يبدو أن المناطق الحدودية الأفغانية الباكستانية تضيق شيئاً فشيئاً على مقاتلي حركة "طالبان ـ باكستان" والجماعات المسلّحة الهاربين من المناطق القبلية الباكستانية، إثر العمليات العسكرية التي أطلقها الجيش الباكستاني، وترافقت مع مشاركة أفغانية وزيادة الغارات الأطلسية والأميركية، إضافة إلى وقوف القبائل الأفغانية ضدّ المسلّحين.
وجاء التوافق الأفغاني الباكستاني على شنّ عمليات عسكرية متضامنة ضدّ المسلحين على طرفي الحدود خلال زيارة قائد الجيش الباكستاني الجنرال راحيل شريف أفغانستان، والتي أتت مباشرة بعد الهجوم الدموي على مدرسة لأبناء العسكريين في 16 من الشهر الجاري بمدينة بيشاور، والذي أودى بحياة 149 شخصاً، معظمهم من طلاب المدرسة.
وتوجّهت أعداد كبيرة من مقاتلي حركة "طالبان" الباكستانية والجماعات المسلحة الموالية لها نحو أفغانستان، بعدما أطلقت قوات الجيش الباكستاني عملية عسكرية ضدهم في مقاطعة شمال وزيرستان في منتصف شهر يونيو/حزيران الماضي، والتي امتدت فيما بعد إلى مقاطعات قبلية أخرى.
وفي حين اختار بعض المقاتلين من حركة "أزبكستان" الإسلامية التوجه نحو الأقاليم الشمالية، كإقليم بدخشان وقندز وبغلان، لجأ مقاتلو "طالبان باكستان" ومقاتلون من فرع البنجاب إلى المناطق الحدودية الأفغانية، وبالتحديد إلى أقاليم كنر وننجرهار ونورستان في الشرق، وأقاليم خوست وبكتيا في الجنوب، وانضم بعضهم إلى حركة "طالبان أفغانستان".
ولكن هؤلاء المقاتلين يواجهون في أفغانستان مشاكل وتحديات أجبرتهم على الخروج من المناطق القبلية السهلة والتوجه نحو الجبال، أو العودة إلى باكستان مرة أخرى.
وتؤكّد المصادر القبلية في إقليمي ننجرهار وكنر الحدوديين أن طائرات أميركية بدون طيار والمقاتلات التابعة لحلف شمال الأطلسي كثفت غاراتها على المناطق القبلية الأفغانية، وركّزت على معاقل مسلّحي "طالبان باكستان"، ما أدى إلى مقتل عشرات منهم، بينهم قيادات ميدانية.
وكان زعيم حركة "طالبان باكستان" المولوي فضل الله قد نجا من غارة أميركية نُفذت في منطقة نازيان بإقليم ننجرهار، شرقي أفغانستان.
وبحسب المصادر الاستخباراتية الباكستانية، فإن طائرة أميركية بدون طيار استهدفت قبل أيام منزلاً بجوار المنزل القبلي الذي كان يوجد فيه زعيم الحركة، بالقرب من الحدود الأفغانية الباكستانية. وأسفرت الغارة عن مقتل خمسة من عناصر "طالبان".
وكانت غارة أميركية مماثلة استهدفت الأسبوع الماضي اجتماعاً للقيادات الميدانية في حركة "طالبان باكستان" في منطقة شيغل بإقليم كنر المجاور لمقاطعة باجور القبلية الباكستانية. وأوضحت مصادر أمنية أفغانية أنّ تسعة من القيادات الميدانية في الحركة لقوا حتفهم جراء الغارة.
لكن تبقى العلامة الفارقة في هذه العمليات العسكرية وقوف القبائل والعشائر الأفغانية في وجه المسلحين، الذين عبروا الحدود الباكستانية والأفغانية، وانضم بعضهم إلى حركة "طالبان أفغانستان". ولم يقف دعم هذه القبائل عند رفض المسلّحين ومعارضتهم، بل شكّلت جيوشاً قبلية للقضاء على المسلحين، وخاضت معارك ضارية معهم في مناطق مختلفة قرب الشطر الحدودي الفاصل بين الدولتين، لا سيما في إقليم كنر الجبلي. ويحاول المسلحون، بحسب مصادر قبلية لـ "العربي الجديد"، إنشاء معاقل مستقلة لهم، على غرار معاقلهم في مقاطعة شمال وزيرستان القبلية الباكستانية.
ومن أحدث المعارك التي دارت بين المسلحين وقبائل المنطقة معركة مديرية دانكام الجبلية الوعرة بإقليم كنر. وبينما تقول حركة "طالبان أفغانستان" إن مسلّحيها يخوضون معارك مع الجيش القبلي الموالي للحكومة الأفغانية، تؤكّد قبائل المنطقة أن المعارك بدأت بعد وقوف القبائل في وجه مسلّحي حركة "طالبان باكستان" ومقاتلي جماعات أخرى، ويبلغ عددهم نحو ألفي مسلح تقريباً.
