سيكون الاستاد الوطني في العاصمة التشيلية سانتياغو مسرحاً لأولى مباريات الدور ربع النهائي لبطولة كأس "كوبا أميركا" لكرة القدم، التي تستضيفها تشيلي بالذات، حتى الرابع من الشهر المقبل، حيث يلتقي فجر غد الخميس منتخب تشيلي صاحب الأرض والجمهور مع نظيره المنتخب الأوروغواياني حامل اللقب، في مواجهة نارية تجمع المنتخبين الطامحين للمضي قدماً في البطولة القارية الأعرق في العالم.
وتحمل هذه المواجهة أهدافا خاصة لكلا المنتخبين، حيث يعدان من المنتخبات المرشحة للتتويج باللقب القاري، لذلك فإن المنتخب التشيلي يضع نصب عينيه تحقيق الفوز ولا شيء سواه، لأنه يريد الاستمرار في مسيرته نحو النهائي، والتتويج باللقب الغائب عن خزائنه، في حين أن منتخب أوروغواي يضع نفس الهدف أمامه من أجل المضي قدماً نحو النهائي والحفاظ على لقبه.
تشيلي جاهزة
ويسعى منتخب تشيلي الذي يدخل هذه المباراة منتشيا بفوزه الكبير في الجولة الأخيرة من دور المجموعات على بوليفيا بخماسية نظيفة، للاستفادة من عامل الأرض والجمهور الذي سيملأ جنبات الاستاد الوطني من أجل تشجيع ومؤازرة "لا روخا" اللاتيني.
وقدم المنتخب التشيلي مستويات متفاوتة في الدور الأول، فبعد فوزه الأول على الإكوادور في مباراة الافتتاح بهدفين نظيفين، تعادل مع المكسيك في المباراة الثانية بثلاثة أهداف لكل منهما، قبل أن يحقق فوزا لافتا وكاسحا على بوليفيا بخماسية نظيفة، ليتأهل عن جدارة واستحقاق للدور ربع النهائي في صدارة المجموعة الأولى.
وتعي تشيلي أن منتخب الأوروغواي منافسها في ربع النهائي لن يكون سهلاً، كونه يمتلك الخبرة الكافية، علاوة على أنه يضم في صفوفه عددا من النجوم، لذلك فإنها ستعطي هذه المباراة أهمية كبيرة تليق بمكانتها.
وستستفيد تشيلي من التحسن التدريجي في مستويات لاعبيها من مباراة لأخرى، إلى جانب القوة الهجومية التي يتمتع بها المنتخب التشيلي الذي أنهى الدور الأول كأكثر منتخب صاحب سجل هجومي بعشرة أهداف، بالإضافة إلى جمالية الأداء وجماعيته من قبل لاعبيه.
وسيكون نجوم تشيلي وفي مقدمتهم فيدال إلى جانب أليكسيس سانشيز وإدواردو فارغاس، في مهمة خاصة للثأر من الأوروغواي، التي أطاحت بمنتخب بلادهم من الدور نصف النهائي في نسخة بطولة عام 1999 وحرمتهم من الوصول للنهائي، بعد أن فازت عليها بركلات الترجيح (5-3) بعد تعادلهما (1-1) في الوقتين الأصلي والإضافي، علما أن الأوروغواي بالذات كانت قد حرمت تشيلي من لقبها الأول في تاريخ "كوبا أميركا"، عندما فازت عليها في نهائي نسخة 1987.
أوروغواي تتحفز
وعلى الرغم من أن منتخب أوروغواي تأهل بصعوبة للدور ربع النهائي، بعدما احتل المركز الثالث في مجموعته، إثر فوزه بهدف على جامايكا، وخسارته بمثله أمام الأرجنتين قبل أن يتعادل مع باراغوي، إلا أنه يبقى مرشحا للوصول لأبعد نقطة في البطولة، والمنافسة على الكأس والاحتفاظ بلقبه.
