تظاهر مئات من العاطلين عن العمل بمحافظة البصرة جنوب العراق الأحد، على طريق يؤدي إلى مواقع شركات نفط أجنبية للمطالبة بتوفير فرص عمل لهم، مع أن محافظتهم تضم أغنى الحقول النفطية في البلاد.
واستمرت التظاهرة عدة ساعات، قبل أن تقوم قوات الأمن بتفريقها على طريق رئيسي في مدينة البصرة (550 كلم جنوب بغداد).
واحتشد المتظاهرون من خريجي المعاهد والجامعات، أمام شركتي "نفط البصرة"، و"الحفر العراقية للآبار النفطية"، في قضاء "الزبير"، بمحافظة البصرة، وقطعوا طريقاً رئيسياً بالمحافظة، ومنعوا حركة مرور السيارات، مطالبين بتوظيفهم.
كما قطع المحتجون الطريق المؤدي الى مواقع شركتي "بريتش بتروليوم" البريطانية و"إيني" الإيطالية، في حقل الزبير ومنعوا العاملين فيها من الوصول إلى مواقعهم.
وطالب المتظاهرون بحقوقهم في الحصول على وظيفة في المشاريع النفطية، خصوصا أن سكان المناطق متضررون من انبعاثات الغازات من حقول النفط في المحافظة.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "مطالبون لا معتدون " و"خريجون وعاطلون عن العمل" وأخرى "أين حقوقنا من النفط".
كما رددوا هتافات بينها "أحزاب السلطه باطل ... نفط الزبير باكو (سرقوه) الحراميه ".
وقال جبار الساعدي، رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة البصرة -للأناضول- إن "القوات الأمنية المكلفة بحماية الشركات النفطية بقضاء الزبير، فرقت تظاهرة للعاطلين عن العمل بالقوة بسبب قطعهم طرقاً رئيسة تؤدي إلى مقار الشركات".
واستخدمت قوات الأمن، العصي وأعقاب الأسلحة في تفريق المتظاهرين، دون أن يسفر ذلك عن وقوع أية إصابات، وفق الساعدي.
وأضاف الساعدي أن "القوات الأمنية اعتقلت عدداً من المشاركين في التظاهرة، وأطلقت سراحهم بعد ساعات من احتجازهم".
وقال أحد المشاركين في التظاهرة ويدعى أحمد حسن التميمي (29 عاما) -لفرانس برس- "خرجنا اليوم وقطعنا الطريق وسوف نستمر بالتظاهر لحين تحقيق مطالبنا، وبوسعنا تنظيم أكبر من هذه التظاهرة في الأيام القادمة".
وأضاف "حصلت على شهادة هندسة حاسبات منذ أكثر من خمس سنوات ولم أجد أي عمل". وتابع "أكثر شباب أهل قضاء الزبير عاطلون عن العمل".
وأشار إلى أن "فرص العمل التي تقدمها شركات النفط تمنح لآخرين من غير محافظات، ولا أحد يلتفت إلى شباب البصرة والزبير لأنهم لا ينتمون إلى أحزاب وليس لديهم واسطات".
ويتعرض أهالي قضاء الزبير حيث يسكن التميمي، للإصابة بأمراض لأنهم قريبون من الحقول.
وتظاهرة اليوم هي الثانية بعد تظاهرة مماثلة نظمت قبل حوالى شهر دون الحصول على ما خرجوا من أجله.
وفازت شركتا "إيني" و"بريتش بتروليوم" بعقود خدمة لتطوير حقول نفط في جنوب البلاد الغنية بالنفط منذ عام 2009.
وتعاني البصرة التي تعتبر رئة البلاد الاقتصادية من نقص كبير بالخدمات ومستوى عال من العاطلين عن العمل، بسبب الفساد المستشري في مؤسسات الدولة.
وتضم المحافظة، أكبر آبار النفط العراقية، وهي حقول "القرنة 1"، و"القرنة 2"، و"الرميلة"، و"مجنون"، و"رطاوي"، و"اللحيس"، وتنتج أكثر من 2.5 مليون برميل نفطي يوميا، وهو ما يمثل 80 % من إنتاج النفط العراقي.
كما يوجد في البصرة أربعة موانئ تجارية صناعية وهي "المعقل"، و"خوز الزبير"، و"أبو فلوس"، و"أم قصر"، ويصدر العراق نحو 80% من نفطه عبرها.