تواصلت في محافظة الإسكندرية التظاهرات الرافضة للانقلاب العسكري التي جاءت وسط أمطار وانخفاض شديد في درجة الحرارة، والتي نظمها مناصرو الشرعية والرئيس المعزول محمد مرسي في أحياء مختلفة، ضمن الفعاليات التي دعا إليها "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، تحت عنوان "هنشيل الفقر والظلم".
وعلى الرغم من الطقس السيئ الذي تشهده المدينة، منذ يوم أمس الخميس، أصر المشاركون في التظاهرات التي انطلقت صباح اليوم بمناطق الحضرة والمنتزه والرمل، على استكمال المسيرات، وطافوا الشوارع الجانبية رفضًا لحكم العسكر، وللمطالبة بالإفراج عن المعتقلين.
جاء ذلك فيما كثّفت الأجهزة الأمنية من وجودها بالشوارع والميادين العامة استعدادًا لتظاهرات اليوم، كما نشرت عددا من الأكمنة الثابتة والمتحركة بمشاركة عناصر من الجيش في مختلف المناطق وبمحيط المنشآت الحيوية ومراكز وأقسام الشرطة والسجون العمومية والبنوك وغالبية المصالح الحكومية.
رفع المحتجون شعارات رابعة العدوية وصور الرئيس محمد مرسي وشارات رابعة العدوية، مؤكدين استمرارهم في حراكهم الثوري حتى دحر الانقلاب ومحاكمة قادته والمتسببين في قتل المتظاهرين والمعتصمين السلميين، وعودة المسار الديمقراطي للبلاد.
وشهدت مسيرة انطلقت بمنطقة محرم بك مشاركة واسعة من السيدات والأطفال إلى جانب عدد من الحركات الشبابية عبر المشاركون فيها عن رفضهم لحكم العسكر. ونددوا بممارسات قوات الأمن ضد المتظاهرين، وطالبوا برحيل نظام السيسي، مؤكدين استمرار تظاهراتهم الرافضة للانقلاب العسكري وجرائمه الوحشية، مؤكدين في الوقت نفسه أنها لن تثنيهم عن مطالبهم بعودة الشرعية والقصاص لدماء الشهداء.
ودعا المتظاهرون في المسيرات التي طافت الشوارع المحيطة لـ"الاصطفاف الثوري" من أجل عودة مكتسبات ثورة 25 يناير، معربين عن استيائهم الشديد من فشل النظام الحالي برئاسة السيسي في تلبية المطالب التي خرجوا من أجلها قبل نحو خمس سنوات.
وتشهد المدينة موجة من الطقس السيئ، وانخفاضًا شديدًا في درجات الحرارة أثرت على حركة الأفراد والسيارات بعد غرق الشوارع بمياه الأمطار، وتسببت المياه المتراكمة بسبب هطول الأمطار التي استمرت طوال ساعات الليل، في إعاقة حركة المرور وأثرت على حركة المشاة بمختلف المناطق وأمام الكباري وسط شكاوى الأهالي من تعاطي السلطات المحلية مع الأزمة.
وتنطلق في الإسكندرية تظاهرات يومية بالتنسيق مع التحالف الوطني لدعم الشرعية، الذي يطلق أسبوعيا اسما جديدا على هذه التظاهرات ضمن الاحتجاجات التي تشهدها مصر منذ الانقلاب العسكري في يوليو/تموز 2013 عندما أطاح وزير الدفاع وقتها عبد الفتاح السيسي والرئيس الحالي بمحمد مرسي أول رئيس منتخب بعد الثورة التي أنهت حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك.
وعقب ذلك شنّت قوات الأمن المصرية واحدة من أشرس الحملات على رافضي الانقلاب والمعارضين ومنهم جماعة الإخوان المسلمين واعتقلت الآلاف وصدرت أحكام بالإعدام بحق المئات من بينهم مرسي وقيادات الجماعة.