ولن يكون منتخب أوروغواي لقمة سائغة أمام تشيلي، فعلاوة على أنه يمتلك خطا دفاعيا قويا يزعج أي منافس، فإنه منتخب يتمتع بالانضباط والقوة والشخصية التي يجسدها عند ملاقاة أي منتخب.
ويملك المنتخب الأوروغواياني سجلا حافلا بالتاريخ والألقاب في البطولة الحالية، وهو الأمر الذي يقلق الجماهير التشيلية التي تخشى على منتخبها من السقوط أمام الأوروغواي، لكنها تبقى متفائلة بقوة ومتانة منتخبها لتحقيق الحلم التشيلي.
وتريد الأوروغواي بقيادة نجومها كافاني ودييغو رولان ودييغو غودين الوصول لأبعد من ربع النهائي، حتى المباراة النهائية، والتتويج باللقب للحفاظ عليه، وتحقيق اللقب الـ 16 في تاريخها.
بالتخصص
وتشير الإحصائيات إلى أن منتخب أوروغواي يعد من أكثر المنتخبات قهرا وفوزا للمنتخبات المضيفة في بطولات "كوبا أميركا"، حيث بات هذا المنتخب بمثابة هاجس مقلق لأصحاب الأرض، لأنه بالتخصص ينجح في إخراجهم وإقصائهم من البطولة.
وسجل المنتخب الأوروغواياني نتائج لافتة ضد المنتخبات التي لعب ضدها واستضافت بطولات "كوبا أميركا"، حيث كان المنتخب الوحيد الذي نجح في إقصاء أصحاب الأرض.
وفي نسخة بطولة "كوبا أميركا" عام 1999، نجح المنتخب الأوروغواياني في إقصاء باراغوي التي استضافت تلك البطولة، قبل أن يكرر ذلك في نسخة عام 2007 عندما أخرج فنزويلا المستضيفة، وعاد مرة أخرى في النسخة الماضية وأخرج الأرجنتين في نسخة 2011.
تفوق تاريخي
وما سيقلق منتخب تشيلي إلى جانب تخصص أوروغواي في إقصاء أصحاب الأرض، هو السجل التاريخي للمواجهات بين المنتخبين، حيث يتفوق الأوروغواي في عدد مرات الفوز في المباريات التي التقوا فيها بـ43 مرة، بينما فازت تشيلي في 16 فقط، في حين سجل التعادل في 18 مرة فقط، في الوقت الذي التقى فيها المنتخبان في بطولات "كوبا أميركا" 28 مرة، كان الفوز أيضا من نصيب أوروغواي في 18 مرة، بينما سجلت تشيلي الفوز في 6 مرات، وحسم التعادل المواجهات في 4 مرات.
والأمر الأكثر قلقا لتشيلي، هي أن الأخيرة لم تستطع تجاوز عقبة الأوروغواي في بطولات "كوبا أميركا" منذ العام 1983، حيث فازت أوروغواي مرتين وتعادل المنتخبان مرتين أيضاً.
وإلى جانب القلق التشيلي، يبدو التفاؤل أيضاً لأن آخر فوز يعود لتشيلي على أوروغواي، كان في نسخة العام 1983 على الاستاد الوطني بالعاصمة التشيلية بالذات، وهو الأمر الذي قد يكون فأل خير للتشيليين.
التشكيل المحتمل
تشيلي: كلاوديو برافو، وغاري ميدل، وغونزالو خارا، وماوريثيو ايسلا، وإيغينيو مينا، وتشارليز ارانغيز، ومارثيلو دياز، وارتورو فيدال، وخورخي فالديفيا، وإدواردو فارغاس وألكسيس سانشيز.
أوروغواي: فرناندو موسليرا، وماكسي بيريرا، ودييغو غودين، وخوسيه ماريا خيمنيز وخورخي فوسيلي، وكارلوس سانشيز، وايخيدو اريبالو ريوس، والبارو غونزاليس، ونيكولاس لودريو، ودييغو رولان، وإدينسون كافاني.