قال وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، اليوم الإثنين، إن بلاده لم تتراجع في شرق المتوسط، مؤكدا أن سفينة "الريس عروج" عادت إلى ميناء أنطاليا للصيانة.
وأكد جاووش أوغلو، وفق ما نقلته "الأناضول"، أنه بإمكان تركيا واليونان كجارتين إجراء لقاءات مباشرة، ولكن "إن وضعت أثينا شروطاً مسبقة فنحن أيضاً سنفعل بالمثل".
وكانت وزارة الطاقة والموارد الطبيعية التركية قد أرجعت عودة سفينة التنقيب "الريس عروج" إلى ميناء أنطاليا على البحر المتوسط، إلى أنها "نشاط روتيني لإجراء الصيانة وتبديل الطاقم والتزود بالمؤن".
وتعتبر "الريس عروج" إحدى السفن البحثية النادرة في العالم، وهي مجهزة بالكامل ومتعددة الأغراض، بحيث يمكنها إجراء مسح جيوفيزيائي زلزالي ومغناطيسي ثنائي وثلاثي الأبعاد.
وذكر بيان نشرته الوزارة، منتصف الليلة الماضية، أن عودة السفينة محل الخلاف بين تركيا والاتحاد الأوروبي، جاءت على أساس نشاط روتيني يتم شهريا بعد انتهاء شهر من الأبحاث. ولفتت الوزارة إلى أن "السفينة بدأت أبحاثها في العاشر من آب/أغسطس الماضي، ومضى شهر على مهمتها ومن اللازم العودة من أجل إجراءات المعاينة والصيانة، وتبديل طاقم السفينة والعاملين، وتوفير المؤن والعودة مجددا للبحث".
وشددت الوزارة على أن "سفينة الأبحاث ستواصل عملها بعد تلك الإجراءات، حيث إن أنشطة التنقيب في البحر المتوسط مستمرة دون انقطاع وفقا للقانون الدولي". البيان تطرق أيضا إلى أن السفينة "جمعت بيانات من مساحة 3 آلاف و525 كيلومترا مربعا منذ بدء رحلتها قبل أكثر من شهر".
وختمت الوزارة بيانها بالتأكيد على أن سفن "ياووز" و"بربروس" و"خير الدين باشا" تواصل العمل في البحرين الأسود والمتوسط.
وشكلت عمليات البحث التي تقوم بها تركيا شرقي المتوسط أزمة كبيرة مع أوروبا، رافقت ذلك استعراضاتٌ عسكرية ومناورات، وتصريحات نارية من سياسيي تركيا واليونان والاتحاد الأوروبي.
إلى ذلك، قال وزير الطاقة التركي فاتح دونماز، الأحد، إن بلاده سترسل سفينة تنقيب ثانية للعمل في البحر الأسود، وذلك بعد أسابيع من إعلان أنقرة عن أكبر كشف تركي للغاز الطبيعي إلى الآن في المنطقة.
وأضاف الوزير على "تويتر": "سفينتنا (القانوني)، والتي يستمر العمل في تجهيزها، ستبدأ التنقيب في البحر الأسود".
وأضاف دونماز أن السفينة (القانوني) ستدعم سفينة التنقيب الفاتح التي كشفت حقل الغاز الطبيعي، الذي يبلغ مخزونه 320 مليار متر مكعب، على بعد نحو مائة ميل بحري شمالي الساحل التركي.
ولم يتضح على الفور إن كانت هذه السفينة ستعمل في نفس المنطقة التي تعمل فيها السفينة الفاتح. والقانوني موجودة الآن قبالة ساحل إقليم أنطاليا كما تظهر بيانات ريفينيتيف لتتبع حركة السفن.
وفي الوقت الراهن، تستورد تركيا جميع احتياجاتها من الطاقة، وسيساعد أي كشف في خفض العجز في حسابها الجاري.
وقال دونماز في الشهر الماضي إن البيانات تشير إلى أنه سيتم الكشف عن مزيد من مخزونات الغاز الطبيعي، مع استمرار التنقيب لمسافات أعمق تحت قاع البحر. وقال مسؤول كبير في وزارة الطاقة هذا الأسبوع إن تركيا تأمل الإعلان عن الكشف الجديد في أكتوبر/ تشرين الأول.
وسينتهي في العام المقبل أكثر من ربع عقود الغاز التركية طويلة الأمد، ومن بينها واردات عبر خطوط الأنابيب من شركة غاز بروم الروسية وشركة سوكار الأذربيجانية واتفاق مع نيجيريا للغاز الطبيعي المسال.
وقال المسؤول إن أنقرة تتوقع من موردي الغاز عرض أسعار أكثر تنافسية ومرونة إذا أرادوا تجديد العقود طويلة الأمد، وحجمها الإجمالي 16 مليار متر مكعب سنويا.
وتنفذ تركيا أيضا عمليات تنقيب في البحر المتوسط أدت إلى مواجهة مع اليونان وقبرص، حول ملكية موارد محتملة للنفط والغاز في المنطقة.