25 سبتمبر 2015
تعز... أيقونة النضال الوطني
خالد اليافعي (اليمن)
لعبت تعز، منذ مطلع خمسينيات القرن الماضي، دوراً محورياً في مجمل التغيرات والتحولات التي قادت اليمن إلى عملية تحرر شاملة من قبضة الإمامة التي امتد حكمها اليمن باسم الدين أزيد من عشرة قرون.
كانت البداية من الإنتفاضة والثورة التي قادها أحمد بن يحيى الثلايا في 1955 من تعز، والتي أُخمدت وانتهت باعدامه، لكنها كانت انتفاضة مقدمة لثورات اكتملت بثورة سبتمبر المجيدة عام 1962 التي انطلقت شرارتها من مدينة تعز.
كانت تعز القداحة التي انطلقت منها شرارة الثورات والتحولات التي انعكست على واقع كل اليمن، ذلك أن مشاريع تعز كانت وطنية بامتياز، ما تلبث أن تجوب البلاد طولاً وعرضاً، لتصبح ثورة وانتفاضة عارمة، تقض مضاجع الحكام الذين يدركون أن انتفاضة تعز معناها بداية العد التنازلي لفترات حكمهم.
كانت تعز على موعد مع القدر في فبراير/شباط عام 2011، والتي نصبت أول خيمة لها تحولت إلى ساحة الحرية، والتي تحولت إلى هدير من البشر، وما هي إلا أيام وأسابيع، لتصبح كل محافظات الجمهورية ساحات حرية، تنادي بتغيير النظام وإسقاط الحاكم، ولم ترفع تلك الساحات إلا بعد مغادرة علي عبدالله صالح كرسي الرئاسة.
غادر صالح كرسي الحكم، لكنه لم يغادر حقده الدفين ضد تعز وأبنائها. كانت ساحة الاعتصام في تعز شوكة في حلقه لم تهدأ، حتى أحرقها في يوم دام من أيام تعز العصيبة، على الرغم من سلميتهم، لكنه تعامل بالأسلوب الذي كان عليه نهجه، نهج القتل والدمار وثقافة الانتقام.
اليوم بعد خروجه من السلطة لا زال يمارس هوايته في القتل والتدمير ونشر الخراب. صحيح أنه سلم الرئاسة، لكنه لم يسلم جيش الدولة الذي بناه على عينه جيشاً عائلياً مناطقياً، هذا الجيش (بالأصح مليشيا مسلحة) اليوم ينفذ توجيهات شخص ليس له أي صفة رسمية، ينفذ توجيها ترسل حمماً ونار كل يوم ضد مدينة تعز، رغبة في تركيع تعز التي يعلم أنها لم تركع يوماً، ولم تكن سوى منارة للنهوض والتغيير والبناء.
بعكس مشاريع على صالح القائمة على التدمير والخراب واستمرار الأزمات والصراعات القبلية والحزبية وغيرها للبقاء أطول في سدة الحكم. كانت تعز مشاريع تنوير وبناء عبر أبنائها ورجالها المنتشرين في كل المدن والمحافظات اليمنية، أصحاب شهادات وتجار وعمال، متناسين كل المآسي والأزمات التي صدّرها لها نظام صالح.
على الرغم من كل ما يحدث لتعز حتى هذه اللحظة الراهنة، وما حدث من النظام السابق، تظل تعز ذات نَفَس وخطاب وطني، لم يصدر منها يوماً النزعة المناطقة أو الجهوية، وظلت تحمل مشروع الوطن في جميع مراحل نضالاتها.
تعز تنتمي للمشروع الوطني، للمستقبل، للدولة المدنية، للدماء والنضالات التي بذلت، ولا زالت تبذل، في سبيل التحرير الكامل من كل مخلفات وبقايا الإمامة والاستبداد في آن واحد.
