أثارت تصريحات رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، التي أدلى بها أمس الإثنين خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، وأكد خلالها أن "إيران تعاني من ظاهرة الإرهاب ومن مجموعة إرهابية تتخذ من الأراضي الباكستانية مقرا لها"، ضجة في البرلمان الباكستاني.
ووجه نواب من المعارضة، خلال جلسة للبرلمان عقدت اليوم الثلاثاء برئاسة نائب رئيس البرلمان قاسم سوري، انتقادات شديدة لرئيس الوزراء، بسببب تصريحاته، التي قالوا إنه أقرّ خلالها بـ"وجود جماعات مناهضة لإيران في باكستان"، ما دفع نوابا منتمين للحزب الحاكم إلى الرد، لتنشب بينهم ملاسنات وردود قوية.
وفي السياق، قال عضو البرلمان القيادي البارز في حزب "الرابطة الإسلاميةـ جناح نواز شريف" ووزير الدفاع السابق خرم دستكير، في كلمة له، إن "ما قاله خان في إيران في غاية الخطورة، لأنه اعترف بأن باكستان شكلت المجموعات الإرهابية، وأن تلك المجموعات تنشط ضد إيران من الأراضي الباكستانية، وهو موقف خطير بالنظر إلى سيادة دولتنا وأمنها القومي".
وأضاف دستكير أنه لم ير أي مسؤول باكستاني في السابق يقول ما قاله خان، لافتا أيضا إلى أنه "قبل زيارة خان لإيران بيوم واحد كان وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمود قرشي، يتهم إيران بالتدخل في شؤون بلادنا، وأمس اعترف خان بأن الأراضي الباكستانية تؤوي الجماعات الإرهابية".
كما ذكر القيادي البارز في حزب "الرابطة الإسلاميةـ جناح نواز شريف" أن "هيئة الرقابة المالية التي وضعتنا في القائمة الرمادية ستجعلنا في القائمة السوداء، لأن الاعتراف قد جاء".
بدورها، قالت القيادية في حزب الشعب الباكستاني ووزيرة الخارجية السابقة حنا رباني كهر، إن "خان بدأ يلعب بالأمن القومي الباكستاني، وقد وقف مع الرئيس الإيراني حسن روحاني ليعترف بأن مجموعات إرهابية تستهدف الأراضي الإيرانية من داخل باكستان، وهو نفسه قال سابقا إنه إذا فاز رئيس الوزراء الهندي نريندار مودي في الانتخابات فستحل قضية كشمير المتنازع عليها بين الدولتين، ومودي معروف بمواقفه ضد باكستان".
وأوضحت حنا رباني كهر: "جميعنا قلقون بشأن مستقبل البلاد.. العالم يأخذ كل تلك التصريحات، وفي ظل اتهامات متكررة لباكستان بتمويل الإرهاب، على محمل الجد".
كما انتقدت السياسية ذاتها تصريحات خان السابقة بشأن تشكيل الحكومة المؤقتة في أفغانستان كحل للمعضلة، قائلة "يتوجب علينا أن نهتم بشؤوننا، وأن لا نتدخل في شوؤن دول أخرى".
وفي رد على موقف المعارضة، قالت القيادية في الحزب الحاكم وزيرة الشؤون الإنسانية شيرين مزاري، إن "تصريحات خان فُسرت على نحو خاطئ، والمعارضة أخذت جزءا من تلك التصريحات وحذفت الجزء الثاني".
من جهته، رد القيادي في الحزب الحاكم وزير المواصلات مراد سعيد، بأن "ما فعلته الأحزاب المعارضة من أجل تدمير البلاد يكفينا لنبحث عن حل لها، وتصريحات خان لم تكن تعني ما تشير إليه المعارضة".
واضطر نائب رئيس البرلمان لرفع الجلسة بعدما شرع برلمانيون معارضون في تنفيذ اعتصام رفعوا خلاله هتافات ضد خان.