تتكدس النفايات مجدداً في أحياء وشوارع وأزقة محافظة تعز، جنوب غربي اليمن، لتختلط بالمياه الآسنة في بعض المناطق، وهو الأمر الذي يفاقم من معاناة السكان، في ظل حصار تعيشه المدينة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
تتسبب سيول أمطار الصيف الغزيرة على المدينة في نشر هذه النفايات وتلوث المدينة وانبعاث الروائح الكريهة وانتشار الحشرات والأمراض بحسب المواطن وهيب عبد الحق، أحد سكان حي الدائري، في المدينة. ويشكو عبد الحق من تكدس القمامة في الشوارع وانتشار الروائح الكريهة والمناظر البشعة التي تزعج السكان. يقول لـ"العربي الجديد": "بتنا نكره الخروج إلى الشارع، إذ إنّ تراكم القمامة على الأرصفة وفي مجاري تصريف مياه الأمطار، بالإضافة إلى فيضان المجاري، مؤذ للعين وقد يتسبب بانتقال الأمراض إلينا ولأطفالنا ويزيد من معاناتنا نحن سكان المدينة في ظل هذه الحرب".
يجد الأهالي في إحراق النفايات خير وسيلة لحلّ هذه المشكلة، لكنّها في الوقت نفسه تنتج مشكلة صحية أخرى. يضيف عبد الحق: "إحراق القمامة المتراكمة في الشوارع والأحياء السكنية، يزيد من تلوث الهواء وانبعاث الغازات السامة التي تسببت بالأمراض التنفسية وأمراض العيون لبعض السكان". يشير إلى أنّ بعض الأهالي يضطرون إلى إغلاق الشبابيك والأبواب بشكل محكم طوال اليوم كي لا تدخل إليها هذه الأدخنة وهذا ما يتسبب في حرمانهم من الهواء النقي الذي يخفف من حرارة الجو أيضاً.
يصل الحال بالمواطن حمدي صالح إلى وصف الوضع البيئي في تعز بـ"الكارثي". يشير إلى أنّ النفايات مكدسة في كلّ مكان. يعتبر ذلك حرباً أخرى على المدينة، فهي تنشر الأمراض وتقتل المواطنين بحسب تعبيره. يضيف: "نضطر للعبور في الطرقات من بين النفايات التي اختلطت بمياه المجاري أو الأمطار، وهذا بلا شك يعرّضنا لمخاطر مختلفة". يشير إلى أنّ الحملات الموسمية لرفع القمامة والمخلفات من الشوارع لا تفي بالغرض، فيبقى كثير من الأحياء منسياً من تلك الحملات التي تنفذها الجهات المعنية بدعم من المنظمات، أو بعض المبادرات الأخرى".
اقــرأ أيضاً
يعلق الصحافي والناشط اليمني فخر العزب وهو من سكان المدينة على تكدس النفايات، أنّ الحرب التي تشهدها محافظة تعز للعام الرابع على التوالي انعكست بشكل سلبي على الوضع البيئي للمدينة، إذ نهبت المعدات الخاصة بصندوق النظافة والتحسين من قبل طرفي الحرب. يضيف العزب لـ"العربي الجديد" أنّ انقطاع الرواتب مثّل مشكلة إضافية نتج منها انقطاع عمال النظافة عن العمل. يؤكد أنّ "تقاسم سيطرة أطراف الحرب على مناطق المدينة تسبب بحدوث أزمة في الأماكن المخصصة لإحراق القمامة، وكلّ هذا أدى إلى تراكم القمامة في الشوارع ومجاري السيول بشكل كبير مسبباً الكثير من الأمراض وفي مقدمها الكوليرا". يشير إلى أنّ اهتمام المنظمات الدولية بالملف البيئي كان ضعيفاً: "ولا يرقى إلى حجم المعضلة التي بدأت بوادر الحلّ لها من خلال تفعيل بعض المؤسسات"، متمنياً أن تعالج أسباب المشكلة بشكل كامل من أجل إنقاذ المدينة من كارثة بيئية وصحية ستصعب معالجتها لاحقاً.
من جهته، يقول مدير صندوق النظافة والتحسين بمحافظة تعز، حسين المقطري، إنّ عمل الصندوق استمر طوال فترة الحصار على مدينة تعز من قبل الحوثيين من دون توقف، وحافظ على المدينة من كارثة بيئية. يؤكد المقطري لـ"العربي الجديد" أنّ اللجنة الدولية للصليب الأحمر كانت تعتزم التدخل في دعم مجال النظافة والمياه والصرف الصحي بعد الاتفاق معها: "لكنّ كارثة مقتل حنا لحود (موظف لبناني في البعثة قتل بهجوم مسلح في تعز في إبريل/ نيسان الماضي) دفعت ببعثة الصليب الأحمر إلى مغادرة تعز، ولهذا لم يدعم هذا المجال". يشير إلى أنّ منظمة "أجيال بلا قات" تولت إصلاح بعض المعدات من قبيل الحاويات، وإدخالها إلى العمل، لكن لم يتسلم الصندوق أيّ مبالغ مالية من المنظمة.
