يعتمد مستشفى الأطفال التخصصي في حلب، بشكل كلي في عمله على مولدات الكهرباء، بعد أن غابت الكهرباء عن الأحياء المحررة في المدينة بشكل تام، إلا أنّ عطلاً مفاجئاً أصاب المولد أدى إلى توقف عمل جميع تجهيزات المستشفى، كالحواضن والبرادات وأجهزة الإنعاش.
وقال مدير المستشفى، حسن نيرباني لـ"العربي الجديد" إنّ "الحادثة كانت بعد منتصف الليل، وإنّ حياة سبعة أطفال كانت على المحك، بعد توقف عمل الحاضنات التي تحافظ على درجة حرارة أجسامهم وتمدهم بالأكسجين".
ويضيف "فقدنا أحد المواليد عند انقطاع الأكسجين الصافي عنه، إذ لم يحتمل جسمه الصمود بشكل مستقل عن الحاضنة".
ويوضح نيرباني أن "كادر المستشفى قام بنقل باقي الأطفال إلى أحد المشافي الأخرى التي تحتوي حواضن، وأنهم تكبدوا عناء تأمين مادة المازوت لتشغيل المولد هناك، والحفاظ على حياة سائر الأطفال، في الوقت الذي توقف فيه المستشفى عن استقبال الأطفال لمدة يومين".
وأعلن فريق الهلال الأحمر السوري أنه استجاب لأزمة المستشفى، وقام بتركيب مولد جديد مقدم من منظمة الصليب الأحمر، وأنه بدأ صيانة المولد المعطل، لضمان عودة عمل مستشفى الأطفال الوحيد في أحياء المدينة الشرقية، علماً أن عدد الأطفال المستفيدين من خدماته يبلغ 6 آلاف طفل شهرياً.
ويلفت نيرباني إلى "عدد من المصاعب الأخرى التي تعترض عمل المستشفى، فالكادر الطبي في حدّه الأدنى، وهو مكوّن من أربعة أطباء و7 ممرضات، وهم يعملون عملاً مضاعفاً، إضافة إلى صعوبة بالغة في تأمين أدوية الأطفال وبعض المواد المخبرية والمستهلكات الخاصة بحديثي الولادة، ومصاعب تأمين صيانة للأجهزة الطبية".
وأشار إلى أن أبرز الأمراض التي يستقبلها المشفى مؤخراً هي الأمراض الصدرية وحالات سوء التغذية عند الأطفال.
ويصف نيرباني عمل المشفى اليوم بأنه "مستمر بقدرة قادر"، ويفسر "يقدم المشفى خدماته بشكل مجاني، ولا يوجد داعم حقيقي له، فأطباء بلا حدود تمدنا ببعض الأدوية بشكل شهري، وفي كل شهر يتم تأمين رواتب الموظفين من جهة مختلفة".
اقرأ أيضاً:
أهل حلب يتحدّون المباني المهدّدة بالسقوط
دوما... هولاكو مرّ من هنا