أجلت محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار معتز خفاجي، أولى جلسات محاكمة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، الدكتور محمد بديع، والنائب الأول للمرشد العام للجماعة، المهندس خيرت الشاطر، و15 آخرين من قيادات الجماعة، وذلك لاتهامهم في القضية الشهيرة إعلاميا بـ "أحداث مكتب الإرشاد"، والتي وقعت في 30 حزيران/يونيو 2013 في محيط مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين في منطقة المقطم في القاهرة، لجلسة 16 آذار/مارس المقبل لإعلان المتهمين بقرار الإحالة.
بدأت وقائع المحاكمة حوالي العاشرة والنصف من صباح اليوم، بإحضار جميع المتهمين في القضية من محبسهم في سجن طرة في منطقة حلوان في القاهرة، والذي يبعد عشرات الأمتار عن مقر انعقاد المحاكمة في معهد أمناء الشرطة، والذي يقع في منطقة طرة أيضا.
هيئة الدفاع تطلب إخلاء سبيل مهدي عاكف لسوء حالته الصحية والمحكمة ترفض |
وعقب إحضار كافة المتهمين وصلت هيئة المحكمة، لتبدأ وقائع الجلسة بأزمة بين الصحافيين والإعلاميين وبين قوات الأمن وهيئة المحكمة بسبب رفض المحكمة إدخالهم الجلسة لتغطية وقائع المحاكمة.
كما سادت حالة من الاستياء ووقعت مشاحنات ومشاجرات لفظية عديدة بين أهالي عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين المتهمين في القضية، حيث اعترضوا على منعهم من حضور أولى جلسات محاكمة ذويهم والمنعقدة في معهد أمناء الشرطة، حيث تحدث الأهالي مع قوات الأمن المعنية بتأمين معهد الأمن، مؤكدين لهم أن القضية سياسية ومن حقهم حضور الجلسة، وطلبوا إثبات منعهم من حضور الجلسة في محضر رسمي إلا أن قوات الشرطة رفضت، وتعنتت بحقهم مما تسبب في تأزم الموقف والدخول في المشاجرات.
وجاء ذلك بعد أن أصدرت هيئة المحكمة تعليمات مشددة إلى قوات الأمن بمنع دخول وسائل الاعلام إلى قاعة الجلسة لتغطية ما يدور فيها، ونشر تفاصيلها، كما منعت أسر المتهمين من حضور الجلسة.
وبعد ذلك بدأت إجراءات الجلسة بقيام ممثل النيابة العامة، المستشار اسماعيل حفيظ، بتلاوة قرار إحالة المتهمين إلى محكمة الجنايات، وقائمة أسماء المتهمين والاتهامات الموجهة إليهم.
وبعد ذلك طلبت هيئة الدفاع عن المتهمين بتجميع أمر الإحالة الأصلي والتكميلي في أمر إحالة واحد، نظرا إلى أن القضية حققت على مرحلتين، الأولى تمت بمقتضاها إحالة 6 متهمين إلى الجنايات، والثانية تمت بمقتضاها إحالة 11 متهماً آخرين إلى الجنايات، كما طلبت هيئة الدفاع تأجيل جلسات القضية، وإخلاء سبيل المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين، مهدي عاكف، لسوء حالته الصحية، إلا أن المحكمة وافقت على الطلب الأول بدمج قراري الإحالة، ورفضت الطلب الثاني بإخلاء سبيل "عاكف"، وأمرت باستمرار حبس جميع المتهمين على ذمة القضية.
قلوب لا تعرف الرحمة
وتجمع عدد من أهالي المتهمين خارج أسوار سجن طرة بعد رفض دخولهم جلسة المحاكمة، وذلك في انتظار السماح لهم بالدخول لزيارة المتهمين في محبسهم، أو حتى مصافحتهم، أو حتى التلويح لهم.
وكانت أبرز المشاهد خلال هذه الوقفة، والتي أثرت في وجدان الحضور، هو ما كتبته نجلة المهندس خيرت الشاطر على كيس يحتوي على أدوية خاصة بوالدها، حيث وضعت شريطاً لاصقاً أبيض وكتبت عليه عبارة "وحشتني يا بابا". وقد تم إدخال العلاج إلى والدها، مع أحد المحامين بعد رفض المحكمة دخول الأهالي.