وأشارت الصحيفة الروسية إلى أنه رغم عدم مشاركة روسيا رسمياً في الحرب، إلا أنها تقدم دعماً كبيراً للواء خليفة حفتر، مقابل الوعود بعقود النفط والسكك الحديدية والطرق السريعة.
وعلمت "ميدوزا" من أربعة مرتزقة وعضو بقيادة "اتحاد متطوعي دونباس" ومحارب قديم بجهاز الأمن الفيدرالي له صلة بسوق الشركات العسكرية الخاصة وشخص مقرب من قيادة شركة "فاغنر"، أن عدد القتلى الروس في ليبيا قد يصل إلى 35 شخصاً تعود أصولهم إلى إقليم كراسنودار ومقاطعتي سفيردلوفسك ومورمانسك.
ومع ذلك، لم يتلق ذوو المقاتلين أي خطابات رسمية لا من وزارة الدفاع أو أي جهة حكومية، ولا أي معلومات من ممثلي "فاغنر" الذين يتولون في أغلب الأحيان إيصال شهادات الوفاة والأوسمة لذوي الضحايا.
وأكد المصدر المقرب من "فاغنر" لـ"ميدوزا" أنه لن يتم نقل جثامين الضحايا إلى روسيا إلا في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، نظراً لاستمرار الاحتجاجات على خلفية انتخابات مجلس دوما (نواب) موسكو التي جرت في سبتمبر/ أيلول الماضي.
من جهته، ذكّر مصدر مطلع على التقارب الروسي مع حفتر بأن هذا الأخير لجأ إلى روسيا بعد بدئها عملية عسكرية في سورية عام 2015 "أبهرته هو ومحيطه"، واعداً بعقود النفط والسكك الحديدية والطرق السريعة "وكل ما تريدونه" مقابل توفير الأفراد والسلاح ومنع تمرير أي قرار بمجلس الأمن الدولي لمدة ستة أشهر لبسط السيطرة على البلاد.
ورغم أن موسكو شككت في البداية في صدق وعود حفتر، إلا أنه تمكن من الحصول على الدعم الروسي في نهاية المطاف، لتبدأ أنباء عن وجود الروس في ليبيا تتسرب إلى الصحافة منذ عام تقريباً.
وخلال زيارته الأخيرة إلى موسكو في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، عقد حفتر محادثات مع القادة العسكريين الروس، بمن فيهم وزير الدفاع سيرغي شويغو، كما شارك في اللقاء رجل الأعمال بزي مدني والمقرب من الكرملين، يفغيني بريغوجين، الذي يعد مالكاً فعلياً لـ"فاغنر".
وأكدت مصادر "ميدوزا" أن المرتزقة بدأوا يتلقون عروضاً للقتال في ليبيا منذ شتاء 2018 -2019، وبعد بدء تقدم حفتر على طرابلس في إبريل/ نيسان الماضي، تم تداول صور لهم على شبكات التواصل الاجتماعي بضع مرات. لكن على عكس سورية، لم تتمكن روسيا من التوصل إلى اتفاق بشأن تعاون واسع النطاق مع حفتر الذي يتلقى أيضاً دعماً من مصر والسعودية، وبذلك لا يعتمد كثيراً على شركائه الروس، وفق مصدر مقرب من المحادثات الروسية الليبية.