وشدد ألطون، في لقاء أجرته معه مجلة "كريتر"، على أنه ينبغي "على واشنطن أن تدرك بأن كلفة اتخاذ خطوات رغماً عن أنقرة، أكبر من كلفة تلبية تطلعاتنا والتعاون معنا، لأن تركيا لا تعدم البدائل في أي مجال"، مؤكداً أن بلاده "ستتخذ بنفسها ما يلزم من إجراءات ضد كافة المحاولات الرامية لإنشاء ممر إرهابي (في سورية) دون الاكتراث بأي تهديد".
وكان ألطون قد طالب منذ أسبوع واشنطن بالتنسيق مع الجيش التركي لسحب قواتها من سورية، وأن تدعم بلاده في تحقيق الاستقرار في المناطق المطهرة من الإرهاب، ودعم أنشطة إعادة الإعمار فيها.
وقال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية آنذاك إنه ينبغي على واشنطن أن تضمن تنفيذ خريطة طريق منبج، بالعمل مع تركيا دون مزيد من التأخير.
وتحرص تركيا على الترويج لأهمية "المنطقة الآمنة" في الشمال السوري على حدودها، بالتوازي مع تقديمها شروطاً ونقاطاً حمراً تتمسك بها، سواء برفض أي وجود للنظام السوري في منطقة منبج، أو التحذير من فرض أمر واقع بعد الانسحاب الأميركي "يخدم الأجندة الانفصالية لتنظيم العمال الكردستاني والوحدات الكردية".
ومؤخراً، صعّدت تركيا من لهجتها تجاه مطلبها بإقامة هذه المنطقة في الشمال السوري على حدودها، مؤكدة أنها لن تنتظر إلى الأبد لإنشاء هذه المنطقة، وأنها مستعدة للقيام بذلك بمفردها.
وبعد القمة التي عقدها الرئيس التركي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، من دون أن تنتهي إلى اتفاق بين البلدين حول المنطقة الآمنة في سورية، رفع أردوغان من نبرة خطابه، داعياً إلى إقامة منطقة آمنة على الحدود السورية "في غضون بضعة أشهر"، معلناً عن قمة ثلاثية (تركيا، روسيا، إيران) بشأن سورية الشهر المقبل في موسكو.
وأكد الرئيس التركي قبل أسبوع، أن بلاده لن تسمح بإقامة منطقة آمنة في سورية تتحول إلى مستنقع جديد ضدها.
وفي 29 من شهر يناير/كانون الثاني الماضي، اتفق متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، ومستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، على التعاون في ما يتعلق بتشكيل المنطقة الآمنة شمالي سورية ومواصلة التنسيق خلال الانسحاب الأميركي.
ونقلت وكالة "الأناضول" التركية حينها عن مصادر رئاسية تركية قولها إن قالن وبولتون تباحثا هاتفيا حول تفاصيل المواضيع التي اتفق عليها الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان، والأميركي دونالد ترامب خلال الاتصال الهاتفي الذي جرى بينهما الأسبوع الماضي.
وأضافت أن الاتصال بين قالن وبولتون ركز بشكل أكثر على التطورات في سورية، وأن الجانبين اتفقا على مواصلة التنسيق بشأن الانسحاب الأميركي من سورية، والتعاون الوثيق بشأن تشكيل المنطقة الآمنة وتفعيل خارطة طريق منبج.
(الأناضول)