حققت قوات المعارضة السورية، اليوم الاثنين، تقدماً في مدينة حلب، إذ سيطرت على مقر تتحصن فيه ميليشيات عراقية موالية للنظام في حي الراشدين. وبينما تواصَلَ سقوط القتلى نتيجة قصف قوات النظام مدينتي حماة ودرعا، ارتفعت حصيلة قتلى الحرب السورية إلى أكثر من 162 ألف شخص، حسب حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الانسان.
وأعلنت حركة "نور الدين الزنكي" السيطرة على مقر لواء عمليات "أبو الفضل العباس" العراقي، الموالي لقوات النظام، في حي الراشدين في حلب، وتزامن ذلك مع سيطرة عناصر الجيش الحر على عدد من المباني ضمن الحي ذاته.
ودارت في الحي، خلال الـ24 ساعة الماضية، معارك عنيفة بين قوات المعارضة وعناصر النظام، أسفرت عن مقتل نحو ثلاثين عنصراً من قوات النظام. وتمكنت كتائب المعارضة من السيطرة على أربعة عشر مبنى.
من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا"، نقلاً عن مصدر عسكري، "أن وحدة من الجيش اشتبكت مع مجموعات إرهابية في الراشدين، وأوقعت بينهم قتلى ومصابين، ودمرت عدداً من آلياتهم، بما فيها من أسلحة وذخيرة".
وفي حي الشيخ نجار، ألقى الطيران السوري أربعة براميل متفجرة على المنشآت الصناعية، فيما دارت اشتباكات عنيفة في محيط الحي. وقتلت قوات المعارضة سبعة من جنود النظام في كمين نصبته لهم، حسبما ذكر مركز "مسار" المعارض.
" |
وفي حي صلاح الدين، توفي طفلان جراء سقوط قذائف هاون، فيما سقطت قذيفتا هاون في وقت متأخر، ليل أمس الأحد، إحداهما على مناطق في مخيم النيرب، والأخرى على مناطق في حي الأشرفية، الخاضعَين لسيطرة قوات النظام.
كما نفذ طيران النظام عدة غارات جوية استهدفت حي الليرمون، ومناطق محيطة لمبنى الاستخبارات الجوية.
وفي ريف دمشق، تواصلت الاشتباكات العنيفة في بلدة المليحة بين الكتائب الاسلامية وقوات النظام. وتعرضت البلدة لقصف عنيف بالبراميل المتفجرة عقب تقدم بعض الكتائب الإسلامية، ومقتل قائد قوات الدفاع الجوي السورية، حسين اسحق.
وتحاول قوات النظام، مدعومة بمقاتلي حزب الله اللبناني، استعادة المباني التي سيطرت عليها جبهة النصرة والكتائب الاسلامية، أمس الأحد، وسط استقدام الكتائب الاسلامية والنصرة تعزيزات عسكرية إلى المنطقة.
كما تعرض حي جوبر لقصف بري وجوي عنيف من قبل طائرات ومدفعية النظام، مما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى، إضافة إلى أضرار كبيرة في البنى التحتية، في حين قصف مقاتلو "الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام" مواقع لقوات النظام على أوتوستراد السلام في مخيم خان الشيح.
وفي الريف الشمالي لحماة، قال الناشط الإعلامي، محمد الصالح، لـ"العربي الجديد" إن عائلة مكونة من ثلاثة أفراد قتلت، وأصيب سبعة آخرون، في قرية الزكاة، نتيجة إلقاء الطيران المروحي براميل متفجرة.
وأوضح الصالح أن "مقاتلي لواء شهداء سهل الغاب، استهدفوا بعبوة ناسفة مقار قوات النظام شرقي قرية العزيزية". وأدى انفجار العبوة "إلى سقوط عدد من الجنود بين قتيل وجريح".
وفي مدينة درعا، أفادت وكالة "سمارت"، المعارضة، عن "سقوط قتلى وجرحى من المدنيين، إثر "قصف قوات النظام المتمركزة في كتيبة البانوراما، بقذائف الهاون وراجمات الصواريخ، مخيم درعا للاجئين". وأشارت إلى أن "الجرحى أسعفوا إلى مستشفى ميداني في حي طريق السد، والذي أطلق نداءات للتبرع بالدم".
وفي ريف اللاذقية، دارت اشتباكات عنيفة بين كتائب المعارضة وقوات النظام في محيط جبل تشالما، أسفرت عن مقتل عنصرين من مليشيات جيش الدفاع الوطني، التي تقاتل إلى جانب النظام.
|
وبالتزامن مع ذلك، أعلنت هيئة الأركان التركية، في بيان على موقعها على الإنترنت، أن مقاتلتين تركيتين أجبرتا، اليوم الاثنين، مروحية سورية على الابتعاد عن الحدود التركية.
وأفاد البيان، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول"، بأن "مقاتلتين تركيتين من طراز (إف 16) اعترضتا، أثناء قيامهما بدورية اعتيادية على الحدود السورية التركية، مروحية سورية من طراز (امي اي -8) لدى اقترابها من المنطقة الحدودية جنوب منطقة (كارباياز) في محافظة هاتاي".
في هذه الأثناء، ارتفعت حصيلة قتلى الحرب السورية المستمرة منذ منتصف مارس/آذار 2011 إلى أكثر من 162 ألف شخص، حسب حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الانسان أصدرها اليوم الاثنين.
وبلغ عدد القتلى حسب إحصائية المركز الجديدة، "162402 منذ انطلاقة الثورة السورية في 18 مارس/آذار 2011، حتى 17 مايو/أيار 2014".
" |
وبلغ "عدد القتلى من المدنيين 53978، بينهم 8607 أطفال، و61170 من عناصر قوات النظام والمجموعات المسلحة الموالية لها، و42701 من مقاتلي المعارضة وبينهم جهاديون، بالإضافة إلى 2891 قتيلاً مجهولي الهوية".
وينقسم مقاتلو المعارضة إلى "جنود منشقين ومدنيين، حملوا السلاح ضد النظام، ومقاتلين من جنسيات عربية وأجنبية وجهاديين، وبلغ عدد القتلى في صفوف الأخيرين 13500".
وأشار المرصد إلى "أن خسائر النظام، توزعت بين 37685 من عناصر الجيش والأمن، و23485 من اللجان الشعبية وجيش الدفاع الوطني، و438 عنصراً من حزب الله اللبناني و1224 مقاتلاً من جنسيات غير سورية".
وعبر المرصد عن اعتقاده، بأن "العدد الحقيقي للقتلى في صفوف الكتائب المقاتلة السورية والقوات النظامية أكثر من ذلك، لكن يصعب عليه توثيقها بدقة بسبب التكتم الشديد من الطرفين على الخسائر البشرية".
وأشار إلى أن "هناك أكثر من 18 ألف مفقود داخل معتقلات القوات النظامية، والآلاف ممن فقدوا خلال اقتحام القوات النظامية لمناطق سورية عدة، وأكثر من 8 آلاف أسير من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها لدى مقاتلي المعارضة، بالاضافة الى مئات المخطوفين لدى الأطراف المختلفة".