"لا تخف عندما تملك حلما، ولا تشغل نفسك أبدا بالفشل، يجب أن تستمر في طريقك دون خوف، المهم أن تحاول حتى النهاية"، بهذه الكلمات بدأ كريس كولمان حديثه بعد الفوز الكبير والمهم الذي حققه منتخب ويلز على بلجيكا، ليضرب بيل ورفاقه موعدا مع التاريخ، عندما يلتقون البرتغال في نصف النهائي، خلال بطولة مفتوحة أمام كل السيناريوهات الممكنة.
منتخب الفريق
تضم بلجيكا عددا كبيرا جداً من اللاعبين المميزين، مع فاصل مستمر من أصحاب المهارات، لكن دون أدنى رابط جماعي، فمارك فيلموتس فشل تماما في إيجاد توليفة متكاملة لهذا الجيل الرائع، لينتج مجموعة لا تجيد الضغط، بالإضافة إلى وجود مساحات شاسعة في الخطوط وبينها، بسبب ابتعاد لاعبي الهجوم عن خط الدفاع، واستحالة تغطية هذا الكم من الفراغات عن طريق ثنائي الارتكاز، في مباراة أعادت إلى الأذهان هزيمة البلجيك أمام الطليان في افتتاحية اليورو.
في المقابل، أبدع كولمان في صناعة فريق جماعي رفيع المقام، من خلال اللعب بأكثر من تكتيك خلال المباراة الواحدة، البدء بـ3-4-2-1، ثم تحويلها إلى 3-5-2 بصعود بيل إلى الهجوم، ولعب رامسي كصانع لعب بعد التأخر بهدف، ليحصل الويلزيون على الأفضلية المطلقة، واستغلال ضعف الجبهة اليمنى للخصم، مع انطلاقات تايلور على اليسار، ليقدم الفريق مباراة محكمة، بحماية مرماهم من الأهداف عن طريق قطع كل الطرق أمام هازارد ودي بروين، ومن ثم إنهاء الأمور عن طريق اللعب الهجومي القائم على التحولات.
الفرق المميزة لديها الرغبة في السيطرة، حينما تهاجم، يجب أن تبقى على مسافة متوازنة، توقيت مناسب، وطرق صحيحة لالتقاط الكرة من جديد، وإذا لم تنجح في ذلك، فالكرة التي تقدمها ستفقد الكثير من التناغم والانسجام، وهذا هو الفرق باختصار بين منتخبي بلجيكا وويلز، الأول مجموعة بلا نظام، أما الآخر فتشعر أثناء مراقبتهم أنك في حضرة فريق حقيقي لكرة القدم.
ثنائية رائعة
سجل روبسون كانو هدفا على طريقة كرويف في المباراة الأخيرة، ولعب دافيز وأشلي ويليامز مباراة كبيرة دفاعيا، مع فتح الأطراف عن طريق تايلور وكريس جونتلر، كذلك كان هناك دور محوري ورئيسي للنجم غاريث بيل، اللاعب الذي بدأ المباراة كلاعب وسط مائل للطرف، لكنه تحول في كثير من الأحيان إلى مهاجم صريح، يحصل على المساحة خلف كانو، ويتقدم إلى منطقة الجزاء.
رامسي هو الآخر كان من نجوم المباراة إذا لم يكن نجمها الأول، فلاعب آرسنال يقوم بالربط بين خط المنتصف ولاعبي الثلث الهجومي. وحصل أرون على ما يريده مع كولمان، عندما وجد الطريقة المناسبة للاستفادة من قدراته، بالقطع المتواصل عموديا، وصناعة أكبر عدد من الفرص، لدرجة أنه قام بعمل 4 أسيست في النسخة الحالية من المسابقة الأوروبية.
أرقام مبهرة أمام بلجيكا، 2 أسيست و6 فرص مع 7 عرضيات، إنه رامسي الذي يتواجد في كل مكان بالملعب، في العمق وعلى الرواق، ليأتي غيابه عن مباراة البرتغال بمثابة الكابوس المرعب، خصوصا أنه يساند بيل وكانو كثيرا، من خلال تمريراته لهما، وتحركاته التي تخلق حيزا أكبر للابتكار. لكن مع كل هذا التألق من هؤلاء النجوم، يبقى جوي ألين همزة الوصل الحقيقية في هذه الكتيبة الويلزية!
تشافي ويلز
بدأ ألين مسيرة تألقه الحقيقية مع سوانزي ثم ليفربول أيام براندن رودجرز، المدرب الذي له فضل كبير على اللاعب، أكثر بمراحل من مدربه الحالي يورغن كلوب. ألين، لاعب ذكي للغاية، مثال للقدرة التقنية في كرة القدم هذه الأيام، كان بمثابة الرهان الذكي من رودجرز حينما راهن عليه، لأنه يمتاز بقدرة كبيرة على التمرير والحفاظ على الكرة، كذلك يضغط بشكل مثالي ويتمركز في المساحات الشاغرة داخل المستطيل الأخضر، هو لاعب مفيد لأي فريق سواء كان دفاعيا أم هجوميا.