حول دعم المنظمات قطاع النظافة بالمحافظة، يؤكد المقطري أنّه جرى الاتفاق مع منظمة "مرسي كور" على تنظيم حملة نظافة لمدة شهرين، ووقع على الاتفاق واعتمد من قبل المحافظ، وهو اتفاق يجري بموجبه دفع المبالغ المالية لعمال النظافة عبر إحدى شركات الصرافة، بالإضافة إلى تحويل مبلغ ثلاثة ملايين وخمسة وسبعين ألف ريال يمني (12.300 دولار أميركي) إلى حساب صندوق النظافة والتحسين في البنك المركزي، وهو كلفة وقود الحملة. يلفت إلى أنّ المنظمة ستساهم بشكل كبير في عملية رفع وترحيل أكوام القمامة المتراكمة في أحياء وشوارع المدينة، بالإضافة إلى ما يتولاه مشروع النظافة بشكل يومي من أعمال، تفادياً لوقوع كارثة بيئية وانتشار الأمراض.
يعيد المقطري أسباب تكدس النفايات في تعز، إلى غياب الموازنة الخاصة بتشغيل مشروع النظافة والصندوق وانقطاع رواتب عمال النظافة والموظفين، بالإضافة إلى الحصار المفروض على المدينة ووجود المقلب الرئيسي للقمامة في المنطقة التي يسيطر عليها الحوثيون. يؤكد أنّ السلطات المحلية استحدثت مقلباً مؤقتاً للقمامة في ما يسمى بحدائق الصالح سابقاً، غرب المدينة.
اقــرأ أيضاً
يبشر المقطري الأهالي بأنّ مدينة تعز ستشهد حملات نظافة خلال الأسابيع المقبلة، وكذلك صيانة المعدات الخاصة بالمشروع، وطلاء شوارع المدينة وتحسين وضع الأشجار في الشوارع عن طريق منظمات جرى الاتفاق معها لتنفيذ الحملات.
تتسبب سيول أمطار الصيف الغزيرة على المدينة في نشر هذه النفايات وتلوث المدينة وانبعاث الروائح الكريهة وانتشار الحشرات والأمراض بحسب المواطن وهيب عبد الحق، أحد سكان حي الدائري، في المدينة. ويشكو عبد الحق من تكدس القمامة في الشوارع وانتشار الروائح الكريهة والمناظر البشعة التي تزعج السكان. يقول لـ"العربي الجديد": "بتنا نكره الخروج إلى الشارع، إذ إنّ تراكم القمامة على الأرصفة وفي مجاري تصريف مياه الأمطار، بالإضافة إلى فيضان المجاري، مؤذ للعين وقد يتسبب بانتقال الأمراض إلينا ولأطفالنا ويزيد من معاناتنا نحن سكان المدينة في ظل هذه الحرب".
يجد الأهالي في إحراق النفايات خير وسيلة لحلّ هذه المشكلة، لكنّها في الوقت نفسه تنتج مشكلة صحية أخرى. يضيف عبد الحق: "إحراق القمامة المتراكمة في الشوارع والأحياء السكنية، يزيد من تلوث الهواء وانبعاث الغازات السامة التي تسببت بالأمراض التنفسية وأمراض العيون لبعض السكان". يشير إلى أنّ بعض الأهالي يضطرون إلى إغلاق الشبابيك والأبواب بشكل محكم طوال اليوم كي لا تدخل إليها هذه الأدخنة وهذا ما يتسبب في حرمانهم من الهواء النقي الذي يخفف من حرارة الجو أيضاً.
يصل الحال بالمواطن حمدي صالح إلى وصف الوضع البيئي في تعز بـ"الكارثي". يشير إلى أنّ النفايات مكدسة في كلّ مكان. يعتبر ذلك حرباً أخرى على المدينة، فهي تنشر الأمراض وتقتل المواطنين بحسب تعبيره. يضيف: "نضطر للعبور في الطرقات من بين النفايات التي اختلطت بمياه المجاري أو الأمطار، وهذا بلا شك يعرّضنا لمخاطر مختلفة". يشير إلى أنّ الحملات الموسمية لرفع القمامة والمخلفات من الشوارع لا تفي بالغرض، فيبقى كثير من الأحياء منسياً من تلك الحملات التي تنفذها الجهات المعنية بدعم من المنظمات، أو بعض المبادرات الأخرى".
