مع قرب موعد الانتخابات البرلمانية في العراق، والمقرر أن تجري في الثاني عشر من مايو/أيار المقبل، تتصاعد حدّة الصراع الانتخابي في محافظة كركوك (شمالاً) بين الأحزاب الكردية التي تسعى إلى العودة لحكم المحافظة عن طريق بوابة الانتخابات، وخصومها من العرب والتركمان.
وأكّد مصدر في مكتب مفوضية الانتخابات في كركوك، اليوم السبت، أنّ التهيئة لإجراء الانتخابات هناك تسير بشكل طبيعي في غالبية مدن ومناطق المحافظة، مستدركاً "لكن تواجهنا مشاكل في مناطق جنوب وجنوب غرب كركوك بسبب الهجمات المتكررة التي يشنها تنظيم داعش، وعدم اكتمال عودة النازحين".
وأضاف المصدر، في حديث مع "العربي الجديد"، أنه "على الرغم من عدم انطلاق الحملة الانتخابية إلا أن التنافس يبدو محموماً بين القوى السياسية بكركوك"، مبيناً أن المفوضية رصدت عدداً من المخالفات التي تضمنت نشر صور لبعض المرشحين في الشوارع والأرصفة.
ولفت إلى أنّ "مكتب المفوضية في كركوك أعلن في أكثر من مناسبة استعداده لإجراء الانتخابات في المحافظة"، مبيناً أنّ "قرار إجراء الانتخابات هناك مرهون بقرارات السلطات العليا في بغداد".
إلى ذلك، أكّد القيادي في التحالف العربي بكركوك، ياسين العبيدي، أنّ تحالفه مستعد للمشاركة في الانتخابات البرلمانية، لافتاً إلى أنّ "كركوك تختلف عن بقية المحافظات بسبب ما فيها من صراع وتحدٍّ على الهوية".
وشدد العبيدي، خلال مقابلة متلفزة، على ضرورة إبقاء هوية كركوك عراقية، وإخضاعها إلى سلطة الحكومة العراقية في بغداد، مذكراً أن "مفوضية الانتخابات ألزمت نفسها أمام البرلمان والحكومة باستكمال إجراءات الانتخابات".
وتابع: "الملاحظ أنّ الوقت غير كافٍ، وعليه فإنه يجب على المفوضية أن تبحث عن آلية لاستكمال إجراء الانتخابات لأن كوادر المفوضية في المحافظة لا تستطيع أن تنجز المهمة على ما هي عليه الآن".
في المقابل، قال عضو الاتحاد الوطني الكردستاني، عمر أمين، في حديث لـ "العربي الجديد"، إنّ "جميع القوى الكردية مستعدة لخوض الانتخابات"، مبيناً أنّ "الأحزاب الكردية قررت التنسيق فيما بينها في كركوك والمناطق المتنازع عليها من أجل ضمان عدم تشتت أصوات الناخبين الأكراد".
وفي السياق، اتهم المتحدث باسم "تحالف الفتح"، محمود الربيعي، رئيس إقليم كردستان السابق، مسعود البارزاني، بمحاولة كسب رضا الجماهير المتعصبة والمتطرفة بعد فشل كل المحاولات التي خطط لها وخصوصاً الاستفتاء، مضيفاً أن "البارزاني يطلق تصريحاته بشأن استعادة السيطرة على كركوك من أجل الضغط على الحكومة لتحقيق قدر أكبر من المكاسب".
وتابع الربيعي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "مسعود البارزاني أصبح معزولاً تماماً عن بقية القوى السياسية الكردية"، موضحاً أن "البارزاني يعتقد أن الخروج من هذه العزلة يكون من خلال إثارة العواطف والشعارات العنصرية والقومية".