تقدّم نوعي للمعارضة السورية في حلب بمساعدة العاصفة الثلجية

09 يناير 2015
المعارضة أفشلت خطط النظام لحصارها (الأناضول)
+ الخط -

تمكّنت قوات المعارضة السورية في مدينة حلب من تحقيق تقدّم ميداني نوعي في الأيام الثلاثة الماضية على جبهات القتال ضد قوات النظام السوري شمال شرق مدينة حلب على نحو غير مسبوق منذ أكثر من خمسة أشهر، حين بدأت قوات النظام محاولاتها الهادفة للسيطرة بشكل كامل على منطقتي حندرات والملاح للوصول إلى طريق الكاستلو الاستراتيجي الذي بات يُعتبر آخر خطوط إمداد قوات المعارضة إلى مناطق سيطرتها في مدينة حلب.

قوات المعارضة المكوّنة من قوات "الجبهة الشامية" التي تشكلت أخيراً من اتحاد أكبر فصائل المعارضة في حلب وهي "الجبهة الإسلامية" و"جيش المجاهدين" و"كتائب نور الدين زنكي" و"تجمّع استقم كما أمرت"، و"جبهة الأصالة والتنمية"، بالتعاون مع كتائب "أبو عمارة" وألوية الجيش الحر الأخرى، تمكنت مجتمعة من مباغتة قوات النظام بهجوم شامل مع بدء العاصفة الثلجية التي شهدتها المنطقة، عبر هجوم على مناطق مناشر البريج والمجبل وتلة المياسات، وسيطرت على جميع هذه المناطق في أقل من ثلاثة أيام، لتُفشل خطط النظام الهادفة إلى حصار مناطق سيطرة المعارضة في مدينة حلب.

وقد استفادت المعارضة السورية من العاصفة الثلجية الأخيرة، إذ كانت قيادتها قد خططت لشن هجومها مع بدء العاصفة بحسب القيادي الميداني في "كتائب نور الدين زنكي" حسن العبد، الذي يوضح لـ"العربي الجديد" أن قوات المعارضة انتظرت قدوم العاصفة لتستغل أجواءها التي تمنع طيران النظام من المشاركة في الدفاع عن المناطق التي تسعى قوات المعارضة لاستعادتها، ذلك أن الطيران الحربي يتعذر عليه القيام بغارات على نقاط تمركز قوات المعارضة أثناء وجود غيوم ثقيلة في الأجواء، كما أن الطيران المروحي الذي يرافق عادة قوات النظام في معاركها عبر رمي البراميل المتفجرة يتعذّر عليه الطيران في مثل هذه الأجواء.

كما يشير الناشط ثائر الشمالي إلى أن قوات المعارضة التي توغلت في مناطق تمركز قوات النظام استفادت من الضباب الكثيف الذي رافق العاصفة، وتمكن مقاتلوها من التسلل إلى مناطق تمركز قوات النظام على جبهات القتال إلى الشمال الشرقي من مدينة حلب، من دون أن يتمكن عناصر الحراسة التابعين لقوات النظام من الانتباه لهم، الأمر الذي منح المعارضة أفضلية مباغتة قوات النظام في المنطقة، ومكّنها من الاستفادة من عنصر المفاجأة في أسر عدد من عناصر النظام الذين كانوا يتمركزون في منطقة المناشر.

وكان المكتب الإعلامي التابع لـ"الجبهة الشامية"، قد بث مقابلات مع أسرى من قوات النظام، تمكّنت قوات المعارضة من أسرهم على جبهات القتال شمال شرق مدينة حلب، كان بعضهم مصاباً وبحاجة إلى علاج حصل عليه في المستشفيات التي تشرف عليها المعارضة السورية، بحسب المكتب الإعلامي لـ"الجبهة".

من جهة أخرى، استفادت المعارضة أثناء هجومها مع العاصفة الثلجية الأخيرة، من ضعف الحراسة من قِبل عناصر قوات النظام على خطوط الاشتباك بين الطرفين، إذ لاحظ عناصر الرصد التابعون لقوات المعارضة قلة العناصر الذين يخرجون للحراسة بسبب البرد الشديد في المنطقة الوعرة والمفتوحة، والتي انخفضت درجات الحرارة فيها تحت درجة الصفر مئوية. وشجع هذا الضعف، مع انخفاض درجات الحرارة، قوات المعارضة على شنّ هجومها الواسع الذي تم بنجاح.

يُذكر أن قوات المعارضة تمكّنت أخيراً من السيطرة على تلة المياسات الاستراتيجية والقريبة من دوار البريج شمالاً، والمدينة الصناعية والشيخ نجار شرقاً، الأمر الذي منحها أفضلية الإشراف على طريق هام كان النظام السوري يستخدمه لإمداد قواته المتواجدة في سجن حلب المركزي وبلدة حندرات.

هذا الأمر سيجبر قوات النظام على استخدام طرقات بديلة ذات طبيعة ترابية وعرة، وهو ما سيزيد من صعوبة إمداد قواتها خصوصاً مع استمرار هطول الأمطار والثلوج في المنطقة، ما سيزيد من وعورة الطرقات الوعرة أصلاً.

وتتمتع قوات المعارضة بأفضلية على قوات النظام في هذا الإطار، ذلك أن معظم قواتها هي قوات خفيفة تتحرك مشياً أو بواسطة السيارات رباعية الدفع، في مقابل طغيان القوات الثقيلة على غالبية تشكيلات قوات النظام التي لا تغيب عنها الدبابات ومختلف أنواع المجنزرات، الامر الذي يمنح قوات المعارضة أفضلية كبيرة في التحرك في المناطق الوعرة والأجواء القاسية.

المساهمون