شهدت المعارك الميدانية في اليمن تصعيداً من قبل الحوثيين خلال الأيام الماضية، في ما بدا أنهم يسعون لرفع سقفهم في المفاوضات المقررة منتصف الشهر الجاري.
وأظهرت الأيام الماضية تصعيداً حوثياً في العديد من الجبهات، إذ سيطروا على مدينة دمت، وهي مديرية تتبع إدارياً محافظة الضالع، غير أنها تُحسب نوعاً ما، سياسياً على محافظة إب، باعتبارها كانت جزءاً منها في السابق، وتمثل سيطرة الحوثيين على دمت تهديداً محتملاً على المحافظات الجنوبية، التي تحررت منهم الشهور الماضية.
وفي الجزء الساحلي، سعى الحوثيون والقوات المتحالفة معهم من الموالين للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، الأيام الماضية، للتقدم في منطقة ذباب القريبة من باب المندب، والتي سقطت من أيديهم في أوائل أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، وتحدث الحوثيون الأيام الماضية عن قيامهم باستهداف بوارج حربية للتحالف، الأمر الذي لم تؤكده مصادر مستقلة أو تابعة للتحالف.
ولم تقتصر التحركات على الجبهات الداخلية، إذ عرض الحوثيون الأيام الماضية تسجيلاً مصوراً يزعمون فيه دخول منطقة "الربوعة" السعودية القريبة من الحدود مع محافظة صعدة، معقل الجماعة، الذي يتعرض بدوره لغارات بصورة شبه يومية، غير أن الحوثيين يحرصون على التحرك في مناطق حدودية وتصوير بعض المشاهد لاستخدامها في التعبئة الداخلية، على الرغم من الخسائر التي يتكبدونها هناك.
وتأتي هذه التطورات على الرغم من أن أقل من أسبوع يفصل عن الموعد الذي توقع فيه المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أن تنطلق جولة من المحادثات من الحكومة والانقلابيين، الذين لم تظهر وسائل إعلامهم مؤشرات تراجع عن موقفهم المتشائم من المحادثات القادمة.
وتفيد الأنباء بأن الحكومة قد شكلت لجنة من المقرر أن تشارك في المشاورات مع الحوثيين وحلفائهم، غير أن الأخيرين لم يعلنوا، حتى اليوم، عن تقدم في هذا الاتجاه، الأمر الذي تتعدد تفسيراته، بين من يرجعه إلى عدم جديتهم بالحوار، وبين من يرى أنه تحفظ نتيجة عدم الثقة بجدية الحكومة بالإضافة إلى رفع السقف أثناء التحضير للمفاوضات.
اقرأ أيضاً:اليمن: عين المليشيات على دمت للعودة إلى الضالع