تستمر مراسم تشييع ضحايا تفجيرات سريلانكا الذين ارتفع عددهم إلى 359 قتيلاً وسط حداد وطني في البلاد، وهذه الحصيلة غير نهائية ومرشحة للارتفاع لأن حالة أعداد من الجرحى الذين قُدّر عددهم بنحو 500 مصاب جروحهم خطيرة.
وذكرت الشرطة السريلانكية اليوم الأربعاء أن ارتفاع حصيلة قتلى التفجيرات مرده إلى وفاة بعض المصابين متأثرين بجروحهم.
وكان معظم الذين لقوا حتفهم في الهجمات مواطنين سريلانكيين وعددهم 283 قتيلاً، كذلك أعلن مسؤولون حكوميون أمس الثلاثاء أن حصيلة الرعايا الأجانب بين القتلى بلغت 38 مع وجود 14 آخرين في عداد المفقودين.
وذكر رئيس أساقفة كولومبو، الكاردينال مالكولم رانجيث، أمس، إن 110 أشخاص على الأقل قتلوا في كنيسة القديس سيباستيان وحدها. وتتواصل مراسم التشييع تباعاً في سريلانكا، بعد أن أقيم تشييع جماعي لثلاثين جثماناً أمس دُفنوا في مقبرة جماعية واحدة.
— vnews.mv (@vaavu) ٢٣ أبريل ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وتتابع وسائل الإعلام المحلية والعالمية نشر قصص الضحايا ومعلومات عنهم، وذكرت "أسوشييتد برس" أن الطاهية السريلانكية المشهورة كانت أولى الضحايا اللاتي أعلن عنهن في تفجير فندق لاشنغريلا في كولومبو، وتدعى شانتها مايادون، وقتلت معها ابنتها نيسانغا مايادون. وذكرت وسائل الإعلام أن ابنتها نشرت صورة على "فيسبوك" قبل وقت قصير من الانفجار وعنونتها "إفطار عيد الفصح مع عائلتي".
عائلة الطاهية السريلانكية شانتها مايادون قضت بالتفجيرات (فيسبوك) |
وذكر أن خمسة من ضحايا الهجوم على فندق سينامون غراند كانوا موظفيه. في حين أن أسرة سريلانكية من خمسة أفراد قُتلوا جميعهم في كنيسة سانت أنطوني، وهم الأب ك. بيراثاب، وزوجته أناشدي (35 عاماً) والابنتان أنتينا (7 سنوات) وأبريانا (11 عاماً)، والابن الرضيع (11 شهراً). وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن العائلة ذهبت يوم عيد الفصح للعبادة في مزاج احتفالي بعد أن اشتروا عربة يد جديدة للصغير.
وخيم الحزن على مدينة باتيكالوا، وهي عاصمة المحافظة المنكوبة في سريلانكا. وذكرت تقارير صحافية أن صور ضحايا التفجيرات ألصقت في كل مكان وعند كل زاوية، بينهم صور الأطفال يبتسمون وهم بلباس العيد، وكتبت عليها تواريخ ميلادهم ووفاتهم. وتركت أكاليل من الزهور الوردية عند قبور حفرت للتو لبعض الأطفال.
وكنيسة صهيون في المدينة تعرضت للهجوم هي الأخرى، وشارك الأطفال في صلاة العيد يوم الأحد الماضي، وخرج بعضهم لتناول الوجبات الخفيفة، وبعد فترة وجيزة وقع الانفجار.
— Gee.Manoharan (@Geerthanshan) ٢٢ أبريل ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
— கரிகாலன் garikaalan (@garikaalan) ٢١ أبريل ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
شارك في صلاة العيد في الكنيسة التابعة للبروتستانت والتي تبعد 314 كلم عن العاصمة كولومبو نحو 300 شخص، قُتل منهم على الفور 26 شخصاً وأصيب نحو مائة بجروح.
وكان من بين القتلى ابن القس غانيشامورثي ثيروكوماران، الذي أخبر الصحافة لاحقاً أنه هو الذي استقبل المهاجم المشتبه به في الكنيسة. وقال: "لم يكن وجهًا مألوفًا في الكنيسة لكنني طلبت منه أن يدخل ويجلس، وبعد لحظات انفجرت القنبلة".
— கரிகாலன் garikaalan (@garikaalan) ٢٣ أبريل ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وأعلنت السلطات السريلانكية أمس الثلاثاء أن 38 أجنبياً قُتلوا في التفجيرات من 10 دول.
وذكر مسؤول حكومي في سريلانكا لوكالة "رويترز" إن خمسة أعضاء من حزب "جاناتا دال" العلماني الهندي قُتلوا في التفجيرات، وكانوا في استراحة بعد الانتخابات العامة في الهند، في حين أن عضوين آخرين في عداد المفقودين. وكان جميعهم يقيمون في فندق شانغريلا في كولومبو. في حين ذكرت الأنباء أن إجمالي الضحايا من الجنسية الهندية بلغ عشرة أشخاص.
وأوضحت وزارة الخارجية الإسبانية مقتل اثنين من مواطنيها، هما رجل وامرأة دون تقديم تفاصيل. وأشارت إلى أن السفارة الإسبانية في الهند تحاول الحصول على شهادتي وفاة للضحيتين.
كذلك أشارت وزارة الخارجية الأميركية أن أربعة مواطنين أميركيين على الأقل قُتلوا في هجمات سريلانكا، بحسب وكالة "فرانس برس". ونقلت عن مسؤول في الوزارة لم يذكر اسمه "إن عدة مواطنين أميركيين آخرين أصيبوا بجروح خطيرة في الهجوم على الكنائس والفنادق الفخمة".
يشار إلى أن سريلانكا شهدت ثمانية تفجيرات يوم 21 إبريل/نيسان الجاري، وأعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" مسؤوليته عنها، وقع أربعة منها بالتوقيت ذاته عند الساعة 8:45 في كل من كنيستي سان سيباستيان وسان أنطونيو وفي فندقي شانغريلا وكينغسبيري في كولومبو. تبعها بعد خمس دقائق انفجار في "سينامون غراند أوتيل" في العاصمة أيضاً، ثم تفجير بعد خمس دقائق في كنيسة صهيون في باتيكالوا وتبعد أكثر من 300 كلم عن العاصمة. أما التفجير السابع وقع عند الساعة 1.45 في أوتيل "تروبيكال إن"، وتبعه الثامن في ديماتاغودا في العاصمة.
(وكالات)