يمرر جوي ويتحرك ليحصل على مكان آخر ويتيح لزميله زوايا تمرير أكثر، ويصعد من الوسط إلى نصف ملعب الخصم، مع الحفاظ على أبجدية التمركز، من خلال التغطية المستمرة خلف رفاقه، فيتحول سريعا إلى اليمين في حالة صعود الظهير، ويعود قليلا للخلف للمساهمة في بناء الهجمة، مع صعود للأمام ليكون قريبا من رامسي.
لذلك ألين مميز في اللعب بالكرة وبدونها، قوي أثناء الحيازة وذكي في التحرك بدون جوهر اللعبة، يستطيع اللعب كلاعب ارتكاز مساند حول الدائرة بالإضافة إلى قوته في التمركز كريشة للوسط حينما تتحول طريقة اللعب إلى الجوهرة، لدرجة أن الجمهور الويلزي أطلق عليه لقب "تشافي ويلز" وبدأت المقارنات تتسع، هل ألين هو تشافي أم بيرلو ويلز!؟
الأساس
خطف بيل النجومية في بداية البطولة، وعاد رامسي بقوة في آخر 3 مباريات ليكون هو اللاعب الأكثر تميزا، لكن ما يجعل ألين مختلفا أنه صاحب مستوى ثابت في كل مباريات ويلز، ليؤكد أنه حجر الأساس الرئيسي في تكتيك المدرب كريس كولمان. فمنتخب مثل بلجيكا يضم هازارد، دي بروين، لوكاكو، كاراسكو وأسماء أخرى، لكن ينقصه دائما لاعب وسط يعرف كيف يقوم بتحريك كل هؤلاء أمامه، ما يتقنه بشدة جوي ألين.
صنع ألين هدفا في البطولة، ولا يملك اللاعب أفضل أرقام في عالم الإحصاءات، لكنه يضيف الجانب الأهم، الخاص بالتوازن الخططي داخل توليفة مدربه، فمستوى جوي الرائع يسمح لدفاعه بالانتشار أفضل بشكل عرضي، بينما يعطي هجومه حلولا أكبر في الأمام، لذلك يعتبر هذا اللاعب جزءا لا يتجزأ من نجاحات كولمان.
ما قدمه دينامو ويلز في الفترة الماضية يجعله لاعبا بمواصفات خاصة، ويؤكد للجميع من خلال منتخب بلاده أنه يستحق دورا أكبر في الفترة القادمة مع فريقه ليفربول، لكن كل شيء لم ينته بعد، فرغم أن كفة البرتغال أرجح في الطريق نحو النهائي، إلا أن ويلز أثبتت في هذه النسخة أن المستحيل خارج قاموسهم الكروي!
اقــرأ أيضاً
منتخب الفريق
تضم بلجيكا عددا كبيرا جداً من اللاعبين المميزين، مع فاصل مستمر من أصحاب المهارات، لكن دون أدنى رابط جماعي، فمارك فيلموتس فشل تماما في إيجاد توليفة متكاملة لهذا الجيل الرائع، لينتج مجموعة لا تجيد الضغط، بالإضافة إلى وجود مساحات شاسعة في الخطوط وبينها، بسبب ابتعاد لاعبي الهجوم عن خط الدفاع، واستحالة تغطية هذا الكم من الفراغات عن طريق ثنائي الارتكاز، في مباراة أعادت إلى الأذهان هزيمة البلجيك أمام الطليان في افتتاحية اليورو.
في المقابل، أبدع كولمان في صناعة فريق جماعي رفيع المقام، من خلال اللعب بأكثر من تكتيك خلال المباراة الواحدة، البدء بـ3-4-2-1، ثم تحويلها إلى 3-5-2 بصعود بيل إلى الهجوم، ولعب رامسي كصانع لعب بعد التأخر بهدف، ليحصل الويلزيون على الأفضلية المطلقة، واستغلال ضعف الجبهة اليمنى للخصم، مع انطلاقات تايلور على اليسار، ليقدم الفريق مباراة محكمة، بحماية مرماهم من الأهداف عن طريق قطع كل الطرق أمام هازارد ودي بروين، ومن ثم إنهاء الأمور عن طريق اللعب الهجومي القائم على التحولات.
الفرق المميزة لديها الرغبة في السيطرة، حينما تهاجم، يجب أن تبقى على مسافة متوازنة، توقيت مناسب، وطرق صحيحة لالتقاط الكرة من جديد، وإذا لم تنجح في ذلك، فالكرة التي تقدمها ستفقد الكثير من التناغم والانسجام، وهذا هو الفرق باختصار بين منتخبي بلجيكا وويلز، الأول مجموعة بلا نظام، أما الآخر فتشعر أثناء مراقبتهم أنك في حضرة فريق حقيقي لكرة القدم.