يعلق الصحافي والناشط اليمني فخر العزب وهو من سكان المدينة على تكدس النفايات، أنّ الحرب التي تشهدها محافظة تعز للعام الرابع على التوالي انعكست بشكل سلبي على الوضع البيئي للمدينة، إذ نهبت المعدات الخاصة بصندوق النظافة والتحسين من قبل طرفي الحرب. يضيف العزب لـ"العربي الجديد" أنّ انقطاع الرواتب مثّل مشكلة إضافية نتج منها انقطاع عمال النظافة عن العمل. يؤكد أنّ "تقاسم سيطرة أطراف الحرب على مناطق المدينة تسبب بحدوث أزمة في الأماكن المخصصة لإحراق القمامة، وكلّ هذا أدى إلى تراكم القمامة في الشوارع ومجاري السيول بشكل كبير مسبباً الكثير من الأمراض وفي مقدمها الكوليرا". يشير إلى أنّ اهتمام المنظمات الدولية بالملف البيئي كان ضعيفاً: "ولا يرقى إلى حجم المعضلة التي بدأت بوادر الحلّ لها من خلال تفعيل بعض المؤسسات"، متمنياً أن تعالج أسباب المشكلة بشكل كامل من أجل إنقاذ المدينة من كارثة بيئية وصحية ستصعب معالجتها لاحقاً.
من جهته، يقول مدير صندوق النظافة والتحسين بمحافظة تعز، حسين المقطري، إنّ عمل الصندوق استمر طوال فترة الحصار على مدينة تعز من قبل الحوثيين من دون توقف، وحافظ على المدينة من كارثة بيئية. يؤكد المقطري لـ"العربي الجديد" أنّ اللجنة الدولية للصليب الأحمر كانت تعتزم التدخل في دعم مجال النظافة والمياه والصرف الصحي بعد الاتفاق معها: "لكنّ كارثة مقتل حنا لحود (موظف لبناني في البعثة قتل بهجوم مسلح في تعز في إبريل/ نيسان الماضي) دفعت ببعثة الصليب الأحمر إلى مغادرة تعز، ولهذا لم يدعم هذا المجال". يشير إلى أنّ منظمة "أجيال بلا قات" تولت إصلاح بعض المعدات من قبيل الحاويات، وإدخالها إلى العمل، لكن لم يتسلم الصندوق أيّ مبالغ مالية من المنظمة.
مشهد معتاد في المدينة (فرانس برس) |
حول دعم المنظمات قطاع النظافة بالمحافظة، يؤكد المقطري أنّه جرى الاتفاق مع منظمة "مرسي كور" على تنظيم حملة نظافة لمدة شهرين، ووقع على الاتفاق واعتمد من قبل المحافظ، وهو اتفاق يجري بموجبه دفع المبالغ المالية لعمال النظافة عبر إحدى شركات الصرافة، بالإضافة إلى تحويل مبلغ ثلاثة ملايين وخمسة وسبعين ألف ريال يمني (12.300 دولار أميركي) إلى حساب صندوق النظافة والتحسين في البنك المركزي، وهو كلفة وقود الحملة. يلفت إلى أنّ المنظمة ستساهم بشكل كبير في عملية رفع وترحيل أكوام القمامة المتراكمة في أحياء وشوارع المدينة، بالإضافة إلى ما يتولاه مشروع النظافة بشكل يومي من أعمال، تفادياً لوقوع كارثة بيئية وانتشار الأمراض.
يعيد المقطري أسباب تكدس النفايات في تعز، إلى غياب الموازنة الخاصة بتشغيل مشروع النظافة والصندوق وانقطاع رواتب عمال النظافة والموظفين، بالإضافة إلى الحصار المفروض على المدينة ووجود المقلب الرئيسي للقمامة في المنطقة التي يسيطر عليها الحوثيون. يؤكد أنّ السلطات المحلية استحدثت مقلباً مؤقتاً للقمامة في ما يسمى بحدائق الصالح سابقاً، غرب المدينة.
يبشر المقطري الأهالي بأنّ مدينة تعز ستشهد حملات نظافة خلال الأسابيع المقبلة، وكذلك صيانة المعدات الخاصة بالمشروع، وطلاء شوارع المدينة وتحسين وضع الأشجار في الشوارع عن طريق منظمات جرى الاتفاق معها لتنفيذ الحملات.