وأدت المعارك الضارية التي لا تزال متواصلة منذ سبعة أيام تقريباً، إلى مقتل وإصابة العشرات من الطرفين، وعمد المسلّحون إلى إحراق نحو أربعين منزلاً للقبائل التي وقفت ضدّهم. فيما أُرسلت تعزيزات من مقاتلين من القبائل المجاورة وقوات الجيش الأفغاني إلى المنطقة لحسم المعركة.
إضافة إلى ذلك، فإن تحسين العلاقات الأفغانية الباكستانية في الآونة الأخيرة، وبالتحديد بعد زيارة الرئيس الأفغاني أشرف غني أحمد زاي لإسلام آباد، قد زاد من مشاكل مسلّحي "طالبان" على طرفي الحدود الأفغانية الباكستاني، إذ تعهدت الجارتان بالتعاون بينهما بهدف القضاء على الجماعات المسلحة التي تشكل خطراً على أمن الدولتين والمنطقة برمتها.
وقد دخل التعاون العسكري بين الدولتين إلى مرحلة جديدة بعد الهجوم الدموي الذي استهدف مدرسة لأبناء العسكريين في مدينة بيشاور، إذ توجه قائد الجيش الباكستاني مباشرة بعد الهجوم، وللمرة الثانية منذ تولي الرئيس الأفغاني أشرف غني زمام الحكم في أفغانستان، نحو كابول برفقة مدير المخابرات العسكرية الجنرال رضوان أختر، وناقش مع القيادات الأفغانية مستجدات الوضع الأمني في المنطقة، خاصة الهجوم الدموي على المدرسة.
وعلى الرغم من أن الإعلام الباكستاني أكّد أن قائد الجيش الباكستاني طالب القيادة الأفغانية بإخراج زعيم حركة "طالبان باكستان" المولوي فضل الله من أفغانستان، والتعاون مع القوات الباكستانية بهذا الشأن، غير أن مستشار رئيس الوزراء الباكستاني للأمن القومي والشؤون الخارجية سرتاج عزيز، شدّد على أنّ الطرفين اتفقا خلال الزياة بإطلاق عمليات عسكرية متضامنة على طرفي الحدود ضدّ جميع الجماعات المسلحة بلا استثناء.
ويوم الخميس الماضي، أعلنت قوات الأمن الباكستانية مقتل عدد كبير من المسلّحين خلال عملية عسكرية بمقاطعة خيبر القبلية، وأكّدت المصادر الأمنية أنّ القوات الأفغانية تعاونت مع القوات الباكستانية خلال العملية، التي أدّت إلى مقتل قيادات مهمة في حركة "طالبان ـ باكستان".
وعلى الشطر الثاني من الحدود، شنّت القوات الأفغانية بدورها عمليات ضدّ مسلحي "طالبان أفغانستان"، ما أدى إلى مقتل العشرات. وما تزال العمليات مستمرة على طرفي الحدود.
وجاء التوافق الأفغاني الباكستاني على شنّ عمليات عسكرية متضامنة ضدّ المسلحين على طرفي الحدود خلال زيارة قائد الجيش الباكستاني الجنرال راحيل شريف أفغانستان، والتي أتت مباشرة بعد الهجوم الدموي على مدرسة لأبناء العسكريين في 16 من الشهر الجاري بمدينة بيشاور، والذي أودى بحياة 149 شخصاً، معظمهم من طلاب المدرسة.
وتوجّهت أعداد كبيرة من مقاتلي حركة "طالبان" الباكستانية والجماعات المسلحة الموالية لها نحو أفغانستان، بعدما أطلقت قوات الجيش الباكستاني عملية عسكرية ضدهم في مقاطعة شمال وزيرستان في منتصف شهر يونيو/حزيران الماضي، والتي امتدت فيما بعد إلى مقاطعات قبلية أخرى.
وفي حين اختار بعض المقاتلين من حركة "أزبكستان" الإسلامية التوجه نحو الأقاليم الشمالية، كإقليم بدخشان وقندز وبغلان، لجأ مقاتلو "طالبان باكستان" ومقاتلون من فرع البنجاب إلى المناطق الحدودية الأفغانية، وبالتحديد إلى أقاليم كنر وننجرهار ونورستان في الشرق، وأقاليم خوست وبكتيا في الجنوب، وانضم بعضهم إلى حركة "طالبان أفغانستان".
ولكن هؤلاء المقاتلين يواجهون في أفغانستان مشاكل وتحديات أجبرتهم على الخروج من المناطق القبلية السهلة والتوجه نحو الجبال، أو العودة إلى باكستان مرة أخرى.
وتؤكّد المصادر القبلية في إقليمي ننجرهار وكنر الحدوديين أن طائرات أميركية بدون طيار والمقاتلات التابعة لحلف شمال الأطلسي كثفت غاراتها على المناطق القبلية الأفغانية، وركّزت على معاقل مسلّحي "طالبان باكستان"، ما أدى إلى مقتل عشرات منهم، بينهم قيادات ميدانية.
وكان زعيم حركة "طالبان باكستان" المولوي فضل الله قد نجا من غارة أميركية نُفذت في منطقة نازيان بإقليم ننجرهار، شرقي أفغانستان.
