ما زالت المعركة حامية بين الأطباء وذراع الدولة المصرية المتمثل في وزارة الداخلية، بسبب اعتداءات على أطباء مستشفى المطرية من أمناء الشرطة على خلفية رفضهم تزوير تقرير طبي لهم. ويتزامن مع هذه المعركة، تشويه إعلامي يبدو متعمدًا بشكل كبير، بدأ من برامج "التوك شو" ومرورا بأخبار الحوادث في المواقع بشكل شبه يومي، إذ يأخذ الإعلام طرف النظام متمثلا بوزارة الداخلية، ضد الأطباء.
ومع تزايد "الحالات الفردية" لاعتداءات أمناء الشرطة، كما يحلو للنظام تسميتها، لوحظ اهتمام إعلامي أكبر بـ"الحالات الجماعية" لأخطاء الأطباء، خاصةً من جانب الإعلاميين وائل الإبراشي ومحمد الغيطي وأحمد موسى وعزمي مجاهد، الذين قرروا التركيز على "الإهمال الطبي في المستشفيات" في معظم محافظات مصر، وذلك عقب تمسك مجلس نقابة الأطباء بحقها في الدفاع عن نفسها ضد اعتداءات الأمن المصري المتكررة.
الإبراشي، قرر التركيز على حادثة وقعت بمستشفى "الفرافرة العام" وأجرى اتصالا هاتفيا مع مدير المستشفى الدكتور صالح الطحان، فنشبت بينهما مشادة كلامية، بعد رفض المستشفى إجراء عملية الولادة لإحدى السيدات وتحويلها لمستشفى الداخلة التي تبعد بمسافة 300 كيلو عن مستشفى "الفرافرة"، ما فسره الدكتور صالح قائلًا: "مستشفى الفرافرة ليس بها سوى مساعد طبيب ويوجد عجز في الأطباء".
ولم يفوت موقع "اليوم السابع" الفرصة، وكتب عن نفس الحادث في تقرير مطول، كان عنوانه "والد فتاة استعان بالشرطة لإنقاذ ابنته من تعنت طبيب مستشفى الفرافرة: استعنت بالشرطة لإلزام الطبيب على توليد ابنتي ولم يفعل.. وأكثر من 10 حالات ولادة وإجهاض ونزيف لرفض الطبيب علاجهن".
ومع رصد أيام عادية جداً في سلسة أخبار الحوادث في موقع جريدة "اليوم السابع"، يلاحظ استبدال كلمة "عاطل" التي كانت تسبق أي تهمة، بكلمة "طبيب"، فعلى سبيل مثال هذه العناوين "ضبط شبكة دعارة بينهم طبيب بالمنصورة"، "الحبس سنة مع الشغل لطبيب بتهمة ممارسة الشذوذ بقصر النيل"، "ضبط 3 أطباء بالسويس هاربين من حكم قضائي في قضية إهمال طبي". كذلك، كتب موقعا "المصري اليوم" و"دوت مصر" خبراً بعنوان "حبس طبيب ألقى خطيب ابنته من الطابق الرابع في الشيخ زايد".
من جهةٍ أخرى، استمر الإعلامي عزمي مجاهد في مهاجمة الأطباء بسبب موقفهم من أمناء الشرطة قائلاً "ما تفعلونه الآن، يزيل عنكم صفة ملايكة الرحمة، فالطب لديكم أصبح استثمار، كل المتمردين على الدولة كانوا في الوقفة".
أما الإعلامي محمد الغيطي فقال عن الأطباء "نص أعضاء النقابة إخوان يرفعون شعارات الإرهابيين، وأساءني شعار الداخلية بلطجية". كما استكمل موقع "اليوم السابع" وبعض المواقع الأخرى تغطيتها واهتمامها بإهمال الأطباء فنشر خبر عنوانه "الإهمال الطبي عرض مستمر.. طبيبان يتركان "فوطتين" داخل بطن مريضة". وخبر آخر عنوانه: "بالفيديو.. ضحية جديدة للإهمال بالفرافرة.. أميرة أصيبت بنزيف في الرحم والطبيب رفض علاجها، وفي مواجهة واضحة لطرفي الصراع". كما نشر نفس الموقع خبر "أمين شرطة يتهم طبيب بالمنصورة بالإهمال أثناء إجراء جراحة لزوجته"، فيما نشرت وكالة أنباء الشرق الأوسط خبراً عنوانه: سنة مع الشغل لطبيبة بالغربية "تسببت في انفجار رحم أم ووفاة جنينها".
في ذات السياق استمر الإعلامي وائل الإبراشي، في عرض كل ما يخص الإهمال الطبي في مصر، فعرض فيديو لأسرة كادت أن تدفن ابنتها وهي ما زالت على قيد الحياة، بسبب "تشخيص خاطئ لطبيب مستشفى الشاطبي الجامعي".
اقرأ أيضاً: #الدرب_الأحمر... ليلة هتفت فيها منصات التواصل "الداخلية بلطجية"