تعثرت تسمية رئيس الحكومة اليمنية الجديدة، مساء أمس الثلاثاء، رغم التفاهمات المتقدمة التي جرت بين الحكومة المعترف بها دولياً والمجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً، فيما أعرب مستشار رئاسي عن تشاؤمه من الدور السعودي الإماراتي، وقال إن تجربة اليمن معهم محفوفة بالمخاطر.
وكان من المقرر، أن يُصدِر الرئيس عبد ربه منصور هادي، مساء الثلاثاء، مرسوماً يقضي بتسمية الرئيس الحالي للحكومة، معين عبد الملك، رئيساً لحكومة الشراكة مع الانفصاليين، وتكليفه بتشكيل حكومة بموجب اتفاق الرياض الذي ترعاه السعودية، فضلاً عن تعيين محافظ لمحافظة عدن ومدير لشرطتها.
وقال مصدر حكومي مقرب من المفاوضات لـ"العربي الجديد"، إن الانتقالي رفض التخلي عن ما يُسمّى بـ"الإدارة الذاتية" التي يستولي بموجبها على مؤسسات الدولة بالعاصمة المؤقتة عدن وبعض مدن الجنوب منذ أواخر إبريل/نيسان الماضي.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويتهكونه غير مخوّل بالحديث لوسائل الإعلام، أنه كان من المفترض صدور قرار الرئيس هادي بتسمية رئيس الحكومة المرتقبة، بالتزامن مع إعلان الانفصاليين التراجع عن الإدارة الذاتية في التاسعة من مساء الثلاثاء (بتوقيت صنعاء)، لكن حلفاء الإمارات قرروا اللجوء إلى المراوغة.
وأبدى المصدر تخوفه من استمرار التعنّت لمدة أطول، وذكر أنه إذا لم يصدر القرار بحلول مساء اليوم الأربعاء، فإن جميع التفاهمات التي تمت خلال الأسبوع الماضي، ستعود إلى مربع الصفر.
وكان المجلس الانتقالي الجنوبي، قد استبق القرار، مساء الإثنين، بالاجتماع مع قادة التشكيلات والفصائل المسلحة التابعة له، وذلك لإعلان دعمهم لنتائج التفاهمات التي دارت في الرياض، من دون الحديث عن الإدارة الذاتية.
ووفقاً لبيان صحافي نشره الموقع الإلكتروني للمجلس، فقد أعلنت كافة فصائل الانتقالي "تأييدها المطلق لأي اتفاق يتم توقيعه من قبل وفدهم المتواجد في الرياض، من دون شروط أو قيود".
ولا يلبي الاتفاق الجديد، الذي يضمن للانفصاليين نحو 5 حقائب فقط من إجمالي 12 تخص المحافظات الجنوبية، سقف طموحات المجلس الانتقالي، والذي كان قد بدأ يرتفع بعد إعلان الإدارة الذاتية، فضلاً عن المطالبة بانفصال الجنوب عن الشمال اليمني.
ويبدو أن المحاصصة التي حصلت في تقاسم حقائب المحافظات الجنوبية، قد فتحت شهية مكونات أخرى تطمح إلى الشراكة في الحكومة المرتقبة، حيث دعا وجهاء قبليون في محافظة أبين، يقودهم الشيخ وليد الفضلي، إلى ما وصفوه بـ"الاجتماع الهام"، اليوم الأربعاء في منطقة "شقرة".
#أبين
— ملازم / عبدالعزيز 🇾🇪 (@1001_adn) July 28, 2020
وجه الشيخ وليد بن ناصر الفضلي دعوة عامة إلى شيوخ ووجهاء وقبائل محافظة أبين للقاء التشاوري القبلي في شقرة الساحلية غداً الأربعاء ،
وشدد الفضلي على الحضور ، لتدارس ومناقشة أوضاع المحافظة ككل ، والتأكيد على لحمة أبناء أبين ووقوفها مع الشرعية ، وتمثيلها في كافة المحافل . pic.twitter.com/MdYFCtDHVA
ولا يُعرف ما هو السبب الرئيسي وراء الدعوة إلى الاجتماع الطارئ، لكن التوقعات تشير إلى تذمر في أوساط قبائل أبين، مسقط رأس الرئيس هادي، جرّاء تجاهلهم في التمثيل الحكومي، في وقت تم احتواء مكونات مماثلة من محافظتي حضرموت والمهرة.
وفي حال فرضت قبائل أبين التي خرجت الإثنين في تظاهرة غير مسبوقة لتأييد الشرعية، نفسها كلاعب جديد على طاولة مشاورات الرياض، فمن المتوقع أن تتجه الأمور إلى مزيد من التعقيد، خصوصاً إذا تمّ تقليص المزيد من الحصص الخاصة بالمجلس الانتقالي الجنوبي، المستحوذ على نصيب الأسد من الحقائب المخصصة لجنوب اليمن.
ويلف الغموض مصير الاتفاق المرتقب بين "الشرعية" والانفصاليين، حتى في دهاليز مؤسسة الرئاسة اليمنية، ففي حين أعرب المستشار الرئاسي عبد الملك المخلافي عن تفاؤله بأن الاتفاق سيخلق "مرحلة جديدة من الشراكة والثقة والفعالية"؛ دعا عبد العزيز جباري، وهو مستشار رئاسي أيضاً، إلى عدم الإفراط في التفاؤل.
لاتتفائل كثيراً ياعزيزي . فتجربتنا مع الأشقاء تجربه لا تدعوا للتفائل.
— عبدالعزيز جباري (@Abdulazizjupari) July 28, 2020
ومستقبل اليمن معهم محفوف بالمخاطر. pic.twitter.com/UNcaxCIahK
وقال جباري، الذي غادر الرياض فجأة مطلع يوليو/تموز الجاري إلى مأرب كنوع من الاحتجاج على التدخلات السعودية في المشاورات، في تغريدة على تويتر "تجربتنا مع الأشقاء لا تدعو إلى التفاؤل، ومستقبل اليمن معهم محفوف بالمخاطر"، في إشارة إلى السعودية والإمارات.