واجه مستخدمو الإنترنت في الولايات المتحدة الأميركية مشاكل في الوصول إلى عدد كبير من المواقع الإلكترونية منذ الساعة الـ11 صباحاً، أمس الجمعة، بعدما تعرضت شركة Dyn المزودة لنظام أسماء النطاقات DNS لمشاكل في البنية التحتية، إثر هجمات من نوع DDoS.
وشمل الهجوم مواقع ومنصات وخدمات عدة، تضمنت "تويتر"، "ساوند كلاود"، "سبوتيفاي"، شوبيفاي"، "فوكس ميديا"، "باي بال"، "نتفليكس"، Reddit، Airbnb، وغيرها. ولم يتأثر موقعا "فيسبوك" و"غوغل" بالهجوم.
وأفادت شركة Dyn، في البداية، بأن الهجوم يؤثر على مستخدميها في الساحل الشرقي الأميركي، وأن مهندسيها يعملون على تخفيف آثارها. وأعلنت عن حل المشاكل بعد نحو ساعتين عند الواحدة والنصف بعد الظهر، ليبدأ الهجوم الثاني الذي أوقف أيضاً إمكانية الدخول إلى خدمات الإنترنت لدى الشركة في الساحل الأميركي الشرقي، وحلّت الشركة المشكلة بحلول السادسة مساءً، مشيرة إلى أن المهندسين لايزالون يحققون ويخففون من الهجوم الذي استهدف بنيتها التحتية، وفقاً لصحيفة "إندبندنت".
تجدر الإشارة إلى أن الشركة توفر خدمات أنظمة أسماء النطاقات DNS التي تعمل كسجل عناوين لمواقع الإنترنت، إذ تحوّل عناوين الويب المعروفة عند المستخدمين إلى عناوين IP التي يمكنها الاتصال والتواصل مع الخوادم والمتصفحات. أما هجوم DDoS فيعمل على زيادة الضغط على DNS، مما يعيقه عن إنجاز أي مهمة.
أدّى الهجوم الأخير إلى إعادة تسليط النظر على ضرورة تأمين شبكة الإنترنت وحمايتها، وقال رئيس قسم التكنولوجيا في شركة حماية المؤسسات NSFOCUS إن "الهجوم يؤكد على أهمية أنظمة DNS للحفاظ على شبكة إنترنت مستقرة وآمنة، ويجب أن تعمل الشركات على معالجة وتخفيف هجمات DDoS"، وفقاً لموقع "وايرد" المتخصص بالأمور التقنية.
وتُطرح حالياً الكثير من الأسئلة مثل أين بدأت هذه الهجمات؟ من المنفذون؟ وما حجمها الكلي؟
في هذا المجال، قال كبير المحللين في Dyn، كايل يورك، لصحيفة "نيويورك تايمز"، إن الهجوم الذي استهدف البينة التحتية للشركة كان معقداً ومتطوراً للغاية. وأضاف: "هذا ليس نوع الهجمات الذي يمكن أن نشهده كل يوم"، علماً أن الموقع الإلكتروني لـ"نيويورك تايمز" تأثر بالحادث. وحذر يورك من أن "عدد الهجمات، مدتها، ومدى تعقيدها في ارتفاع متسارع".
وكتب الخبير الأمني لشبكة الإنترنت، بروس شنير، مقالاً بعنوان "أحد ما يتعلم كيفية التحكم بالإنترنت"، وأشار إلى أن أحدا ما "أمضى وقتاً الآن في تنفيذ اختبارات مكثفة حول القدرات الدفاعية الأساسية للشركات التي توفر خدمات مثيرة للجدل على الإنترنت". ورغم أن المنفذ لم يحدّد حتى الآن، قال شنير إنه يعتقد أن دولة كبيرة وراء الهجوم، متكهناً أن روسيا والصين هما أول المشتبه بهم.
واعتبر نائب رئيس الأبحاث في مؤسسة "غارتنر" المتخصصة في الهجمات الأمنية على شبكة الإنترنت وهجمات DDoS، لورنس أورانس، أن "هجوماً من هذا النوع لا يمكن أن ينفذه طفل في غرفة نومه. الأمر معقد أكثر من ذلك بكثير. أعتقد أن دولة ما قد تكون المشتبه به الرئيسي"، وفقاً لـ"إندبندنت".
في السياق نفسه، نشرت مؤسسة "ويكيليكس" تغريدة أشارت فيها إلى أن مؤيدي مؤسسها، جوليان أسانج، هم المسؤولين عن الهجوم، وطلبت منهم "التوقف عن تعطيل الإنترنت في الولايات المتحدة الأميركية"، مؤكدة أنهم "أثبتوا وجهة نظرهم".
بدورها، نقلت شبكة "أن بي سي" الأميركية عن مسؤول كبير في الاستخبارات المركزية الأميركية أن "لا يبدو حتى الآن أن دولة ما تقف وراء الهجوم".
وأفادت صحيفة "واشنطن بوست" بأن أي أحد يمكن أن يكون مسؤولاً عن الهجوم، مما يعدّ أمراً مخيفاً. إذ، كانت الدول فقط قادرة على شن مثل هذه الهجمات الدرامية سابقاً، أما الآن فتعتبر الدول الكبرى مجرد لاعب آخر في هذه الهجمات، بعدما تحولت هجمات DDoS إلى "معادل عظيم" بين القطاع الخاص وحكومات الدول، وفقاً للصحيفة.
تجدر الإشارة إلى أن السلطات الأميركية تتخوف من أن هذا النوع من الهجمات يمكن أن يعرقل مسار الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 8 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. وتعمل وزارة الأمن الداخلي ومكتب التحقيقات الفدرالي على التحقيق في الهجوم منذ مساء أمس الجمعة، وفقاً لوكالة "رويترز".
Twitter Post
|
(العربي الجديد)