"الفن سفير التغيير"، عنوان أطلقته جمعية الثقافة والفكر الحر على مجموعة فعاليات فنية تم عرضها في قاعة الهلال بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، تحاكي واقع الشباب الفلسطيني، وآماله المعقودة على الهجرة، والانتقال للعيش والعمل في أماكن خارج قطاع غزة المُحاصر، وتعالجها بطرق درامية فنية، بهدف تغيير بعض المفاهيم الشبابية الخاطئة.
وتمت معالجة قضية الهجرة غير الشرعية عبر مجموعة من الصور الفوتوغرافية، ولوحات الفن التشكيلي، والأغاني الوطنية والأفلام القصيرة، التي تحدثت جميعها عن الفكرة ذاتها، إذ صَوّرت آمال الشباب بالهجرة، ومن ثم واقعهم بعد الهجرة، وصولاً إلى إقناعهم بأن لديهم وطناً يستحق البقاء.
وبدأت الفعاليات بعرض أربعة أفلام تسجيلية، تُصَوّر شباناً ينوون الهجرة عبر البحر، لكنهم يصادفون عدداً من المخاطر التي تؤكد لهم في النهاية على أهمية البقاء في الوطن، تلتها ست مقطوعات فنية لأغانٍ وطنية، تروي آمال الشباب في الهجرة، ومن ثم عذابهم في الغربة، وانتهاءً بعودتهم إلى حضن الوطن.
وتقول منسق الأنشطة المجتمعية في جمعية الثقافة والفكر الحر بثينة الفقعاوي، إن الجمعية تعتمد على العنصر الشبابي في كل الزوايا والأنشطة والمشاريع التي يتم تنفيذها، موضحة أن عدداً من الشباب حصلوا على تدريب حول حقوق الإنسان، وتناولوا خلاله قضية الهجرة غير الشرعية.
وتوضح الفقعاوي لـ "العربي الجديد" أن نحو 62 مشاركاً في التدريب تم توزيعهم إلى أربع مجموعات لمعالجة القضية بوسائل مختلفة، إذ قامت المجموعة الأولى بمعالجتها عبر الفن التشكيلي، والثانية عبر التصوير الفوتوغرافي، بينما عالجت المجموعة الثالثة القضية بصناعة الأفلام القصيرة، والرابعة بالأغاني الوطنية.
وتبين أن سبب اختيار الشباب للقضية نابع من انعدام فرص العمل، وتوجه نسبة كبيرة منهم للهجرة، مشيرة إلى أن المشروع نَبّه الشباب حول مخاطر الهجرة غير الشرعية، والفرق بينها وبين السفر الطبيعي، وأن الفنون التي تم تقديمها تخلُص إلى نتيجة واحدة وهي "لنا موطن".
وصوّرت اللوحات الفنية الـ 25 التي تم عرضها حالة التيه والخوف من المجهول وحالة الانفعال الكبيرة للشباب، باستخدام ألوان قاتمة، كذلك أوضحت حالة الألم التي يعيشها الشاب بعد الهجرة، ومخاطر الغرق والموت التي قد يصادفها في الطريق، وصولاً إلى الزاوية الأخيرة، والتي رسمت أشجار الوطن بألوان زاهية، في تأكيد على فكرة المعرض بأن الأمن داخل الوطن.
ويقول الفنان سليمان شاهين لـ "العربي الجديد" إنه شارك في لوحة فنية يظهر فيها طفل يحمل طائرته الورقية، والتي تحولت إلى طائرة مدنية، تطير فوق مدينة مدمرة، موضحاً حق المواطن في السفر والعيش حياة كريمة، وحقه كذلك في وطن آمن.
واحتوت زاوية التصوير الفوتوغرافي على 20 صورة فنية، كان بطلها "جواز السفر الفلسطيني" والذي تم تطويعه بمجموعة من الأشكال التي توضح معاناة الشاب الفلسطيني على المعابر والمطارات، إذ وضع جواز السفر في إحدى الصور داخل وعاء زجاجي، بينما ظهر في باقي الصور مكبلاً، وملطخاً بالدم، لكن الصورة الأخيرة أظهرته وقد تغلب على كل الصعوبات.
ويقول المصور الفلسطيني معتصم الخطيب 24 عاماً من مدينة خان يونس لـ "العربي الجديد" إن زاويته والتي رافقه فيها عدد من المصورين تناولت الهجرة بطريقة تصويرية فنية، إذ أظهرت قضية الهجرة من منظور الشباب وآمالهم وتطلعاتهم، وفي الناحية الأخرى تحدثت عن الصعوبات التي يواجهها الشاب اقتصادياً واجتماعياً وفي الحياة العملية، والعلاج، والسفر والتعليم.