تقدّم المفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين يدعم النفط والأسهم

أجواء المفاوضات التجارية الإيجابية بين الولايات المتحدة والصين عزّزت ثقة المتداولين في أسواق النفط، الأمر الذي شكل دعماً لأسعار البترول ومؤشرات الأسهم مع انطلاق التعاملات اليوم الجمعة، رغم أن بيانات من الصين عززت المخاوف من تباطؤ اقتصادي قد يقلص الطلب على الوقود.

سعر برميل العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت ارتفع 0.4% إلى 61.06 دولارا قياساً بمستوى الإغلاق السابق أمس الخميس. كما بلغ سعر برميل العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 53.86 دولاراً، مرتفعاً 7 سنتات، وفقاً لبيانات وكالة "رويترز".

أسعار النفط وجدت دعماً في تصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يوم الخميس، بأنه سيلتقي نظيره الصيني، شي جين بينغ، في محاولة لإبرام اتفاق تجارة شامل. لكن أسواق الخام تعرضت لضغوط من مسح أُجري اليوم الجمعة، وأظهر أن نشاط المصانع الصينية انكمش بأكبر وتيرة في نحو 3 سنوات خلال يناير/كانون الثاني المنصرم مع تراجع الطلبيات، وهو ما عزز المخاوف من تفاقم التباطؤ في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

ترامب قال الخميس إن "تقدماً هائلاً" تحقّق في المفاوضات التجاريّة بين واشنطن وبكين اللتين تُحاولان التوصّل إلى اتفاق لإنهاء الحرب التجارية بينهما.

وفي رسالة قرأها في المكتب البيضوي بالبيت الأبيض أحد أعضاء الوفد الصيني، يقول الرئيس الصيني شي جين بينغ إنّ العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تمرّ بمرحلة "حاسمة"، مضيفاً: "آمل أن يُواصل الطرفان العمل باحترام متبادل، وآمل أن نحافظ على اتصال وثيق بطرق مختلفة".

بدوره، وصف ترامب هذه الرّسالة بأنها "رائعة"، لافتاً إلى أن الطرفين المجتمعين منذ الأربعاء في واشنطن قد أحرزا تقدّماً في مناقشاتهما. كما أعلن أن المفاوضين الأميركيّين سيتوجّهون إلى الصين "في بداية شباط/فبراير" الجاري.

وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) اليوم الجمعة، بأن الرئيس الأميركي أبلغ نائب رئيس الوزراء الصيني بأن وفداً تجارياً أميركياً سيزور الصين منتصف فبراير/ شباط لإجراء جولة جديدة من المباحثات.

وأوضحت أن الوفد سيكون برئاسة الممثل التجاري الأميركي، روبرت لايتهايزر، ووزير الخزانة، ستيفن منوتشين.

وقد وافقت الصين خلال المحادثات التجاريّة مع الولايات المتّحدة، على زيادة وارداتها من السلع الأميركيّة وتعزيز التعاون في مجال حماية الملكيّة الفكريّة، حسبما ذكرت الجمعة وكالة أنباء الصين الجديدة. ووافقت بكين في محادثات الأربعاء والخميس على زيادة الواردات من "المنتجات الزراعيّة الأميركيّة ومنتجات الطاقة والسّلع الصناعيّة"، بحسب الوكالة.

غير أن ترامب الذي قال إنه يريد "اتفاقا كبيراً جداً" للتجارة مع الصين، أشار إلى أنه قد تكون هناك تأجيلات إذا فشلت المفاوضات في الوفاء بأهدافه لفتح الاقتصاد الصيني في مجمله أمام المنتجات الصناعية والزراعية الأميركية.

وفي تعليقات أدلى بها إلى الصحافيين قبل اختتام جولة محادثات على مستوى عال بين المفاوضين، قال ترامب إنه لا يعرف ما إذا كان سيمدد مهلة لزيادة الرسوم الجمركية الأميركية على بضائع صينية والتي تنتهي في بداية مارس/آذار، مضيفاً: "هذا لن يكون اتفاقاً صغيراً مع الصين. إما أن يكون اتفاقاً كبيراً جداً أو يكون اتفاقاً سنؤجله بعض الوقت".

وسعى المفاوضون الأميركيون إلى تسوية خلافات عميقة بشأن ممارسات الصين فيما يتعلق بالملكية الفكرية، حيث هدد ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على بضائع صينية بقيمة 200 مليار دولار من 10% إلى 25% في 2 مارس/آذار المقبل ما لم يتم التوصل إلى اتفاقية. كما هدد بفرض رسوم جديدة على بقية البضائع الصينية المصدرة إلى الولايات المتحدة.

مسؤول في غرفة التجارة الأميركية قال بعدما اطلع على سير المحادثات، إن خلافات كبيرة ما زالت بين الجانبين، وإن الصين لم تقدم مقترحات جديدة لمعالجة مطالب أساسية للولايات المتحدة بأن تنهي بكين النقل القسري للتكنولوجيا الأميركية إلى شركات صينية ودعمها السخي للقطاع الصناعي وقوانين للتجارة الرقمية تنطوي على تمييز.

هبوط أونصة الذهب

الأثر الإيجابي للمحادثات التجارية على أسعار النفط عكس مفعوله مع الذهب الذي هبط سعر أونصته اليوم الجمعة وسط إقبال من المستثمرين على المخاطرة في ظل حالة من التفاؤل بأن الولايات المتحدة والصين قد تتوصلان إلى اتفاق تجاري، رغم أن التوقف عن رفع أسعار الفائدة الأميركية أبقى المعدن الأصفر على مسار الارتفاع للأسبوع الثاني على التوالي.

وانخفض سعر أونصة الذهب 0.3% في المعاملات الفورية إلى 1316.95 دولاراً بحلول الساعة 7:19 بتوقيت غرينتش، بعدما كانت الأسعار قد بلغت أعلى مستوى منذ 26 أبريل/ نيسان أمس الخميس عند 1326.3 دولاراً، وتتجه للزيادة 1.1% هذا الأسبوع، وفقاً لرويترز. كما نزل الذهب 0.2% في العقود الأميركية الآجلة إلى 1317.1 دولاراً.

صعود الأسهم الأوروبية