ثنائية رائعة
سجل روبسون كانو هدفا على طريقة كرويف في المباراة الأخيرة، ولعب دافيز وأشلي ويليامز مباراة كبيرة دفاعيا، مع فتح الأطراف عن طريق تايلور وكريس جونتلر، كذلك كان هناك دور محوري ورئيسي للنجم غاريث بيل، اللاعب الذي بدأ المباراة كلاعب وسط مائل للطرف، لكنه تحول في كثير من الأحيان إلى مهاجم صريح، يحصل على المساحة خلف كانو، ويتقدم إلى منطقة الجزاء.
رامسي هو الآخر كان من نجوم المباراة إذا لم يكن نجمها الأول، فلاعب آرسنال يقوم بالربط بين خط المنتصف ولاعبي الثلث الهجومي. وحصل أرون على ما يريده مع كولمان، عندما وجد الطريقة المناسبة للاستفادة من قدراته، بالقطع المتواصل عموديا، وصناعة أكبر عدد من الفرص، لدرجة أنه قام بعمل 4 أسيست في النسخة الحالية من المسابقة الأوروبية.
أرقام مبهرة أمام بلجيكا، 2 أسيست و6 فرص مع 7 عرضيات، إنه رامسي الذي يتواجد في كل مكان بالملعب، في العمق وعلى الرواق، ليأتي غيابه عن مباراة البرتغال بمثابة الكابوس المرعب، خصوصا أنه يساند بيل وكانو كثيرا، من خلال تمريراته لهما، وتحركاته التي تخلق حيزا أكبر للابتكار. لكن مع كل هذا التألق من هؤلاء النجوم، يبقى جوي ألين همزة الوصل الحقيقية في هذه الكتيبة الويلزية!
تشافي ويلز
بدأ ألين مسيرة تألقه الحقيقية مع سوانزي ثم ليفربول أيام براندن رودجرز، المدرب الذي له فضل كبير على اللاعب، أكثر بمراحل من مدربه الحالي يورغن كلوب. ألين، لاعب ذكي للغاية، مثال للقدرة التقنية في كرة القدم هذه الأيام، كان بمثابة الرهان الذكي من رودجرز حينما راهن عليه، لأنه يمتاز بقدرة كبيرة على التمرير والحفاظ على الكرة، كذلك يضغط بشكل مثالي ويتمركز في المساحات الشاغرة داخل المستطيل الأخضر، هو لاعب مفيد لأي فريق سواء كان دفاعيا أم هجوميا.
يمرر جوي ويتحرك ليحصل على مكان آخر ويتيح لزميله زوايا تمرير أكثر، ويصعد من الوسط إلى نصف ملعب الخصم، مع الحفاظ على أبجدية التمركز، من خلال التغطية المستمرة خلف رفاقه، فيتحول سريعا إلى اليمين في حالة صعود الظهير، ويعود قليلا للخلف للمساهمة في بناء الهجمة، مع صعود للأمام ليكون قريبا من رامسي.
لذلك ألين مميز في اللعب بالكرة وبدونها، قوي أثناء الحيازة وذكي في التحرك بدون جوهر اللعبة، يستطيع اللعب كلاعب ارتكاز مساند حول الدائرة بالإضافة إلى قوته في التمركز كريشة للوسط حينما تتحول طريقة اللعب إلى الجوهرة، لدرجة أن الجمهور الويلزي أطلق عليه لقب "تشافي ويلز" وبدأت المقارنات تتسع، هل ألين هو تشافي أم بيرلو ويلز!؟
الأساس
خطف بيل النجومية في بداية البطولة، وعاد رامسي بقوة في آخر 3 مباريات ليكون هو اللاعب الأكثر تميزا، لكن ما يجعل ألين مختلفا أنه صاحب مستوى ثابت في كل مباريات ويلز، ليؤكد أنه حجر الأساس الرئيسي في تكتيك المدرب كريس كولمان. فمنتخب مثل بلجيكا يضم هازارد، دي بروين، لوكاكو، كاراسكو وأسماء أخرى، لكن ينقصه دائما لاعب وسط يعرف كيف يقوم بتحريك كل هؤلاء أمامه، ما يتقنه بشدة جوي ألين.
صنع ألين هدفا في البطولة، ولا يملك اللاعب أفضل أرقام في عالم الإحصاءات، لكنه يضيف الجانب الأهم، الخاص بالتوازن الخططي داخل توليفة مدربه، فمستوى جوي الرائع يسمح لدفاعه بالانتشار أفضل بشكل عرضي، بينما يعطي هجومه حلولا أكبر في الأمام، لذلك يعتبر هذا اللاعب جزءا لا يتجزأ من نجاحات كولمان.
ما قدمه دينامو ويلز في الفترة الماضية يجعله لاعبا بمواصفات خاصة، ويؤكد للجميع من خلال منتخب بلاده أنه يستحق دورا أكبر في الفترة القادمة مع فريقه ليفربول، لكن كل شيء لم ينته بعد، فرغم أن كفة البرتغال أرجح في الطريق نحو النهائي، إلا أن ويلز أثبتت في هذه النسخة أن المستحيل خارج قاموسهم الكروي!