وبحسب المصادر الاستخباراتية الباكستانية، فإن طائرة أميركية بدون طيار استهدفت قبل أيام منزلاً بجوار المنزل القبلي الذي كان يوجد فيه زعيم الحركة، بالقرب من الحدود الأفغانية الباكستانية. وأسفرت الغارة عن مقتل خمسة من عناصر "طالبان".
وكانت غارة أميركية مماثلة استهدفت الأسبوع الماضي اجتماعاً للقيادات الميدانية في حركة "طالبان باكستان" في منطقة شيغل بإقليم كنر المجاور لمقاطعة باجور القبلية الباكستانية. وأوضحت مصادر أمنية أفغانية أنّ تسعة من القيادات الميدانية في الحركة لقوا حتفهم جراء الغارة.
لكن تبقى العلامة الفارقة في هذه العمليات العسكرية وقوف القبائل والعشائر الأفغانية في وجه المسلحين، الذين عبروا الحدود الباكستانية والأفغانية، وانضم بعضهم إلى حركة "طالبان أفغانستان". ولم يقف دعم هذه القبائل عند رفض المسلّحين ومعارضتهم، بل شكّلت جيوشاً قبلية للقضاء على المسلحين، وخاضت معارك ضارية معهم في مناطق مختلفة قرب الشطر الحدودي الفاصل بين الدولتين، لا سيما في إقليم كنر الجبلي. ويحاول المسلحون، بحسب مصادر قبلية لـ "العربي الجديد"، إنشاء معاقل مستقلة لهم، على غرار معاقلهم في مقاطعة شمال وزيرستان القبلية الباكستانية.
ومن أحدث المعارك التي دارت بين المسلحين وقبائل المنطقة معركة مديرية دانكام الجبلية الوعرة بإقليم كنر. وبينما تقول حركة "طالبان أفغانستان" إن مسلّحيها يخوضون معارك مع الجيش القبلي الموالي للحكومة الأفغانية، تؤكّد قبائل المنطقة أن المعارك بدأت بعد وقوف القبائل في وجه مسلّحي حركة "طالبان باكستان" ومقاتلي جماعات أخرى، ويبلغ عددهم نحو ألفي مسلح تقريباً.
وأدت المعارك الضارية التي لا تزال متواصلة منذ سبعة أيام تقريباً، إلى مقتل وإصابة العشرات من الطرفين، وعمد المسلّحون إلى إحراق نحو أربعين منزلاً للقبائل التي وقفت ضدّهم. فيما أُرسلت تعزيزات من مقاتلين من القبائل المجاورة وقوات الجيش الأفغاني إلى المنطقة لحسم المعركة.
إضافة إلى ذلك، فإن تحسين العلاقات الأفغانية الباكستانية في الآونة الأخيرة، وبالتحديد بعد زيارة الرئيس الأفغاني أشرف غني أحمد زاي لإسلام آباد، قد زاد من مشاكل مسلّحي "طالبان" على طرفي الحدود الأفغانية الباكستاني، إذ تعهدت الجارتان بالتعاون بينهما بهدف القضاء على الجماعات المسلحة التي تشكل خطراً على أمن الدولتين والمنطقة برمتها.
وقد دخل التعاون العسكري بين الدولتين إلى مرحلة جديدة بعد الهجوم الدموي الذي استهدف مدرسة لأبناء العسكريين في مدينة بيشاور، إذ توجه قائد الجيش الباكستاني مباشرة بعد الهجوم، وللمرة الثانية منذ تولي الرئيس الأفغاني أشرف غني زمام الحكم في أفغانستان، نحو كابول برفقة مدير المخابرات العسكرية الجنرال رضوان أختر، وناقش مع القيادات الأفغانية مستجدات الوضع الأمني في المنطقة، خاصة الهجوم الدموي على المدرسة.
وعلى الرغم من أن الإعلام الباكستاني أكّد أن قائد الجيش الباكستاني طالب القيادة الأفغانية بإخراج زعيم حركة "طالبان باكستان" المولوي فضل الله من أفغانستان، والتعاون مع القوات الباكستانية بهذا الشأن، غير أن مستشار رئيس الوزراء الباكستاني للأمن القومي والشؤون الخارجية سرتاج عزيز، شدّد على أنّ الطرفين اتفقا خلال الزياة بإطلاق عمليات عسكرية متضامنة على طرفي الحدود ضدّ جميع الجماعات المسلحة بلا استثناء.
ويوم الخميس الماضي، أعلنت قوات الأمن الباكستانية مقتل عدد كبير من المسلّحين خلال عملية عسكرية بمقاطعة خيبر القبلية، وأكّدت المصادر الأمنية أنّ القوات الأفغانية تعاونت مع القوات الباكستانية خلال العملية، التي أدّت إلى مقتل قيادات مهمة في حركة "طالبان ـ باكستان".
وعلى الشطر الثاني من الحدود، شنّت القوات الأفغانية بدورها عمليات ضدّ مسلحي "طالبان أفغانستان"، ما أدى إلى مقتل العشرات. وما تزال العمليات مستمرة على طرفي الحدود.