ستبقى تعز، ستبقى نضالاتها، وتبقى تضحيات شبابها ورجالاتها، ستبقى تلك الجراح وتلك الدماء شاهدة على نبل هذه المدينة، ونبل تضحياتها التي قدمتها في سبيل الوطن، ستبقى شاهدة في أسفار التاريخ على كل مراحل التحرر الوطني، مروراً بسبتمبر العظيم، وليس نهاية في ثورة الشباب المجيدة عام 2011، ستبقى تعز، ويبقى تاريخها الذي سنرويه للأجيال المقبلة، ويخرج صالح ونظامه من أضيق أبواب التاريخ التعيسة.
كانت تعز القداحة التي انطلقت منها شرارة الثورات والتحولات التي انعكست على واقع كل اليمن، ذلك أن مشاريع تعز كانت وطنية بامتياز، ما تلبث أن تجوب البلاد طولاً وعرضاً، لتصبح ثورة وانتفاضة عارمة، تقض مضاجع الحكام الذين يدركون أن انتفاضة تعز معناها بداية العد التنازلي لفترات حكمهم.
كانت تعز على موعد مع القدر في فبراير/شباط عام 2011، والتي نصبت أول خيمة لها تحولت إلى ساحة الحرية، والتي تحولت إلى هدير من البشر، وما هي إلا أيام وأسابيع، لتصبح كل محافظات الجمهورية ساحات حرية، تنادي بتغيير النظام وإسقاط الحاكم، ولم ترفع تلك الساحات إلا بعد مغادرة علي عبدالله صالح كرسي الرئاسة.
غادر صالح كرسي الحكم، لكنه لم يغادر حقده الدفين ضد تعز وأبنائها. كانت ساحة الاعتصام في تعز شوكة في حلقه لم تهدأ، حتى أحرقها في يوم دام من أيام تعز العصيبة، على الرغم من سلميتهم، لكنه تعامل بالأسلوب الذي كان عليه نهجه، نهج القتل والدمار وثقافة الانتقام.
اليوم بعد خروجه من السلطة لا زال يمارس هوايته في القتل والتدمير ونشر الخراب. صحيح أنه سلم الرئاسة، لكنه لم يسلم جيش الدولة الذي بناه على عينه جيشاً عائلياً مناطقياً، هذا الجيش (بالأصح مليشيا مسلحة) اليوم ينفذ توجيهات شخص ليس له أي صفة رسمية، ينفذ توجيها ترسل حمماً ونار كل يوم ضد مدينة تعز، رغبة في تركيع تعز التي يعلم أنها لم تركع يوماً، ولم تكن سوى منارة للنهوض والتغيير والبناء.
بعكس مشاريع على صالح القائمة على التدمير والخراب واستمرار الأزمات والصراعات القبلية والحزبية وغيرها للبقاء أطول في سدة الحكم. كانت تعز مشاريع تنوير وبناء عبر أبنائها ورجالها المنتشرين في كل المدن والمحافظات اليمنية، أصحاب شهادات وتجار وعمال، متناسين كل المآسي والأزمات التي صدّرها لها نظام صالح.
على الرغم من كل ما يحدث لتعز حتى هذه اللحظة الراهنة، وما حدث من النظام السابق، تظل تعز ذات نَفَس وخطاب وطني، لم يصدر منها يوماً النزعة المناطقة أو الجهوية، وظلت تحمل مشروع الوطن في جميع مراحل نضالاتها.
تعز تنتمي للمشروع الوطني، للمستقبل، للدولة المدنية، للدماء والنضالات التي بذلت، ولا زالت تبذل، في سبيل التحرير الكامل من كل مخلفات وبقايا الإمامة والاستبداد في آن واحد.
ستبقى تعز، ستبقى نضالاتها، وتبقى تضحيات شبابها ورجالاتها، ستبقى تلك الجراح وتلك الدماء شاهدة على نبل هذه المدينة، ونبل تضحياتها التي قدمتها في سبيل الوطن، ستبقى شاهدة في أسفار التاريخ على كل مراحل التحرر الوطني، مروراً بسبتمبر العظيم، وليس نهاية في ثورة الشباب المجيدة عام 2011، ستبقى تعز، ويبقى تاريخها الذي سنرويه للأجيال المقبلة، ويخرج صالح ونظامه من أضيق أبواب التاريخ التعيسة.