أحمد سلام (35 عاماً)، واحد من عشاق الكاهي والبورك، يقول لـ "العربي الجديد": "أتردد كل صباح تقريباً على شارع الرشيد، وبالضبط أقدم محل لعمل الكاهي والبورك هناك، لا يمكن للمارين منه أن يتجاوزوه إلا بعد الإفطار فيه بعد أن تخترق الرائحة الشهية أنوفهم".
ويقول السيد طه النعيمي صاحب محل الكاهي والبورك لـ"العربي الجديد": "ورثت المهنة عن أبي منذ كنت في الـ 10 من عمري. كانت هنالك (5) محلات في كل بغداد بأربعينيات القرن الماضي، ولم يتبق منها سوى محلنا هذا". ويضيف النعيمي "انتشرت المهنة في العراق عموما وبغداد خاصة حتى بدأت النساء تعملها في بيوتهن لكن يبقى سرها بيد محترفيها".
ويوضح أن مكونات العجينة التي يستخدمها تختلف عن وصفات باقي محلات الكاهي والبورك في بغداد، فالطعم وروح الصانع يضفيان النكهة المطلوبة، ويسهمان في توافد الزبائن.
ويقول إن "عجينة البورك من الدقيق والبيض والحليب والزيت وبعض التوابل كالهيل، وأخرى رفض النعيمي الإفصاح عنها حفاظاً على سر المهنة، ويشير إلى أنه يضيف البصل والبيض على العجينة ثم يقوم بلفها وقليها في الزيت".
أما كرم الربيعي (58 عاماً) فيوضح لـ "العربي الجديد"، أنّ محل السيد طه من أشهر وأقدم محلات المعجنات في بغداد، حيث افتتح في العام 1942، وأنا من رواده من أيام دراستي الثانوية حيث كان إفطاري وزملائي الطلاب آنذاك فيه، وكنا نأتي إليه من مناطق متعددة في بغداد، كالأعظمية والمنصور ومناطق أخرى، وذلك للطعم المتميز وكرم الضيافة والنكهة العراقية المتميزة.
ولا يخفي الحاج كريم الجبوري أنه كلما مرّ بشارع الرشيد للتبضع، كان إفطاره "بورك وكاهي" مع القيمر، ولا يغادر إلا بعد أن يأخذ شيئاً منه لعائلته.