلى أرقام السياح العرب والإيرانيين ودول آسيا، فهذا يعني أننا أمام أهم موسم سياحي في تاريخ تركيا، والأرجح أن يزيد على أرقام 2014".
وحول أسباب زيادة السياح هذا العام، يقول الاقتصادي التركي: "تتنوع السياحة في تركيا لتناسب كل الشرائح، ففيها سياحة دينية مهمة ورائدة، سواء للمسلمين أو المسيحيين، وفيها طبيعة جميلة قلما تتوفر في دولة أخرى، وربما الأهم الأمان والاستقرار بعد موجات التفجير الإرهابية التي ضربت البلاد قبل عامين".
ويشير أوزون إلى أن تراجع سعر صرف الليرة التركية أمام العملات الرئيسية، سبب مهم وأساس في زيادة أعداد السياح، فتكاليف الرحلة لمدة 12 يوماً إلى تركيا، تساوي نصف التكاليف للدول الأوروبية، فضلاً عن أن الأتراك مضيافون ووديعون مع السياح، فضلاً عن أن الإنتاج التركي ورخص سعره ومنافسته، عامل جذب إضافي.
واعتبر المحلل أن ثمة ميزات تفردت خلالها تركيا خلال الأعوام الأخيرة، منها السياحة العلاجية، ففي حين زار تركيا عام 2017 نحو 450 ألف مريض، تشير التوقعات هذا العام لنحو مليون سائح بغرض العلاج، مشيراً إلى أن إنفاق السائح بقصد العلاج خلال رحلته يصل لنحو 2500 دولار، في حين لا يزيد إنفاق السائح عن 600 دولار، ما يعني الاقتراب من أرقام مئوية الدولة بوصول عدد السياح بقصد العلاج لتركيا عام 2023 إلى نحو مليوني سائح ينفقون نحو 20 مليار دولار.
كما لفت إلى أن للسياح الأتراك المقيمين خارج تركيا دورا مهما في زيادة عدد السياح والإنفاق السنوي، وهو ما أشار إليه اتحاد أصحاب الفنادق في منطقة البحر الأسود أخيراً، من أن تركيا استقبلت عام 2017 نحو 6.5 ملايين تركي مغترب، أنفقوا نحو 5.9 مليارات دولار.